من ربيع تموز(فلنرتحل من فترة الخنوع) في مناسبة حرب تموز12
بتاريخ : 12-07-2009 الساعة : 01:14 AM
من ربيع تموز(فلنرتحل من فترة الخنوع)
في مناسبة حرب تموز12
فلْنرتحلْ من فترة الخنوعْ
فلْنرتحلْ من فترة الخنوعْ
فلننفلتْ من فكرة الخضوعْ
فلنرم كل عروقنا الصدئةْ
ولنأت باللهب المحنك كي يحل محلها
فلنستدرْ ولنلق كل حياتنا
في ساحة للخردوات وننطلقْ نحو السطوعْ
ولننقع الأرواح بالسَحر المعطرْ
ولتغسل الأفكار بالوعي المطهَرْ
وقلوبنا فلتستحلْ نورًا
وتنفض عنها أغبرة الوجومْ
وعيوننا فلتقتحم جُدُر الحقيقة
في اندفاع مفعم
وترش حشرات الضحالة بالسمومْ
فلْنرتحلْ من فترة الخنوعْ
**************
فلتلتهب كلماتنا
فلتضطرمْ حركاتنا
فلتنفجرْ صرخاتنا
فليسقط الوهم المعشعش في سقوف عقولنا
وليصرخ الرفض المثلج في رفوف ثغورنا
وليسكن البركان كل سطورنا وصدورنا وحروفنا
ولتقتلع ظُفر الإرادة شوك أرجلنا التي ضمرت من قلة الإقدام فوق جسور عزتنا البكر الولودْ
وليرضع الجمر الدي قتلته أوبئة الخمودْ
من فيض أثداء اللهيب ويستفقْ –بعد انتظار- من رقودْ
فلْنرتحلْ من فترة الخنوعْ
****************
قد آن أن نتعلم اللغة الجديدة للنهارْ
ونضخ في عرق الصباح بقوة
جيلا جديدا من دماء ليس تقبل أن تذوب بها معاجين الفرارْ
لنطعّم الموج الوليد ببحرنا ضد انتكاس وانحسارْ
قد آن أن نصحو
ونغرس غابة للصحو في كل المقلْ
كي لا تعود جراثيم الرقاد تشل بستان الأملْ
تصيب شريان العملْ
تحيلنا أكوام يأس ناقع وهياكل يقتاتها جوع العلل
فلْنرتحلْ من فترة الخنوعْ
****************
قد آن أن نعدو
ونطعم هده الأرض الفسيحة من حلاوة خطونا
نشمُ الدروب بأبجدية فجرنا
نشم التلال بأبجدية شمسنا
نشم الثواني والدقائق والشهورْ
بنقوشنا العظمى التي بعروقها تسري عصارات الدهورْ
حتى الزوايا المعتمات تقززت من نومنا
وتقيء أمعاء الثرى صدأ ً تكاثف فوق أوتاد السباتْ
يظلها ورم الخيام
ورم الرؤى
ورم الغد المصلوب فوق عيوننا
والعنكبوت هناك ملتْ من تضاريس التراخي في خريطة ضعفنا
فتوقفت عن غزل هاتيك الخيوط وأدركت أن الخيوط هي التي بعقولنا
فلْنرتحلْ من فترة الخنوعْ
*********************
حتام نستلقي أمام السيل نهذي بالثبات ِ
نمد أيدينا نصافح خنجرا أدمى شغاف وجودنا
ولظىً تحيل ورودنا كوما كئيبا من حطبْ
حتام نرتجل البراءة َ
والسذاجة َ
والضحالة َ
دون تعريج على قبو مليء بالشموس وبالذهبْ
ونمارس العبثية الحمراء َ
يرفد طيشُنا نهم الثرى
نحنو على حبل المشانق حول ضعف رقابنا
في حين نجهض كل مشروع لرفض أو غضبْ
ونعاقر الفوضى التشتت والتناحر والردى
ونصبّ في أرواحنا قفرا وسيعا من تعبْ
فلْنرتحلْ من فترة الخنوعْ
*******************
فلننخرطْ بصفوف قافلة الصباحْ
لنكن خيولا تجهل الاصطبل والعلف الأنيقْ
وهج الضحى سرج لها
والعز مشربها القراحْ
الآن فرصتنا
لنرمم العزم المهشم في رصيف وجودنا
ونعيد للأمل البريقْ>>
وللخريف نعيد هبات الرياحْ
فلْنرتحلْ من فترة الخنوعْ
**********************
هاهم رجال كالضحى
لا يعرفون الأقنعة ْ
برؤوسهم سكن المدى
وصدورهم أبواب حق مشرعة ْ
وثغورهم أوتار تسبيح يغازلها الندى
وعيونهم أغصان دمع جوهر ٍ
وكؤوسهم بشذا المحبة مترعة ْ
وجباههم ملأ السجود سطورها
بحروف صدق ساطعة ْ
أرواحهم في ظلها يعلو العلا
وخطاهمُ :
مع كل واحدة يجلجل منبرُ
مع كل واحدة يسيل الكوثرُ
مع كل واحدة يجود البيدرُ
هم يطرقون الآن خاصرة الحياة ْ
بعد الذي أحموها بالعزم السعيرْ
كي ينشلوها من كآبة الالتواء ْ
كي يربطوها بالسماء ْ
كي يملؤوها بالخطى
كي يحقنوها بالمسيرْ
نحو الربيع الحق في عمق الضياءْ
نحو الكمال ِ ونحو إيوان الجمالْ
نحو انصهار الروح في قدس الجلال ْ
هاهم رجال الله مجبولون مع عبق السجود ْ
هاهم أداروا الظهر للمعانْ
بغلالة الإخلاص قد لفوا المهجْ
ربطوا عليها عروقهم
وضعوا هداياهم على العتبات وامتشقوا الرعودْ
فتــُقبلتْ وتحولتْ نورًا سرورًا
فاض أنهارًا
تصبّ بنشوة في عمق أوردة الوجودْ