اذا اردنا ان نقيس رفاهية شعب ما في بلد معين ومدى تطور وسائله فننظر الى مدى امكانية كل شخص باشباع حاجاته الكمالية بالاضافة الى الاساسية أي انه انتقل الى اشباع حاجاته الكمالية بعدما غطى حاجاته الاساسية وتمكن من اشباعها بطبيعة الحال , فيبقى هذا الشعب يبحث ويطمح الى مستوى اعلى من الكمالات العلمية لان ذهنيته اصبحت متفرغة الى الامور التي تزيد من تطوره وترقيه بعدما تمكن واطمأن الى تخطي الحاجات التي تعيقه في ذلك , فيبقى يبحث ويبحث الى ان يحاول ان يكرس نفسه الى كل شيء جديد من اكتشاف او غيره لترقى في وسائله وادواته التي يستخدمها ويسعى جاهدا للافضل والاسرع والاحدث
في نفس الوقت نسلط الضوء على شعب لم يتخطى في اشباعه حتى حاجاته الاساسية فيبقى يراوح ويرواح ويسعى جاهدا لتحقيق رغبته من الحاجات الاساسية لانها تأمن وسيلة معيشته وتهدد استقراره بين الحين والاخر وتشغل جل طاقاته لان في عدم بلوغها فانها تصير الى هلاكه وافراد عائلته .
فيبقى هذا الشعب في مستوى لا يتعدى ما يطمح اليه غيره ولا يفكر الا ببقائه فتهذب طاقاته الفكرية مدارج الرياح لعدم وجود اللحظة والوقت المناسب لتشغيلها فتبقى معطلة سائرة نحو ما يبقيها على ساحة الحياة ,
في نفس الوقت تبقى فئة نصبت وفق ظروف معينة خالية من الموضوعية لا تخلوا من المخططات الإسرائيلية الأمريكية لتتحكم في مقدرات هذا الشعب المسكين وتحول بينه وبين ادركه لحاجاته الكمالية وتحطيم رؤاه وجميع احلامه وطاقاته لانه يبقى ساعيا ليلا ونهارا للبحث عن لقمة عيشه التي تبقيه وتقيه دار الهلاك لتبقى هي تتنازح على المراتب وتبحث عن ما يروق في خاطرها حتى في الاحلام لتشتريه في اغلى الاثمان في حين يمسي المواطن المسكين يمسي ويصبح عاملا لتوفير قوته الاساسي ؟ فأي عدل واي قانون واي انصاف يزن ذلك ؟؟؟!!
وتراهم يتاهافتون على ذلك الكرسي وذاك وينشئون صراعا داميا من اجل تحقيق ملذاتهم ونزواتهم واستثماراتهم وفي الواجهة والاعلان يمثلون حماة الوطن ودستوره المنصف وقيادته الحاذقة لا اعرف هل هذه القيادة الفاشلة التي تسعى ليلا ونهارا من اجل تحقيق مطامع غيرها ممن نصبها وثم استلام حصتها من تلك العملية قادرة للنهوض بهذا البلد الجريح وهو بلد الانبياء والحضارات الذي اصبح ميدان قتال وصراع من اجل نهش خيراته وثروته واصبح مثله كصراع من اجل البقاء ترى هنا افتراس وهناك افتراس والشعب المسكين يكون الفريسة في هذا الصراع الدامي حيث ان الاخير اتعبته كثرة المطالبة بحقوقه وفاته الكثير من زاده وسيطروا عليه بأغواءات واهنة اسكتوه برهتا من الزمن وطبعا ليس الكل بل الجل
فيبقى هذا الصراع لا ينتهي من جهة الواقع شعب يذوق المرارة والجوع ومن جهة اخرى تنازع على المناصب والتحالفات وملذات الدنيا ما طاب وما تشتهيه الأنفس فتكون خاتمتنا هنا بطرح سؤالين في هذا المقام
- متى يشعر السلاطين بشعوبهم الجائعة والعمل على تلبية حوائجهم الاساسية والكمالية والرقي بهم الى مستوى الدول البقية والشعوب
- متى يقوم هذا الشعب المسكين بأختياره الموضوعي بعد ترك المجاملات و المنافع الدنيوية من الاختيار الصحيح السليم المثمر من على صناديق الاقتراع ليؤسس مستقبل العراق القادم بعيدنا عن الانحياز
سؤالان تبقى اجابتهما على القارئ الذي تهمه مصلحة هذا الشعب الجريح والوطن الذي ينزف دما