سملتم أعينّ الضحكاتْ
على أفواه أطفال ٍ وأطفال ِ
ذبحتم تلكم النظراتْ
و قد مُلئت بأحلامٍ و آمال ِ
ولطــّختم خدود الورد بالأحقادْ
و ماكانت خدود الورد طول الدهر ذاتَ سوادْ
ملأتم أرضنا ثكلى
وأيتاماً بلا مأوى
ملأتم أرضنا شكوى
جعلتم ليلنا يقوى
ولكنْ فجرنا آت ٍ
سيقوى مثل عملاق ٍ
و عنّا يبعد البلوى
إليكمْ عن شفاه الأرض أنتم
أحرفٌ نـُقعتْ وعاشت ْ في دهاليز الفحيحْ
وأنتم ذلك الخطأ الذي يجثو على صدر الصحيحْ
فهيا يا سموم الأرض هيا فارحلوا
عن قدس أحمد وارحلوا عن مهد سيّدنا المسيحْ
فأنتم ذلك الوجه الملقح للدمار و للدجى
ذلك الوجه الذي لو جمّلوه بكل
الزهريبقى وحده الوجه القبيح ْ
عليكم أن تعودوا يا جراذين الوباء إلى الجحورْ
ولنْ يرتاح ظهر الأرض
إلا عندما تمسوا عظاما في القبور ْ
ستلفظكم إذا قدرت ْ
فليست تستسيغ شروركم حتى ثعابين الشرورْ !!
عليكم أن تعودوا للدروب
و للمتاهة والرحيل ْ
فأنتم حيثما جئتم ْ
جعلتم أعين البشرى بلا بشرى
ملأتم أعين الأيام دمعا والحناجر بالعويلْ
عليكم أن تعودوا للجحورْ
فلستم غير ريح مرّ في وطني
مليءٍ بالسموم وبالشرورْ
عليكمْ أن تخافونا
وتنأوا عن أراضينا
و عن أجفان حاضرنا
وعن أصداء ماضينا
عليكم أن نخافونا
فليس يظل مجنون يخيم فوق بركان
يشيّد برجه العاجي
و يزأر تحت مخدعه لهيب الرفض يضطربُ
هدير القهر يقتربُ
سيول النار دافقة ٌ
تلجلج تحت هدأته ِ
تمور بأفق سكرته ِ
و يبقى سادرا يجترّ وهما ً
ينمو فوق غفلته ِ
عليكم أن تخافونا
وتنأوا عن أراضينا
و تدروا أننا قوم ٌ نؤخّر ثأرنا لكنْ ...
بيوم الثأر ننتقم ُ
بنا الأضلاع تضطرمُ
ندكّ الخصم ينهدمُ
نزلزله ُ ... نجندله ُ
وحتما لن يقاومنا
سينهزمُ
سينهزمُ
لقد ولت هزائمنا
وحتى لا تعود لنا
فما عادت لها قدم ُ
ألمْ تستوعبوا لغة الصخور تناديكم لتعتبروا
تقول بأنكم عَرَضٌ
وصخر الأرض موجودٌ
و يبقى ما بقت في أرضنا العُصرُ
و مثل الصخر شعبُ الأرض ِ بل أبقى
و أبقى المجدُ والظــَفرُ
ستندحرون يا شذاذ الأرض ِ
عنّا فارحلوا زحفاً
أو امشوا فوق ذلتكم
و إلاّ فالضحى آت ٍلأضلعنا
وأضلعــُكم دجاها سوف ينتشرُ
ستنهزمون لا ريب ٌ
و لن تبقى لكم قدمٌ
لترحل عن أراضينا
ستــُطحَن تلكم القدمُ
و تصبح عظمة نخرة ْ
يضجّ بمخها العَدمُ
يعافُ مذاقَها كلبٌ
و يركلها ويبتسمُ
و فوق سحابة قدمتْ
لتغسل أرضنا الجذلى
سيعلو فوقها علـَمٌ
يغنّي : أيها الأغصان ميلي إنّني العلَم ُ
ألا ميلي فليس الخصم يخفضني
أنا من نزف شريان أبيٍّ قد نــُسجتُ
وسالتْ في دمي الشِيمُ
أنا العلــَمُ
أنا العلــَم ُ
بلون الشمس مزدان ٌ
ومني الشمسُ تضطرمُ