الجواد والحمامة والبوم يندبون مصيبة الأمام الحسين ع ويلعنون قاتليه
بتاريخ : 22-09-2009 الساعة : 02:15 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللّهُمّ صَلّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ ولاسيما بقية الله في الأرضين وعجّل فرجهم ياكريم… والْعَنْ كل من ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد لعنة يستغيث منها أهل النار
من كتاب مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) تأليف: السيد عبد الرزاق المقرّم
الجواد (فرس الأمام الحسين عليه السلام )
وأقبل الفرس يدور حوله ويلطّخ ناصيته بدمه(4) فصاح ابن سعد : دونكم الفرس ؛ فإنّه من جياد خيل رسول الله (ص) . فأحاطت به الخيل ، فجعليرمح برجلَيه حتّى قتل أربعين رجلاً وعشرة أفراس . فقال ابن سعد : دعوه لننظر مايصنع . فلمّا أمِن الطلب أقبل نحو الحسين (ع) يمرّغ ناصيته بدمه ويشمّه ويصهلصهيلاً عالياً(5) ، قال أبو جعفر الباقر (ع) : (( كان يقول : الظليمة ، الظليمة ، من اُمّة قتلتْ ابن بنت نبيّها )) .وتوجّه نحو المخيّم بذلك الصهيل(6) ، فلمّانظرن النّساء إلى الجواد مخزياً والسّرج عليه ملويّا خرجن من الخدور ناشرات الشعور، على الخدود لاطمات وللوجوه سافرات ، وبالعويل داعيات ، وبعد العزّ مذللات ، وإلىمصرع الحسين (ع) مبادرات(7) .
من كتاب كاملُ الزيارات أبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي المتوفى 368 هـ . ق
(دعاء الحمام ولعْنها على قاتل الحسين عليه السلام)
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الحسين بن يَزيدَ النَّوفَليِّ ، عن إسماعيلَ بن أبي زياد السَّكونيِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : اتّخذوا الحمام الرَّاعبيّة في بيوتكم(5) ، فإنّها تلعن قَتلةَ الحسين عليه السلام» .
ـ حدَّثني أبي ؛ وأخي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن أحمدَ بن إدريس بن أحمد ، عن أبي عبدالله الجامورانيِّ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزةَ ، عن صَندل(1) ، عن داودَ بن فَرْقَد «قال : كنت جالساً في بيت أبي عبدالله عليه السلام فنظرت إلى الحمام الرَّاعي يُقَرقِر(2) طَويلاً ، فنظر إليَّ أبو عبدالله عليه السلام فقال : يا داودُ أتدري ما يقول هذا الطّير؟ قلت : لا جُعلتُ فِداك ، قال: تدعو على على قَتَلة الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ، فاتّخذوه في منازلكم».
وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله الجامورانيِّ بإسناده مثله.
1 ـ كذا ، وفي التّواريخ و «مثير الأحزان» لابن نما : «ابن داو * وموسى وحامل الإنجيل». 2 ـ أي لم يرجع. 3 ـ الشّجو: الهمّ والحزن . 4 ـ التَّعْس : الهلاك. 5 ـ المراد بالرّاعبيّة الحمامة ، وهي ترعب في صوتها ترعيباً .
(نَوح البوم(3) ومصيبتها على الحسين عليه السلام)
ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بنِ الوليد ؛ وجماعةُ مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عن صفوانَ بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غُنْدَر ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: سمعتُه يقول في البومة ، قال: هل أحدٌ منكم رآها بالنّهار ، قيل له : لا ، تَكاد تظهر بالنّهار ولا تظهر إلاّ ليلاً ، قال: أما إنّها لم تزل تأوي العمران أبداً ، فلمّا أن قتل الحسين عليه السلام آلت على نفسها أن لا تأوي العُمْران ابداً ولا تأوي إلاّ الخراب ، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتّى يجنّها اللّيل فإذا جنّها اللّيل(كذا) فلا تزال ترنّم على الحسين عليه السلام حتّى تصبح» .
ـ حدَّثني حكيم بن داودَ بنِ حكيم ، عن سَلَمة بن أبي الخطّاب ، عن الحسين بن عليِّ بن صاعد البَربَريِّ قيّماً لقبر الرّضا عليه السلام قال : حدَّثني أبي «قال : دخلتُ على الرّضا عليه السّلام فقال لي : تَرى هذه البوم ما يقول النّاس؟ قال: قلت : جُعِلتُ فِداك جِئنا نَسألك ، فقال : هذه البومة كانت(4) على عهد جدِّي رَسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تأوي المنازل والقصور والدُّور ، وكانت إذا أكل النّاس الطّعام تطير وتقع أمامهم ، فيرمى إليها بالطّعام وتسقي وترجع إلى مكانها ، فلمّا قتل الحسين عليه السلام خرجت من العُمران إلى الخراب والجبال والبراري ، وقالت : بئس الاُمّة أنتم ! قتلتم ابن بنت نبيّكم ، ولا آمنكم على نفسي» .
1 ـ في بعض النّسخ: «صفوان».
2 ـ قرقرت الحمامة والدّجاجة : ردّدت صوتها.
3 ـ البوم طائر الظّلام ، وهي بالفارسية : «جغد».
4 ـ في البحار: «دخلت على الرّضا عليه السلام فقال لي : ما يقول النّاس؟ قال : قلت : جعلت فداك جئنا نسألك ، قال: فقال لي : ترى هذه البومة كانت ـ إلخ» .
ـ حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ـ عن رجل ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ البوم لتصوم النّهار فإذا أفطرت تدلّهت(1) على الحسين بن عليٍّ عليهما السلام حتّى تصبح» .
ـ حدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن الحسن بن عليِّ ، الميثميِّ(2) «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : يا يعقوب(3) رأيت بومةً بالنّهار تنفّس قطّ ، فقال : لا ، قال : وتدري لم ذلك؟ قال: لا ، قال: لأنّها تظلُّ يومها صائمة على ما رزقها الله ، فإذا جَنّها اللّيل أفطرت على ما رُزقت ، ثمَّ لم تزل ترنّم على الحسين بن عليّ عليهما السلام حتى تصبح» .
1 ـ قال في القاموس : «الدَّلْه ، ويحرّك ، والدلُوه : ذَهاب الفُؤاد من هَمٍّ ونحوه . ودَلَّهه العِشْقُ تَدْليهاً فتَدَلَّه» وفي جلّ النّسخ : «اندبت» ، وما في المتن مثل ما في البحار .
2 ـ في جلّ نسخ الكتاب : «عن الحسن بن علي الميثمي» ، والصّواب ما في المتن. 3 ـ كأنّه ابن شعيب بن ميثم الأسديّ الثّقة .