من عبق راهب آل محمد صلوات الله عليهم
نعزي الامة الاسلامية وامامها صاحب العصر القريب الظهور ومراجعنا العظام
قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ( رحم الله شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتا وعُجنوا بنور ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ))
أن الحديث عن المعذب بالقعر والسجون حديث الاباء والعزة والشهامة
فلقد سأل هارون الرشيد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : أنت الذي تبايعك الناس سرا
قال عليه السلام : أنا أمام القلوب وأنت أمام الأجسام )
القرآن يُقسم الأئمة على نوعين :
أئمة حق ، وأئمة باطل قال تعالى (وجعلناهم ائمة يهدون بأمرنا ) وقال في موضع أخر ( وجعلناهم ائمة يهدون إلى النار )
فحتى هارون العباسي يعلم من هو موسى بن جعفر لكنه ( الملك ) كما يقول فلقد دخل عليه موسى الكاظم عليه السلام أكرمه وعانقه ويسأله عن حاله وعياله ولما قام الإمام نهض هارون وودعه باجلال واحترام فلما خرج سأله المأمون : من هذا الذي فعلت له ما لم تفعله لأحد ٍ سواه .
فقال هارون : هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر فأن أردت َ العلم الصحيح فعند هذا.
فلماذا أذن سجن وقتل الإمام هل هو اللؤم والحقد ؟؟
أما أنه المنصب ؟؟
أن ذات الإنسان أي أنسان تتحول من حقيقيتها قبل الحكم إلى حقيقة أخرى بعده ؟؟
بحيث أن أرباب المناصب يقيسون كل شيء بما يحفظ مناصبهم وسلطانهم فلا دين ولا عقل ولا وجدان ولا علم ولا شيء ألا المنصب
كما نرى اليوم من شخصيات كان لها وزن لكنها سقطت في هذا الداء الوبيل ؟؟
حتى الزعامة الدينية ليست ببعيدة عن هذا الداء الجاه السلطة ؟
وهذه الكلمة المشهورة لسماحة آية الله السيد محسن الحكيم ( للأنصاف أنه يصعب جدا بقاء العدالة للمرجع في الفتوى اذا لم تكن نفسه بمرتبة عالية ذات مراقبة ومحاسبة فأن في ذلك مزلة الاقدام ومخطرة الرجال العظام )
أما حال الأمة في عهد الإمام الكاظم عليه السلام كانت كاليوم فعشرات الارامل لم يملكن غير ثوب واحد فالعلويات الارامل في عهده لم يملكن غير ثوب واحد يتناقلنه في الصلاة فكانت تخلع الثوب وتعطيه للأخرى فتصلي به في البرد يحتمين بالشمس هذا الا يذكرني بالمهجرين وأزمة الوقود بالعراق الجريح وفقرائه .
ولقد كانت أمراة تستجدي في شوارع الكوفة وكانت تتبع احمال الرطب فتلتقط ما يسقط منه فتجمعه في كساء رثّ عليها , فمرَّ بها محمد بن ابراهيم بن أسماعيل بن أبراهيم بن طباطبا بن الحسن بن الأمام حسن عليه السلام وهو صاحب أبي السرايا لا فسألها عما تصنع بذلك فأنتسبت فأذا بتا من عائلة من الأنصار ، ثم قالت : أني امراة لا رجل لي يقوم بمؤونتي ولي بنات لا يملكن شيء فانا اتتبع هذا من الطريق واتقوته إنا وولدي ، فبكى بكاءا شديدا وقال : أنت ِ والله والله وأشباهكِ تخرجوني غدا حتى يسفك دمي .
أي ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن كلفه ذلك دمه لما يرى من الضيم والحيف والابتعاد عن الله جلّ في علاه واليوم نرى الفساد الاداري في كل مكان والرشوة والمحسوبية وانتهاء التعليم بالرشوة والغش حتى إن اغلب الطلبة لا يحسنون لغتهم العربية ،
أما الكاظم عليه السلام فكان يعيش في هذه المحن العظام نعم الإمام ضحى بنفسه من أجل اهداف عظام ذكرها بقوله عليه السلام
( طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منا ونحن منهم وقد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة ، طوبى لهم ثم طوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة ))
أي حبّ يعنيه الأمام الكاظم ( المتمسكين بحبنا ) حتى إن الأمام الصادق يقول ويحصر الدين بالحبّ ( وهل الدين ألا الحب ّ)
بعقيدتي ليس الحب بلقلقة لسان أنما عمل قال السجاد عليه السلام ( أحبونا حبّ الأسلام ولا تحبونا حبّ الأصنام ) لقد وقع الكثير منا في الحب الثاني حبّ الاسماء لا حبّ من يكون موسى بن جعفر لذلك في الأختبار والتمحيص يخسر المبطلون ..
موسى بن جعفر كان ثوري كما في لغة اليوم مغامر في سبيل بقاء كلمة الله هي العليا .
من خلال الثورات التي يدعمها أو الحركات الرسالية كعلي بن يقطين وغيرهم .
أن آل محمد يعلموننا ..
.قال باقرهم ( ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر )
قال صادقهم عليهم السلام ( أمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر فأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يبعدا رزقا ))
وهذا والله ما تيقنت منه .
فوالله ما سُجن موسى بن جعفر بل كان يحمد الله على هذا ما يسمونه سجن الطغاة كان يقول (( اللهم أنك تعلم طالما سألتك أن تفرغني لعبادتك ))
نعم إن من هوان الدنيا على الله ما يجري بها على آل محمد
قال جعفر الصادق عليه السلام ( أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )
وقال أيضاً ( لو يعلم المؤمن مالهُ في المصائب من الأجر لتمنى أن يقرض بالمقاريض )
فلنؤدي واجبنا وليكن ما يكون ولنتحدى كل طاغوت كقول موس بن جعفر لهارون ( أنا أمام القلوب وأنت أمام الأجسام )
وقال له ( يا هارون ... ما ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم من الرخاء ثم نفنى جميعا ألى يوم ليس له أنقضاء ويخسر هنالك المبطلون )
نعم يتنقل من سجن عيسى بن جعفر إلى سجن الفضل بن ربيع إلى سجن الفضل بن يحيى وكلهم يرففضون قتله لهيبته وعبادته خوفا من نزول البلاء بهم حتى أن هارون العباسي بعث له بجارية لها من الجمال والفتنة العالية في سجنه لعله يقع في ما يتمناه هارون ولكن خرجت الجارية عابدة أثار الخشوع على نفسها واضحة ، لا ترفع رأسها وتقول : قدوس سبحانك قدوس
فقال هارون : سحرها والله موسى بن جعفر .
وفي أحد الأيام صعد هارون سطحا يشرف على السجن فكان يرى الأمام ساجدا
فقال للربيع : ما ذاك الذي أراه كل يوم
قال الربيع : يا أمير الكذا ما ذاك بثوب أنما هو موسى بن جعفر
فقال هارون : أما أن هذا من رهبان بني هاشم
فقال الربيع : فما بالك قد ضيقت عليه في الحبس
قال هارون : هيهات لا بدّ من ذلك
نعم انه المنصب والملك والجاه والرئاسة
وأذكر هنا قول الشهيد محمد باقر الصدر مخاطبا طلبته متسائلا ؟
من منا أ ُعطي دنيا هارون الذي يخاطب السحاب قائلا : أينما تمطرين يأتيني خراجك
كان يملك من الصين إلى الاندلس
نحن نلعن هارون لقتله موسى وسجنه وا عجباه لو أعطينا هذه الدنيا بيننا وبين الله ألا نقتل موسى الكاظم
صدقت يا أبا جعفر أنه التمحيص والتمييز والغربلة التي نعيشها اليوم
وكم من باكي على ظلم الشعب وهو اليوم بمكان الظالم فما قدم للشعب المظلوم
انتم أجيبوني يرحمكم الله