وإلى هذا يشير سيدنا الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام بقوله:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي: أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا
أضاء بك الأفق المشرق * ودان لمنطقك المنطق
وكنت ولا آدم كائنا * لأنك من كونه أسبق
ولولاك لم تخلق الكائنات * ولا بان غرب ولا مشرق
وله في العترة الطاهرة وسيدهم صلوات الله عليه وعليهم قوله:
إذا رمت يوم البعث تنجو من اللظى * ويقبل منك الدين والفرض والسنن
فوال عليا والأئمة بعده * نجوم الهدى تنجو من الضيق والمحن
فهم عترة فوض الله أمره * إليهم لما قد خصهم منه بالمنن
أئمة حق أوجب الله حقهم * وطاعتهم فرض بها الخلق تمتحن
نصحتك أن ترتاب فيهم فتنثني * إلى غيرهم من غيرهم في الأنام من ؟
فحب علي عدة لوليه * يلاقيه عند الموت والقبر والكفن
كذلك يوم البعث لم ينج قادم * من النار إلا من تولى أبا الحسن
ومن يك ذا فم مر مريض * يجد مرا به الماء الزلالا
فحمل بعض ما أوردت، جهلا بما أردت، قوم من القردة، إلى آخرين من الحسدة، وأداها من لا يعلم إلى من لا يفهم، والمرء عدو ما جهله، بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه فكانوا كما قيل:
يعرفها من كان من جنسها * وسائر الناس لها منكر
لو كنت تعلم كل ما علم الورى * طرا لكنت صديق كل العالم
لكن جهلت فصرت تحسب كل من * يهوى بغير هواك ليس بعالم
أعادي على ما يوجب الحب للفتى * وأهدأ والأفكار في تجول
أو كما قيل:
حاسد يعنيه حالي * وهو لا يجري ببالي
قلبه ملآن مني * وفؤادي منه خالي
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا (1)
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: المخالف لعلي بعدي كافر ومشرك وغادر، والمحب له مؤمن صادق، والمبغض له منافق، والمحارب له مارق، والراد عليه زاهق، والمقتفي لأثره لاحق (2):
بحب علي تزول الشكوك * ويعلو الولاء ويزكو النجار
فإما رأيت محبا له * فثم العلاء وثم الفخار
وإما رأيت عدوا له * ففي أصله نسب مستعار
فلا تعذلوه على بغضه * فحيطان دار أبيه قصار
((((((((((منقول )))))))))))))