بسمه تعالى
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم
روى الـطـبـري ((1)) عن ابي جندب انه قال : دخلت على عائشة بالمدينة , فقالت : من انت ؟.
قلت : رجل من الازد اسكن الكوفة .
قالت : اشهدتنا يوم الجمل ؟.
قلت : نعم .
قالت : لنا ام علينا؟.
قلت : عليكم .
قالت : افتعرف الذي يقول : يا امنا يا خير ام نعلم قـلـت : نعم , ذاك ابن عمي فبكت حتى ظننت انها لا تسكت وروى ابن الاثير ((2)) وقال : ذكر لعائشة يوم الجمل , فقالت : والناس يقولون يوم الجمل ؟ قالوا لها: نعم فقالت : وددت اني لو كنت جلست كما جلس صواحبي وكان احب الي من ان اكون ولدت من رسول اللّه بضع عشرة كلهم مثل عبدالرحمن ابن الحارث بن هشام , او مثل عبداللّه بن الزبير.
وروى مـسروق ((3)) وقال : كانت عائشة اذا قرات : (وقرن في بيوتكن ) بكت حتى تبل خمارها.
واخـرج ابن سعد ((4)) في طبقاته : ان ابن عباس دخل على عائشة قبل موتها فاثنى عليها: فلما خـرج , قـالـت : لابن الزبير اثنى علي عبداللّه بن العباس ولم اكن احب ان اسمع احدا اليوم يثني علي لوددت اني كنت نسيا منسيا ـ اي حيضة ـ انتهى .
((5)): ان عائشة لما احتضرت جزعت فقيل لها: اتجزعين ؟ يا ام المؤمنين وابنة ابي بكر الصديق ؟ فقالت : ان يوم الجمل لمعترض في حلقي ليتني مت قبله , او كنت نسيا منسيا.
وروى ابن سعد ايضا: ان عائشة قالت : واللّه لوددت اني كنت شجرة , واللّه لوددت اني كنت مدرة , واللّه لوددت ان اللّه لم يكن خلقني .
وروى ايـضـا ان عائشة قالت عند وفاتها: اني قد احدثت بعد رسول اللّه , فادفنوني مع ازواج النبي (ص ) قـال الـذهبي ((6)) تعني بالحديث مسيرها يوم الجمل وروى الذهبي وقال : وتوفيت في الـلـيـلـة السابعة عشرة من شهر رمضان بعد الوتر سنة ثمان وخمسين , فامرت ان تدفن من ليلتها, فاجتمع الانصار وحضروا, فلم تر ليلة اكثر ناسا منها, وحمل معها جريد بالخرق , وقال الراوي :.
رايت النساء بالبقيع كانه عيد, وصلى عليها ابو هريرة , وكان خليفة .
مروان .
<>
<>
المصادر
1- الطبري 5 / 11 في حوادث الجمل .
2- بترجمة عبد الرحمن من اسد الغابة 3 / 284, وطبقات ابن سعد 5 /1 وفي فتوح ابن اعثم 2 / 341 ـ 342 قالت : (مثل ولد عبد الرحمن بن الحارث ) في رواية : (ولو لم اشهد الجمل لكان احـب الي من ان يكون لي من رسول اللّه (ص ) مثل ولد عبد الرحمن بن الحارث فانه كان له عشرة اولاد ذكور كل يركب ).
3- ابن سعد في طبقاته 8 / 56ط اوربا, وفي تفسير الاية من الدر المنثور.
4- طـبـقـات ابـن سعد 8 / 51, والبخاري 3 / 11 في تفسير النور, وحلية الاولياء 2 / 45 بـتـرجـمة عائشة , وهو الذي فسر (نسيا منسيا) بالحيضة , وتفصيله في مسند احمد 1 / 276 و 349.
5- بلاغات النساء ص 8, وفي تذكرة الخواص ص 46 بتفصيل اوفى .
6- النبلاء 2 / 134 ـ 135, والمستدرك 4 / 6 والمعارف ص 59.