الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين حبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا النبي الأمي أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين واللعنة الدائمة على أعداء الإسلام والمسلمين من الآن إلى قيام يوم الدين .
أود ان أخوض في خضّم الوضع القاسي والمر الذي يعيشه الفرد المسلم وبالأخص الفتاة المسلمة في بلاد المهجر كبلدان أوروبا وبالخصوص الفتاة المسلمة المرتدية الحجاب الشرعي الإسلامي الذي يعتبر شعاراً للإسلام في مثل هذه البلدان .
فهي محاربة من جميع الجهات والأمكنة ابتداءاً من المرحلة الدراسية الأولى وانتهاءاً لمواقع العمل الذي تريد به العمل هذه الفتاة , حيث لايسمح لها العمل وهي مرتدية حجابها الشرعي وهي تحت أنظار المراقبة الدستورية وحتى في مسيرتها اليومية والإجتماعية والعملية .
فهنا لايريدون لها النجاح والتوفيق ولاحتى مواصلتها الدراسة المستقبلية فيحاولون دائماً إفساد الفتيات المسلمات لأن وضعهن لايناسب ووضع البلد , فهم يعملون ويجاهدون في سبيل وقوع فتياتنا المؤمنات في الفخ الفاسد الذي يريدون به وقوع الفكر الاسلامي في دوّامة الجدل وبالأخير على المؤمنات الاعتراف بالوضع المفروض عليهن ولكن نقول كما قال سيد شباب أهل الجنان الامام الشهيد أبو عبد الله الحسين (ع) : [ هيهات منّا الذلّة ] .
وهنا يجب على الفتاة المسلمة ان تنتبه الى نفسها جيداً وبحذر من جميع ماحولها من أجواء ملوّثة وأفكار مسمومة تريد إنحطاط المسلمين وزوال الإحترام المتبادل فيما بين الناس والسير على درب الفساد الحامل للأخلاق الغربية والتصرفات السيئة والقوانين الوضيعة الهادفة الى جعل الإنسان في آخر مراحل التفسخ والإنحلال .
إذن يجب على الفتيات المسلمات التمسك بنهج وسيرة سيدة النساء أم الأزهار البتول الزهراء عليها السلام أم أبيها , حاملة رسالة أبيها المصطفى ونهج زوجها المرتضى , والإقتداء بسيدتها ومولاتها أم المصائب زينب الكبرى سلام الله عليها التي وقفت بجانب أخيها سيد الشهداء أبيّ الظيم الحسين عليه السلام وحملت عنه راية الحريّة ورعاية الأيتام وصبرت واحتسبت حيث قالت :[ اللهم تقبل منّا هذا القربان ] , رافعة يديها الى السماء ملتهبة القلب والحزن يملأ صدرها الشريف .
وقد ضربت المثل الأعلى للمرأة المسلمة في أخطر الظروف والوقائع لرفع كلمة الله وجعلها العليا وطمس كلمة الباطل وجعلها السفلى لإكمال مسيرة جدها سيّد الرسل محمد المصطفى ووالدها أمير المؤمنين علي المرتضى عليهما السلام .
ومن هنا يجب على كل فتاة مؤمنة أن تتحمل كل المصاعب وتخطّي العقبات في مثل هذه الأجواءمن أجل الإسلام الحنيف وواجب كل أم من موقعها أن تعطي الصورة الإسلامية الحقّة بالإنتباه الى أولادها وبناتها من هذا الفساد وهذا الكفر والشتات المرتقب والمرسوم لعامة المسلمين دون الخصوص .
وهنا في بلدان أوروبا توجد معابد إسلامية كمساجد وحسينيات ومنتديات اسلامية وهذا من فضل الله تعالى وبركاته وما على المؤمنة الا أن ترتاد مثل هذه الأماكن المقدسة لأن في وصولها الى مثل هذه الأماكن تبني شخصيتها الاسلامية وأسرتها الطاهرة التي أمرت السماء ببنائها بالعفة والطهارة ووجودها في مثل هذه المحافل الاسلامية يتسنى لها فهم معنى الاسلام ورسالة السماء التي أرادت بناء وصلاح الأرض ببناء الانسان نفسه أولاً .
ويتسنى لها أيضاً فهم سيرة الأئمة الأطهار ومعاناتهم ومظلوميتهم التي وصلت بهم إلى القتل والتشريد والشتات كل ذلك في سبيل دين الاسلام الحنيف والفهم الكامل لثورة سبط المصطفى (ص) وحبيب قلب فاطمة الزهراء (ع) الإمام الحسين (ع) الذي قدّم أهل بيته وأصحابه وبالأخير وصلت به الحالة لفداء نفسه من أجل الحريّة , وبقي ثلاثة أيام على أرض كربلاء مضمخاً بدمه مقطوع الرأس , عاري البدن , مرتدياً نبال الأعداء الحاقدين .
كل ذلك للدفاع عن الإسلام الطاهر .
وعلى الآباء أيضاً الإعتناء بأولادهم وعوائلهم التي آمنهم عليها الله سبحانه وتعالى لبنائهم وفقاً للتعاليم الإسلامية وعدم التماهل عن تربيتهم إسلامياً والذهاب لجمع وتكديس الأموال والأمور الجانبية التي لاتنفع في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلا العمل الصالح وبناء العوائل إسلاميا ًالذي هو من خير الأعمال الصالحة , وعلى العوائل المسلمة أن تقتني أولاً كتابه الله المقدس ألا وهو القرآن الكريم , والكتب الإسلامية والكراسات التوجيهية الصادرة من المؤسسات ودور النشر والممثليات الإسلامية وقراءة المنشورات الإسلامية , والإتصال بالمراجع العظام وفهم الفتاوى الشرعية التي هي من تكليف الله تعالى للمسلم والعاملين لخدمة الإسلام والمسلمين والرسالة المحمدية والنهج العلوي والدرب الحسيني , وعدم الإنفصال عن العروة الوثقى بولاية أئمة الهدى المتمثلة بأهل بيت رسول الله عليهم الصلاة والسلام , والعمل المتواصل والصادق لتعلم اللغة الأم في بلد المهجر وذلك لعدة أمور منها : تعلم قراءة القرآن الكريم وتفسيره والكتابة بلغة الأم إضافة للغة الأخرى التي هي في تماس يومي معها , أي بلد الضيافة أو اللجوء والإقامة .
هنا في بلدان المهجر لايستساغ للغريب المسلم المؤمن أن يستمع للقرآن الكريم الذي هو دستور الإيمان وهو حصن المؤمن ونجاته من الهلكات .
وعدم إرتداء النساء المؤمنات الحجاب الشرعي وعدم إحتشامها لنفسها ومحاولة تفريق المؤمنات عند التقائهن ومحاولة خلط جنسيات متعدّدة وديانات ومعتقدات مختلفة لعدم توحيد واتفاق الغرباء لبناء العلاقات المشتركة وجعل الحياة متفقة وسليمة من الشوائب والشذوذ , بل يريدون منّا الإستماع إلى الأغاني الصاخبة وارتدائنا الثياب الخليعة والتبرج ومصاحبة فتيات وفتيان البلد المتفسخين الحاملين للأخلاق المنحطّة والإختلاط بالمجتمع الفاسد وجعل الشخصية المحبّبة للفتاة هي المطربة الفلانية , وعارضة الأزياء الفلانية , والراقصة الفلانية , وشرابها المحبّب هو النوع الفلاني الموهوم بعدم إحتوائه على الكحول والمسكر وغيرذلك من مغريات الحياة التي لايأمر بها الله سبحانه وتعالى .
فلتأبى الفتاة المسلمة هذه الأخلاق والأفعال الفاسدة والإختلاط الوحشي , وعليها الجوء الى سيدتها ومولاتها ومعلمتها الطاهرة أم الأبرار فاطمة الزهراء عليها السلام , ومثلها الأعلى في درب الحرية السيدة المخدّرة المظلومة زينب الكبرى وبنات الحسين عليهن الصلاة والسلام .
والله الموفق والحافظ من كل مكروه .
ولله در الشاعر حين قال :