علم الامام الهادي (ع) باللغات
قال ابو هاشم الجعفري ( كنت بالمدينة حت ى مرَّ بها "بغا" أيامَ الواثق في طلب الاعراب ، فقال ابو الحسن : اخرجوا بنا حتى ننظر الى تعبيةِ هذا التركي فخرجنا فوقفنا فمرّت بنا تعبيته فمرّ بنا تركي فكلمه ابو الحسن بالتركية فنزل عن فرسهِ فقبّل حافرَ دابّته قال : فحلّفت التركي و قلتُ له : ما قال لك الرجل ؟ قال : هذا نبيٌّ ؟ قلتُ : ليس هذا بنبي ، قال : دعاني باسم سمّيت به في صغري في بلاد الترك ما علمه أحد الى الساعةِ )) . إعلم الورى ص 359 ، مناقب ابن شهر آشوب ج 4 ص 408.
قال علي بن مهزيار: (( عن الطيّب الهادي (ع) قال : دخلت عليه فابتدأني فكلمني بالفارسية )) بصائر الدرجات ص 333 رقم 1.
و قال ( أرسلت الى ابي الحسن (ع) غلامي و كان سقلابياً (جيل حمر الالوان صهب الشعور ، يتاخمون بلاد الخزر في اعالي جبال الروم)) فرجعَ الغلام اليَّ متعجباً فقلت : مالك يابني ؟ قال : كيف لا اتعجب ؟ مازالَ يكلمني بالسقلابيّه كأنه واحد منا ، فظننت أنه انما دار بينهم )) بصائر الدرجات ص 333 رقم 3
قال ابو هاشم ( كنتُ عند ابي الحسن (ع) و هو مجدّر ، فقلت للمتطبب : (آب گرفت) ، ثم التفتَ إليَّ و تبسّم ، و قال : تظن أن لا يحسن الفارسية غيرك ؟ فقال للمتطبب : جُعِلْتُ فداك تحسنها ؟ فقال : أمّا فارسية هذا فنعم ، قال لك : احتملَ الجدري ماء)) بحار الانوار ج 50 ص 136 رقم 18
علمه بخواطر القلوب
روى الاربلي باسناده عن محمد بن شرف قال ( كنت مع ابي الحسن (ع) أمشي بالمدينة فقال لي : ألست ابن شرف ؟ قلت : بلى فأردت أن أسأله عن مسألة فابتدأني من غير أن أسأله فقال : نحن على قارعة الطريق و ليس هذا موضع مسألة)) كشف الغمة ج 2 ص 385
روى المجلسي بإسناده عن جماعة مِنْ أهلِ اصفهان منهم ابو العباس احمد النضر و ابو جعفر محمد بن علويّة قالوا : كان باصفهان رجل يقال له : عبد الرحمان و كان شيعياً قيل له : ما السبب الذي أوجبَ عليك القول بإمامةِ علي النقي دون غيره من أهل الزمان ؟ قال : شاهدت ما أوجب عليَّ و ذلك أني كنتُ رجلاً فقيراً و كان لي لسان و جرأة ، فأخرجني أهل اصفهان سنة من السنين مع قومٍ آخرين الى باب المتوكل متظلمين .
فكنّا بباب المتوكل يوماً إذ خرجَ الامرُ بإحضار علي بن محمد بن الرضا ، فقلت لبعض مَنْ حضر : مَنْ هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره ؟ فقيل : هذا رجل علوي تقول الرافضة بامامته ، ثم قال : و يقدّر ان المتوكل يحضره للقتل فقلت : لا ابرح من ها هنا حتى أنظر الى هذا الرجل أي رجل هو ؟
قال : فأقبل راكِباً على فرس ، و قد قام الناس يمنةَ الطريق و يسرتها صفين ينظرون إليه ، فلما رايته وقع حبّه في قلبي فجعلت أدعو في نفسي بأنْ يدفعَ اللهُ عنهُ شرَّ المتوكل ، فاقبل يسير بين الناس و هو ينظر الى عرف دابته لا ينظر يمنة و لا يسرة و أنا دائم الدُّعاء ، فلما صار اليَّ أقبلَ بوجهه اليَّ و قال : استجاب الله دعاءك ، و طوّلَ عمرك ، و كثرَ مالك و ولدك قالَ : فارتعدت و وقعت بين اصحابي فسألوني و هم يقولون : ما شأنك ؟ فقلت : خير و لم أخبر بذلك؟
فانصرفنا بعد ذلك الى اصفهان ، ففتح الله عليَّ وجوهاً من المال حتى انا اليوم أغلق بابي على ما قيمته الف الف درهم ، سوى مالي خارج داري ، و رزقت عشرةً من الاولاد و قد بلغتُ الآن من عمري نيّفاً و سبعينَ سنة و أنا أقول بإمامةِ الرجل الذي عَلِمَ ما في قلبي ، و استجاب الله دعاءه فيَّ و لي )) بحار الانوار ج 50 ص 141 رقم 26
قال ابن شهر آشوب : (( قال علي بن نهزيار : وردت العسكر و أنا شاكّ في الامامةِ فرأيت السلطان قد خرج الى الصيد في يوم من الربيع الا انه صائف و الناس عليهم ثياب الصيف ، و على ابي الحسن لباد و على فرسه تجاف لبود ، و قد عقد ذنب الفرس و الناس يتعجبون منه و يقولون : الا ترون الى هذا المدني و ما قد فعل بنفسه ؟ فقلت في نفسي : لو كان هذا اماماً ما فعلَ هذا ، فلما خرج الناس الى الصحراء لم يلبثوا أنْ إرتفعت سحابة عظيمة هطلت فلم يبق أحد الا ابتل حتى غرق بالمطر و عاد (ع) و هو سالِم من جميعه . فقلت في نفسي : يوشك أن يكون هو الامام ، ثم قلت : اريد أن أسأله عن الجُنُبِ إذا عرق في الثوب ، فقلت في نفسي : ان كشف وجهه فهو الامام ، فلما قرب مني كشف وجهه ثم قال : ان كان عرق الجنب في الثوب و جنابته من حرام لا يجوز الصلاة فيه ، و إن كانت جنابته من حلال فلا بأس ، فلم يبق في نفسي بعد ذلك شبهة )) المناقب ج 4 ص 413
روى المجلسي بإسناده عن ابي هاشم الجعفري قال ( اصابتني ضيقة شديدة فصرت الى ابي الحسن علي بن محمد (ع) فاذن لي فلما جلست قال : يا ابا هاشم : أيَّ نِعَمِ الله عزَّ وجل عليك تريد أن تؤدي شكرها ؟ قال ابو هاشم : فوجمت فلم أدر ما اقول له.
فابتدأ (ع) فقال : رزقك الايمان فحرّم بدنك على النار ، و رزقك العافية فاعانتك على الطاعة ، و رزقك القنوع فصانك عن التبدّل ، يا ابا هاشم انما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنك تريد أن تشكو لي مَنْ فعلَ بك هذا ، و قد أمرت لك بمائة دينار فخذها ؟ )) البحار ج 50 ص 129 رقم 7
علم الامام الهادي بالمنايا و البلايا
روى الطبرسي قال : (( قال ابو الحسين سعيد سهيل البصري و كان يُلَقَب بالملاح. قال : و كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشمي البصري و كنت معه بسرّ من رأى ، إذ رآه ابو الحسن في بعض الطرق فقال له : الى كم هذه النومة ؟ اما آن لك أنْ تنتبه منها ؟
فقال لي جعفر : سمعت ما قال لي علي بن محمد ؟ قد و الله وقع في قلبي شيء ، فلما كان بعد أيّام حدثَ لبعض أولاد الخليفةِ وليمة ، فدعانا فيها و دعا ابا الحسن معنا فدخلنا فلما رأوه أنصتوا إجلالاً له ، و جعلَ شابٌ في المجلس لا يوقره ، و جعلَ يلفظ و يضحك . فاقبل عليه فقال له : يا هذا أَتضحك مِلأَ فيكَ و تذهل عن ذكر الله و أنت بعدَ ثلاثةِ أيام مِنْ أهلِ القبور ؟ قال : فقلت : هذا دليلي حتى ننظر ما يكون ؟ قال : فامسك الفتى و كفّ عما هو عليه و طعمنا و خرجنا . فلما كان بعد يوم إعْتَلَّ الفتى و ماتَ في اليوم الثالث من أولِ النهار و دفن في آخره )) اعلام الورى ص 364
و قال سعيد ايضاً : (( اجتمعنا في وليمةٍ لبعض أهلِ سرّ من رأى و أبو الحسن معنا فجعل رجل يعبث و يمزح و لا يرى له جلالة ، فأقبل على جعفر فقال : أمَا إنّه لا يأكل منْ هذا الطعام و سوف يَرِدُ عليهِ من خبر اهله ما ينغّص عليه عيشه ، قال : فقدّمت المائدة قال ابو جعفر : ليس بعد هذا خبر قد بَطُلَ قوله ، فوالله لقد غسلَ الرجل يده و أهوى الى الطعام ، فإذا غلامه قد دخل مِنْ باب البيت يبكي و قال له : إِلْحَقْ امّك فقد قد وقعت مِنْ فوق البيت و هيَ بالموت ، قال جعفر : فقلت و الله لا وقفت بعد هذا ، و قطعت عليه )) اعلام الورى ص 314
قال ابن شهر آشوب : (( قال ابو محمد الفحام عن المنصوري عن عمّهِ عن ابيه قال : قال يوماً الامام علي بن محمد : يا ابا موسى أَخَرَجْتَ الى سرّ من رأى كرهاً و لو اخرجت عنها كرهاً قال قلت : و لِمَ يا سيدي ؟ فقال : لطيب هوائها و عذوبةِ مائها و قلّةِ دائها ، ثم قال : تخرب سرّ من راى حتى يكون فيها خان وقفاً للمارة و علامة خرابها تدارك العمارة في مشهدي من بعدي.
دخلنا كارهين لها فلما أَلِفْناها خرجنا مُكرَهينا
(المناقب ج 4 ص 417)
قال الشبلنجي : (( و في تاريخ القرماني : سر من رأى هي سامراء و هي مدينة عظيمة كانت على شرقي دجلة بين تكريت و بغداد بناها المعتصم سنة إحدى و عشرين و مائتين ، و سكن بجنوده حتى صارت أعظم بلاد الله و هي اليوم خراب و بها أناس قلائل كالقرية )) نور الابصار ص 192
روى المجلسي باسناده عن زرارة قال : (( أراد المتوكل أنْ يمشي الى علي بن محمد بن الرضا عليه السلام فقال له وزيره : ان في هذا شناعة عليك و سوء قالة فلا تفعل ، قال : لا بد من هذا ، قال : فَإنْ لم يكن بُد من هذا فتقدم بِأنْ يمشي القوّاد و الاشراف كلهم ، حتى لا يظن الناس انك قصدته بهذا غيره ففعلَ و مشى (ع) و كان الصيف ، فوافى الدهليز و قد عرق .
قال : فلقيته فاجلسته في الدهليز و مسحت وجهه بمنديل و قلت : ابن عمك لم يقصد بهذا دون غيرك ، فلا تجد عليه في قلبك فقال : إيهاً عنك (تمتعوا في داركم ثلاثة أيّام ذلك وعدٌ غير مكذوب ) هود : 65
قال زرارة : و كان عندي معلم يتشيع و كنت كثيراً أُمازحه بالرافضي فانصرفت الى منزلي وقت العشاء و قلت : تعال يا رافضي حتى أُحدثكَ بشيءٍ سمعته اليوم من إمامكم ، قال لي : و ماسمعت ؟ فأخبرته بما قال ، فقال : أقول لك فاقبلْ نصيحتي قلت : هاتها قال : إنْ كان علي بن محمد قال بما قلت ، فاحترز و اخزن كل ما تملكه ، فإنّ المتوكل يموت أو يقتل بعد ثلاثة أيام ، فغضبت عليه و شتمته و طردته من بين يدي فخرج.
فلما خلوت بنفسي ، تفكرت و قلت : ما يضرُّني أنْ آخذَ بالحزم ، فإن كان من هذا شيء كنت قد أخذت بالحزم ، و إن لم يكن لم يضرني ذلك قال : فركبت الى دار المتوكل فاخرجت كل ما كان لي فيها و فرّقت كل ما كان في داري الى عند أقوام اثقُ بهم ،ولم اترك في داري إلاّ حصيراً اقعد عليه .
فلما كانت الليلة الرابعة قتلَ المتوكل و َسَلِمْتُ انا و مالي و تشيعت عند ذلك فصرت إليه ، و لزمت خدمته ، و سألته أنْ يدعو لي و تواليته حقَّ الولاية))
بحار الانوار ج 50 ص 147 رقم 32