|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
البداء
بتاريخ : 15-09-2009 الساعة : 03:18 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
[بسم الله الرحمن الرحيم]
[توطئة:]
[ لمّا كان] النسخ في الأحكام و هو في أفق التشريع ، [و كذا البداء] و هو في أفق التكوين.
و بمناسبة خفاء معنى البداء على كثير من علماء المسلمين ، و أنهم نسبوا إلى الشيعة ماهم برآء منه ، و أنهم لم يحسنوا في الفهم ، و لم يحسنوا في النقد!
و ليتهم إذ لم يعرفوا تثبّتوا ، أو توقفوا (1) كما تفرضه الأمانة
في النقل، وكما تقتضيه الحيطة في الحكم ، والورع في الدين.
بمناسبة كل ذلك وجب أن نذكر شيئاً في توضيح معنى البداء.
تمهيد:
لا ريب في أن العالم بأجمعه تحت سلطان الله وقدرته ، و أن وجود أي شيء من الممكنات منوط بمشيئة الله تعالى ، فإن شاء أوجده ، وإن لم يشأ لم يوجده.
و لا ريب- أيضاً- في أن علم الله سبحانه قد تعلّق بالأشياء كلّها منذ الأزل ، و أن الأشياء بأجمعها كان لها تعين علميّ في علم الله الأزليّ ، وهذا التعيّن يعبّر عنه ب« تقديرالله» تارةً ، وب«قضائه» تارةً أخرى.
و لكنّ تقدير الله وعلمه سبحانه بالأ شياء منذ الأزل لايزاحم و لا ينافي قدرته تعالى عليهاحين إيجادها، فأنّ الممكن لا يزال منوطاً بتعلّق مشيئة الله بوجوده، التي قد يعبّر عنها بالإختيار، و قد يعبر عنها بالإرادة.
فإن تعلقت المشيئة به وجد ، و إلا لم يوجد.
والعلم الإلهي يتعلق بالأشياء على واقعها من الإناطة بالمشيئة الإلهية؛ لأن انكشاف الشيء لا يزيد على واقع ذلك الشيء، فإذا كان الواقع منوطاً بمشيئة الله تعالى كان العلم متعلقاً به على هذه الحالة ، وإلا لم يكن العلم علماً به على وجهه ، و انكشافاً له على واقعه .
فمعنى تقدير الله تعالى للأشياء و قضائه بها: أن الأشياء - جميعها - كانت متعينة في العلم الإلهي منذ الأزل - على ما هي عليه- من أنّ وجودها معلق على أن تتعلق المشيئة بها ، حسب اقتضاء المصالح والمفاسد التي تختلف باختلاف الظروف ، والتي يحيط بها العلم الإلهيّ.
موقف اليهود من قدرة الله:
و ذهبت اليهود إلى أنّ قلم التقدير و القضاء حينما جرى على الأشياء في الأزل استحال أن تتعلق المشيئة بخلافه؛ و من أجل ذلك قالوا: يد الله مغلولة عن القبض والبسط والأخذ
والإعطاء ، فقد جرى فيها قلم التقدير ولا يمكن فيها التغيير(2).
و من الغريب أنهم - قاتلهم الله- التزموا بسلب القدرة عن الله ، و لم يلتزموا بسلب القدرة عن العبد، مع أنّ الملاك في كليهما واحد، فقد تعلق العلم الأزلي بأفعال الله تعالى ، و بأفعال العبيد على حدٍٍّسواء.
موقع البداء عند الشيعة:
ثم إن البداء الذي تقول به الشيعة الإمامية إنما يقع في القضاء غير المحتوم ، أما المحتوم منه فلا يتخلف ، و لا بدّ من أن تتعلق المشيئة بما تعلق به القضاء.
و توضيح ذلك أنّ القضاء على ثلاثة اقسام :
أقسام القضاء الألهيّ:
الأول: قضاء الله الذي لم يطّلع عليه أحداً من خلقه، و العلم المخزون الذي استأثره لنفسه.
و لا ريب في أنّ البداء لا يقع في هذا القسم ، بل ورد في روايا ت كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام أنّ البداء إنما ينشأ من هذا العلم .
روى الشيخ الصدوق في « العيون» بإسناده عن الحسن ابن محمد النوفلي ، أنّ الرضا عليه السلام قال لسليمان المروزي:
« رويت عن أبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال : إنّ لله عزّو جلّ علمين : علماً مخزوناً مكنوناً ، لا يعلمه إلا هو، من ذلك يكون البداء ؛ و علماً علّمه ملائكته و رسله، فالعلماء من أهل البيت نبيّك يعلمونه....
و روى الشيخ محمد بن الحسن الصفار في « بصائر الدرجات » بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال:
« إنّ لله علمين : علم مكنون مخزون ، لا يعلمه إلا هو، من ذلك يكون البداء ؛ و علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه ، و نحن نعلمه» (4).
الثاني : قضاء الله الذي أخبر نبيه و ملائكته بأنّه سيقع حتماً.
و لا ريب في أنّ هذا القسم - أيضاً- لا يقع فيه البداء، و إن افترق عن القسم الأول بأن البداء لا ينشأ منه.
قال الرضا عليه السلام لسليمان المروزي - في الرواية المتقدمة-عن الصدوق:
« إنّ علياً عليه السلام كان يقول: العلم علمان : فعلم علمه الله ملائكته و رسله ، فما علمه ملائكته و رسله فأنه يكون ، و لا يكذب نفسه و لا ملائكته و لا رسله ؛ و علم عنده مخزون لم يطلع عليه أحداً من خلقه ، يقدم منه ما يشاء ، و يؤخر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء» (5).
و روى العياشي ، عن الفضيل ، قال : سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول:
« من الأمور أمور محومة جائية لا محالة ، و من الأمور أمور موقوفة عند الله ، يقدّم منها ما يشاء ، ويمحو ما يشاء، و يثبت منها ما يشاء ، لم يطلع على ذلك أحداً - يعني الموقوفة- فأما ما جاء ت به الرسل فهي كائنة ، لا يكذب نفسه ، ولا نبيه ، و لا ملائكته »(6).
الثالث: قضاء الله الذي أخبر نبيه و ملائكته بوقوعه في الخارج ، إلا أنه موقوف على أن لا تتعلق مشيئتة الله بخلافه .
وهذا القسم هوالذي يقع فيه البداء:
« يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أمّ الكتاب »(7) « لله الأمر من قبل و من بعد » (8).
للموضوع تتمة........
|
|
|
|
|