العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الكاتبة بقلم الحق
عضو جديد
رقم العضوية : 39937
الإنتساب : Aug 2009
المشاركات : 7
بمعدل : 0.00 يوميا

الكاتبة بقلم الحق غير متصل

 عرض البوم صور الكاتبة بقلم الحق

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي ام البنين معاني التضحية والوفاء
قديم بتاريخ : 22-08-2009 الساعة : 08:33 AM


أم البنين..
معالي التضحية والوفاء

من هي تلك المرأة ؟

اسمها فاطمة بنت حزام بن خَالد بن ربيعة الكلابي من آل الوحيد ..

غلبت الكُنية على الاسم، لأمرين :
الأوّل : لأنّها كُنّيت بـ « أمّ البنين » تشبّهاً وتيمّناً بجدّتها ليلى بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة .
أمّا السبب الثاني: فهو التماسها أن يقتصر أميرُ المؤمنين عليه السّلام في ندائِه عليها، على الكنية، لئلاّ يتذكّر الحسنانِ عليهما السّلام أمَّهما فاطمة صلوات الله عليها يوم كان يناديها في الدار،

فـ (أمّ البنين عليها السّلام) تنحدر من آباء وأخوال عرفهم التاريخ وعرّفهم بأنّهم فرسان العرب في الجاهليّة .. وهمُ الذين عناهم عقيلُ بن أبي طالب بقوله لأخيه الإمام عليّ سلام الله عليه :
« ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس » .

الإقتران المباركـ :
لما سمع (حزام) بأن عقيل يخطب ابنته لسيد الأوصياء (علي بن أم طالب عليه السلام) هشًّ وبش وكأنه لا يرى امرأةً تليقُ بأمير المؤمنين عليه السّلام ، فذهب إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة، فرأى ابنته بين يديها وهي تقصّ عليها رؤياها.. فاستمع إليها دونَ أن تراه وهي تقول :
"كأنّي جالسة في روضة ذات أشجار مثمرة، وأنهار جارية، وكانت السماء صاحية والقمرُ مشرقاً والنجوم طالعة، وأنا أفكّر في عظمة الله من سماءٍ مرفوعةٍ بغير عمد، وقمرٍ منير وكواكب زاهرة، وإذا بي أرى كأنّ القمر قد انقضّ من كبد السماء ووقع في حِجري وهو يتلالأ نوراً يَغشى الأبصار، فعجبتُ من ذلك، وإذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعن في حجري، وقد أغشى نورُهنّ بصري، فتحيّرتُ في أمري ممّا رأيت، وإذا بهاتفٍ قد هتف بي، أسمعُ منه الصوت ولا أرى شخصه، وهو يقول:

بـُشراكِ فـاطمـة بـالسادةِ الغُررِ ثلاثةٍ أنـجمٍ والـزاهـرِ الـقمـرِ أبـوهـمُ سيّدٌ في الخلْق قـاطبـةً بعد الرسول كذا، قد جاء في الخبرِ
فعاد حزام يبشّر نفسه وعقيلاً وقد غمره السرور وخفّت به البشارة، وكان الزواج المبارك على مهرٍ سَنّه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في زوجاته وابنته فاطمة عليها السّلام، وهو خمس مئة درهم .

وفاء وإخلاص أم البنين عليها السلام :
إذا كان بعضُ أزواج النبيّ صلّى الله عليه وآله تُدركُهنّ الغيرةُ من خديجة عليها السّلام بعد وفاتها لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يذكرها فيُحسن الثناء عليها، فانَّ أمّ البنين كانتْ تحبُّ الزهراء سلام الله عليها أشدَّ الحبّ وكانتْ على غاية الوفاءِ والإخلاص مع سيّدة نساءِ العالمين فاطمة عليها السّلام، فحينما اقترنتْ بمولاها عليّ عليه السّلام، ودخلتْ بيتَه الشريف رأتِ الحسنَ والحسين صلوات الله عليهما مريضين، فأخذتْ تُلاطفهما وتضاحكهما وتُحسن القول معهما وتُطيّبه، وكأنّها تُريد أنْ تَجبرَ يُتْمَهما بأمّهما الزهراء عليها أفضل السّلام،وترجّت أميرَ المؤمنين عليه السّلام أن يناديَها بأمّ البنين كنيتها، لا فاطمة اسمها فيتذكّرا أمَّهما ويحزنا عليها.

ومضتْ على تلك السيرة الحسنة معهما تنكَبُّ عليهما كالأمّ الحنون، هما واختهما زينب عليها السّلام بل ذكر بعضُ أصحاب السير أن شفقتها على أولاد الزهراء عليها السّلام. وعنايتها بهم كانتْ أكثر من شفقتها وعنايتها بأولادها الأربعة: العبّاس وإخوته، عليها وعليهم السّلام، بل هي التي دفعتهم لنصرة إمامهم وأخيهم أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، والتضحية دونه والاستشهاد بين يديه.
وكان من وفائها أنّها لمّا دخل بشْر بنُ حذلم إلى المدينة ناعياً سيّد الشهداء الحسين عليه السّلام خرجتْ تسأل عن الحسين عليه السّلام مذهولةً عن أبنائها الأربعة، فلمّا سأل عنها بشْر قيل له: هذه أمّ البنين، فقال لها: عظّم الله لكِ الأجر بولدِك جعفر.. وعثمان.. وعبدالله، وهي تقول له في كلّ مرة: خبّرْني عن الحسين، أحيٌّ هو أم لا ؟ فتعجّب بشرٌ منها وهو الذي دخل المدينة ينادي بأهلها ـ كما أمره الإمام زينُ العابدين عليه السّلام ـ :

يا أهلَ يثربَ لا مُقامَ لكم بها قُتل الحسين، فأدمعي مِدرارُ الجسمُ منه مضرّجٌ في كربلا والرأسُ منه على القناةِ يُدارُ
فقال لها: عظّمَ اللهُ لكِ الأجرَ بأبي الفضل العباس، فسقط مِن يدها طفلٌ لعلّه هو « عبيدالله بن العباس » وكان رضيعاً تحملُه معها، فقالتْ له: قطّعتَ نياطَ قلبي، هل سمعتني سألتُك عن أحد، خبّرني عن الحسين، فاضطُرّ بشرٌ هنا لأنْ يقول لها: عظّم اللهُ لكِ الأجر بأبي عبدالله الحُسين. فسقطت مغشيّاً عليها.


ممّا لابُدّ منه :
وبعد عمرٍ طاهر قضتْه أمُّ البنين عليها السّلام بين عبادةٍ لله « جلّ وعلا » وأحزانٍ طويلةٍ على فقد أولياء الله « سبحانه »، وفجائع مذهلة بشهادة أربعة أولادٍ لها في ساعةٍ واحدة مع حبيب الله الحسين عليه السّلام، وبعد شهادة زوجها أمير المؤمنين عليه السّلام في محرابه.. بعد ذلك كلّه وخدمتها لسيّد الأوصياء وولديه الإمامين سبطَي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسيّدي شباب أهل الجنّة، وخدمتها لعقيلة بني هاشم زينب الكبرى صلوات الله عليها، أقبل الأجَلُ الذي لابُدَّ منه، وحان موعدُ الحِمام النازل على ابن آدم. فكانتْ وفاتُها المؤلمة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة 64 من الهجرة النبوية الشريفة ـ كما ذكر البيرجنديّ في كتابه ( وقائع الأيّام ) (8)، والسيد محمد باقر القره باغي في كتابه ( كنز المطالب )، وغيرهما ـ حيث جاء في ( الاختيارات ) عن الأعمش قال: « دخلتُ على الإمام زين العابدين ( عليّ بن الحسين ) عليه السّلام في الثالث عشر من جمادى الآخرة، وكان يوم جمعة، فدخل الفضلُ بنُ العبّاس وهو باكٍ حزين، يقول له: لقد ماتتْ جَدّتي أمُّ البنين ».
فسلامٌ على تلك المرأة النجيبة الطاهرة، الوفيّة المخلصة، التي واست الزهراء عليها السّلام في فاجعتها بالحسين عليه السّلام، ونابتْ عنها في إقامة المآتم عليه، فهنيئاً لها ولكلّ من اقتدت بها من المؤمنات الصالحات.




من مواضيع : الكاتبة بقلم الحق 0 مظلومية الزهراء
0 ام البنين معاني التضحية والوفاء
0 للعقل الوان فما هو لون عقلك ؟
0 حكم قدسيه
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:33 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية