طرائف ـــ الذهبي يُعيبُ على ابن الجوزي والحال ان العيب واقع عليه أيضاً
بتاريخ : 03-08-2009 الساعة : 04:41 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم اشرح لي صدري
أصول الجرح والتعديل وعلم الرجال ـ د. نور الدين عتر ص34 :
وكذا أسرف فيه محمد بن عبد الله بن نُمَيْر فقال : كذاب " (1) 5ـ ألا يَسْرُدَ الجرحَ ويسكُتَ عن التوثيق :
فإذا ورد في الراوي الجرح والتعديل لزم في دراسته بيانُ الأمرين معاً ؛ لإنصافه ، وإخراجه عن دائرة مَنِ اتفقوا على ضعفه .
وقد عاب الذهبي على الإمام عبد الرحمن بن الجوزي أنه أورد في الضعفاء أبانَ بن يزيدَ العطار ، ولم يذُكرْ أقوال مَن وثقه قال الذهبي (2) : " وهذا مِن عيوب كتابه : يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق " .
وقال أضاً في ترجمة ( عبد الملك بن عُمَيْرٍ اللَّخْمِي ) (3) : " وأما ابن الجوزي فذكره فَحَكَى الجرح وما ذكر التوثيق ".
لهذا نجد مصادر الجرح والتعديل الأمهات تحفل بذكر الأقول ، واختلاف الجرح والتعديل ، تحرياً للإنصاف ، وحفظاً لحق الراوي ، وفي هذا يقول الإمام التابعي محمد بن سيرين : " ظلمٌ لأخيك أن تذكرَ منه أسوأ ما تعلمُ وتكتم خيره ". (4) لكن هذا لا بد أن يثير تسآلاً ، إذ نجد الذهبي نفسه في كتابه القيم ( المغني في الضعفاء ) . كثيراً ما يكتفي بجرح بعض الرواة ويسكت عن تعديل بعض الأئمة لهم ، بل إن الحافظَ ابنَ حجرٍ نفسَه بنى كتابه الذي سار في العام والخاص ( تقريب التهذيب ) على الاكتفاء بكلمة واحدة ، تبين اختياره في مرتبة الراوي جرحاً وتعديلاً ، قلَّما يعرف فيه للخلاف ؟
والجواب : أن حاجة طلبة العلم قد مست كثيراً لتسهيل هذا العلم ؛ لعجزهم عن الاختيار إذا ذُكِرَ الجرحُ والتعديلُ معاً ، وتشُّوشِهم في معرفة حال الراوي فُوْضِعَتْ لذلك الغرض كتبٌ مختصرة تقرِّب للطالب معرفة حكم الراوي تقريباً .
________________
(1) انظر للاستزادة من الرفع والتكميل والتعليق عليه : 275 وما بعده .
(2) ميزان الاعتدال في نقد الرجال : 1/9
(3) المرجع السابع " 2/66
(4) البداية والنهاية لابن كثير 9/275 كما في التعليق على الرفع والتكميل ص66