قال الفيروز آبادي في (سفر السعادة) باب فضائل أبي بكر الصديق(رض): أشهر المشهورات من الموضوعات (أن الله يتجلى للناس عامة ولابي بكر خاصة), وحديث: (ما صب الله في صدري شيئاً إلا وصبه في صدر ابي بكر), وحديث: (كان(ص) أذا أشتاق الجنة قبل شيبة ابي بكر), وحديث: (أنا وأبو بكر كفرسي رهان), وحديث: (ان الله لما اختار الأرواح اختار روح ابي بكر), وامثال هذا من المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل.
ونقل العلجوني في (كشف الخفاء) عند ذكره لمائة باب من أبواب الفقه وغيره لم يصحح فيه حديث كلام الفيروز آبادي السابق.
وذكر السيوطي في (اللئالي المصنوعة) ثلاثين حديثاً من أشهر فضائل أبي بكر مما أتخذه المؤلفون في القرون الاخيرة من المتسالم عليه وأرسلوه إرسال المسلم بلا أي سند او أي مبالاة.
ومن هذه الاحاديث المدعات التي ليس لها سند هذا الحديث الذي ذكرت (لو وضع ايمان أبي بكر في كفة وايمان الامة في كفة لرجحت كفة أبي بكر) فانا لم نجد له سند في كتبكم ولعل بحثنا كان ناقصاً فتفضل علينا بسنده.
نعم، جاء ما يقاربه في المعنى بأسانيد ولكن كلها مدخولة, كحديث الرؤيا التي رآها رسول الله (ص) المروي في (نوادر الاصول) للحكيم الترمذي، أو الرؤيا المنسوبة الى رجل حكاها الى رسول الله (صلى الله عليه وآله )المروية في سنن أبي بكر ورواها الحكيم أيضاً في (مرقاة الوصول).
(لو وزن ايمان ابي بكر بايمان الناس لرجح ايمان ابي بكر) فهو موقوف على عمر. وبلفظ (لو وضع ايمان...) عن ابن عمر مرفوعاً بسند ضعيف وادعاء المتابعة بالحديث الذي أخرجه ابن عدي عن عبد الله بن عبد العزيز لا يجدي بعد أن حكم عليه ابن عدي نفسه بعدم المتابعة