العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

يا صاحب الزمان الغوث
عضو جديد
رقم العضوية : 39406
الإنتساب : Jul 2009
المشاركات : 59
بمعدل : 0.01 يوميا

يا صاحب الزمان الغوث غير متصل

 عرض البوم صور يا صاحب الزمان الغوث

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي فاطمة بنت أسد
قديم بتاريخ : 19-08-2009 الساعة : 07:14 PM


فاطمة بنت أسد عليها السّلام

إطلالة البدر
تقلّد عرب الجاهليّة قبل بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله طوقَ عبوديّة الشيطان، وكانوا يتسابقون في القتل والغارة على بعضهم البعض، ويفتخرون بوأد بناتهم، بل تفاخروا بكثرة أمواتهم في قبورهم. وكان الشيطان يزيّن لهم تلك الأعمال المنكرة، ويحتبل عقولهم بأحابيله، ويضلّهم بأضليله، ويحجب عن فطرتهم ـ بوساوسه ومكره ـ تلألؤها وصفاءها ونصاعتها، كي لا تدعوهم ـ إذا غدت صافية خالصة ـ إلى عبادة الواحد الأحد الذي لا شريك له ولا وزير
وعاش في تلك الحقبة المظلمة من التاريخ أُناس تصدّوا لسيل الضلالة كالجبل الراسخ المنيع،
وكان من بين هؤلاء الموحّدين فتىً شريف لم ينزّه فطرته عن عبادة الأصنام والتفاخر الباطل والحروب والغارات والآثام فحسب، بل كان ـ فوق ذلك ـ يدعو ربّه الواحد الأحد في خلوته من أجل نجاة قومه من أعمال السفهاء، ويأخذ بأيديهم إلى سبل الهداية والرشاد.
وكان هذا الشاب من أحفاد إبراهيم الخليل عليه السّلام، وكان يقتفي أثر جدّه الخليل، ويجهد نفسه على صعيد الفِكر والعمل في اللَّحاق بخُطى جدّه الكبير.
كان هذا الشاب يُدعى « أسد »، واسم أبيه الجليل « هاشم ». ولم يَغِب عن بال «أسد» بفكره ودرايته أنّ أفضل سُبل طمأنينة الروح والجسد بالنسبة إلى شاب في مُقتبل العُمر هو الزواج، ولذلك اغتنم ذات يوم فرصةً مناسبة فأخبر والديه برغبته في الزواج، فاستحسن أبوه رأيه ووعده أن يساعده على تحقيق ما أراد.
وشرع الأبوان يبحثان عن فتاة شريفة من أسرة كريمة تكون زوجة صالحة لابنهما، فعترا على بُغيتهما في فتاة تدعى « فاطمة » تنحدر من نسب عريق أصيل، ويشترك أجدادها من الأب والأم مع أجداد النبيّ صلّى الله عليه وآله في جدّه الأكبر «فِهْر

الخِطبة
ثمّ إنّ أبا أسد فاتَحَ أبا فاطمة وخطب منه ابنته فاطمة لابنه أسد، وتزوّج أسد من فاطمة قبل هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله بما يقرب من 60 عاماً، فرُزق منها ابنة وسيمة سمّاها « فاطمة » أيضاً.
كان أسد يحب ابنته فاطمة كثيراً على الرغم من أنّ العرب كانوا في ذلك الوقت إذا بُشِّرَ أحدُهُم بالأُنثى ظَلَّ وجهُهُ مُسْوَدّاً وهو كظيم * يَتوارى من القَومِ مِن سُوءِ ما بُشِّرَ به: أيُمْسِكُهُ على هُونٍ أم يَدُسُّهُ في التراب
وكان يغرس في قلب « فاطمة » الصغير عقائدَ التوحيد، حتّى نشأت امرأة كاملة مؤمنة.. فكانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإيمان، وكانت امرأة طيّبة السيرة، لبيبة عاقلة، بصيرة بأمور آخرتها، ذكيّة، عفيفة، طاهرة. وكانت على ( الحنيفيّة ) دين النبيّ إبراهيم الخليل عليه السّلام، فلم تسجد ـ حتّى قبل الإسلام ـ لصنم قطّ
ويدلّنا على توحيدها وسلامة فطرتها مناجاتُها العجيبة عند الكعبة حين ضَرَبها الطَّلْق ـ وكانت حاملاً بأمير المؤمنين عليه السّلام ـ في عصر كان معظم سادة العرب وكبرائهم يعبدون القمر والنجوم والأصنام، ويكفي في جلالة قدرها ما قيل في حقّها:
كانت فاطمة بنت أسد من فُضلَيات الهاشميّات، بَزَغتْ في عصرها شمساً في سماء الكمال تتنقّل في أبراجه. شَرَفُ حَسَبٍ، فكَرَمُ مَحتِدٍ، فمكارمُ أخلاقٍ، فذكاءُ قلبٍ، فرجاحة حِجى، فطهارةُ نفسٍ، فجمالُ ذاتٍ، ففضيلةُ صفات. تلك حِلية هذه السيّدة الجليلة، ولذا اختارها سيّد قريش ولم يستبدل بها سواها مدّة حياته
الزواج المبارك
مرّت على فاطمة بنت أسد في أحد أيّام مكّة الحارّة لحظات حسّاسة لا تُنسى، لحظات تمرّ بها جميع الفتيات في مثل هذه المرحلة من العمر، فقد تقدّم لخطبتها شابّ مؤمن موحّد يُدعى « أبو طالب »، شاب ينحدر من سلالة كريمة ومَحتِد أصيل، وقيل لها بأنّ جدّه هو « عبدالمطّلب »، ومَن مِن فتيات مكّة ـ فضلاً عن رجالها ـ لم يَقرَع سمعها اسمُ عبدالمطّلب، ومَن منهنّ لم تبلغها جلالة قدره وكرم نسبه.
وجرت مراسم العقد، فدعا أسدٌ الناسَ ليحضروا، فلمّا التأم عقد المجلس نهض فيهم أبو طالب، فالتفت إلى أسد وقال:
« الحمدُ للهِ ربّ العالَمين، ربِّ العرشِ العظيم، والمقامِ الكريم، والمَشْعَرِ والحَطيم، الذي اصطفانا أعلاماً وسَدَنَةً وعُرَفاءَ خُلَصاءَ، وحَجَبةً بَهاليلَ، أطهاراً من الخَنى والرَّيْب، والأذى والعَيْب، وأقام لنا المشاعرَ، وفضَّلنا على العشائر، نُخَبَ آل إبراهيم وصفوته، وزَرعَ إسماعيل... وقد تزوّجتُ فاطمةَ بنت أسد، وسُقْتُ المهر ونفذف الأمر، فاسألوه واشهَدوا، فقال أسد: زوّجناكَ ورَضِينا بك، ثمّ أطعَمَ الناس .
والتأمّل في مضامين هذه الخطبة الغرّاء التي أُلقيت قبل هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله بما يقرب من 60 عاماً يُقرّ في النفس بأنّ قائلها موحّد حكيم لا يُلقي بالاً إلى ما يفتخر به قبائل قومه يومذاك من القتل والغارة والتكاثر بالأموال والأولاد و...
وكان ذلك فضلاً جديداً في حياة فاطمة بنت أسد، فقد انتقلت إلى بيت زوج كريم موحّد هو أبو طالب عليه السّلام. وكان لهذا الزواج المبارك أثره الكبير الذي سيشهده العالم الإسلامي قريباً.

من مواضيع : يا صاحب الزمان الغوث 0 قصيدة للسيد نصرات قشاقش
0 ادلة اثبات الولاية التكوينية من القران الكريم:
0 فاطمة بنت أسد
0 للأمهات فقط
0 صور غريبة سبحان الخالق
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:43 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية