في هذه الاية الكريمة ينبه الله على نكتة مهمة جدا يميز بها الشرك من التوحيد
ويقول لنا ان المشركين وقعوا في الشرك من ناحية المصداق لا المفهوم وقع المشركين في خلط وخطأ في المصداق حيث توسلوا ودعوا عبادا ليسوا باهل للدعاء والتوسل والدليل هي ما ذكرته الاية في صفات ومميزات هؤلاء من حيث فقدانهم لليد والعين والاذن المراد منهما ليس هذه الحواس البشرية والا لو كان المراد حواس البشرية لكان على المشركين ان يحتجوا على الله بانهم يتوسلون بالجن وغيرهم الذين يملكون هذه الحواس بل المراد منها هو يد الهية وسمع الهي
ويتوضح هذا اكثر بالاية الكريمة
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا
هذا الكلام مهم جدا (من دونه)فلا يملك الاصنام والجن وكل ما يتوسل به المشركين شئ
من دون الله والمعنى بالمفهوم الوصف انهم مع الله يملكون شيئا ولكن من دون الله لايملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا وهذا ما سلبه الله مما يتوسل به المشكرين
قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ
فاذا شاء الله يكن مع الله ولا يكون من دون الله
حينئذ يملك لنفسه نفعا وضرا لانه مع الله لا من دون الله كما هو حال معبودات المشركين
وهذا مايؤكده احاديث صحيحة من الطرفين
الكتاب : تراجعات العلامة الألباني في التصحيح والتضعيف
ص4
33- إني أرى ما لا ترون ،و أسمع ما لا تسمعون, أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلاَّ وملك واضع جبهته لله ساجدا. والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون الى الله. الضعيفة (1780(. ثم صححه في الصحيحة (852 و1060 و3194 و1722)، النصيحة )ص 244-245 -246).
والحديث لم يخصص الدنيا او البرزخ فهو عام الا اذا اتى المخصص
الكتاب : الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (صحيح البخاري)
المؤلف :
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله (المتوفى : 256هـ)
ج20ص158
6021 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ
وهذا الحديث قرينة كبيرة يوضح ما سبق
هذا ولي الله له يد يبطش به وعينه عين الله ويده يدالله فكل ما يملك من الله والتوسل يقع بهذه الكرامات والمقامات الواصل اليه مع ان الصنم او الجن ليس عينه عين الله ولا يده يد الله
فاعرف هذا الفرق الكبير بينهما