ترجمة مالك الأشتر من كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي ..
بتاريخ : 25-07-2009 الساعة : 12:54 AM
سير أعلام النبلاء ج4 ص34 تحقيق شعيب الارنؤوط
/ الصفحة 34 /
6 - الاشتر * ملك العرب، مالك بن الحارث النخعي، أحد الاشراف والابطال المذكورين.
حدث عن عمر، وخالد بن الوليد، وفقئت عينه يوم اليرموك.
وكان شهما مطاعا زعرا (1)، ألب على عثمان وقاتله، وكان ذا فصاحة وبلاغة.
شهد صفين (2) مع علي، وتميز يومئذ، وكاد أن يهزم معاوية، فحمل عليه أصحاب علي لما رأوا مصاحف جند الشام على الاسنة يدعون إلى كتاب الله.
وما أمكنه مخالفة علي ، فكف (3) قال عبد الله بن سلمة المرادي : نظر عمر إلى الاشتر ، فصعد فيه النظر وصوبه ثم قال : إن للمسلمين من هذا يوما عصيبا .
ولما رجع علي من موقعة صفين ، جهز الاشتر واليا على ديار مصر ، فمات في الطريق مسموما ، فقيل: إن عبدا لعثمان عارضه، فسم له عسلا.
وقد كان علي يتبرم به ، لانه كان صعب المراس، فلما بلغه نعيه قال: إنا لله ، مالك ، وما مالك ! وهل موجود مثل ذلك ؟ لو كان حديدا، لكان قيدا، ولو كان حجرا، لكان صلدا، على مثله فلتبك البواكي (4)
__________
* طبقات ابن سعد 6 / 213، طبقات خليفة ت 1057، المحبر 234، تاريخ البخاري 7 / 311، والجرح والتعديل القسم الاول من المجلد الرابع 207، الولاة والقضاة 23، المؤتلف والمختلف 28، معجم الشعراء للمرزباني 262، سمط اللآلي 277، شرح الحماسة للتبريزي 1 / 75، تاريخ ابن عساكر 16 / 87 ا، تهذيب الكمال ص 1299، العبر 1 / 45، الاصابة ت 8341، تهذيب التهذيب 10 / 11، النجوم الزاهرة 1 / 102، وما بعدها، خلاصة تذهيب الكمال 366، دائرة المعارف الاسلامية 2 / 210.
1) زعر فلان: ساء خلقه فهو زعر.
والزعارة: الشراسة وسوء الخلق.
2) انظر ص 12 تعليق 5 3) انظر تاريخ الطبري 5 / 48 وما بعدها.
4) ولاة مصر وقضاتها 24 وابن عساكر 16 / 191 آ.
(*)
/ الصفحة 35 /
وقال بعضهم: قال علي: " للمنخرين والفم " (1). وسر بهلاكه عمرو بن العاص، وقال: إن لله جنودا من عسل.
وقيل: إن ابن الزبير بارز الاشتر، وطالت المحاولة بينهما حتى إن ابن الزبير قال: اقتلوني ومالكا * واقتلوا مالكا معي (2)
__________
1) من أمثالهم، ويروى: " لليدين وللفم " انظر جمهرة الامثال لابي هلال 2 / 91.
2) وذهب مثلا، يضرب لكل من أراد بصاحبه مكروها وإن ناله منه ضرر.
وفي رواية للطبري 4 / 520 أن قائله عبدالرحمن بن عتاب بن أسيد في وقعة الجمل.
انظر الفاخر للمفضل بن عاصم 160 ورواية الوفيات 7 / 195 والنجوم الزاهرة 1 / 105: اقتلاني ومالكا * واقتلا مالكا معي * تاريخ الاسلام 3 / 129، البداية والنهاية 8 / 323.