أبو حنيفة يقلد إبليس بالقياس من كتب السنة
أول من عارض النص بالرأي هو إبليس ومن قلده وتبعه مثله
قال وكيع في أخبار القضاة ج 1 ص 276
محمد بن عبد الله الزهري فقال حدثنا ابن شبرمة،
قال. دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد فسلمت عليه،
وكنت له صديقاً ثم أقبلت على جعفر فقلت أمتع الله بك هذا رجل من أهل العراق له فقه،
وعقل؛ فقال جعفر: لعله الذي يقيس الدين برأيه، ثم أقبل علي
فقال النعمان بن ثابت فقال أبو حنيفة: نعم، أصلحك الله ؟
فقال: اتق الله ولا تقس الدين برأيك، فإن أول من قاس إبليس إذ أمره الله بالسجود لآدم؛
فقال: أنا خير منه خلقتني نار وخلقته من طين ثم
قال له جعفر: هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك ؟ فقال: لا؛
قال: فأخبرني عن الملوحة في العينين، ونعن المرارة في الأذنين،
وعن الماء في المنخرين، وعن العذوبة في الشفتين، لأي شيء جعل ذلك ؟
قال: لا أدري،
قال جعفر الله عز وجل خلق العينين فجعلهما شحمتين،
وجعل الملوحة فيها ضناً منه على ابن آدم ولولا ذلك لذابتا،
فذهبتا، وجعل المرارة في الأذنين ضناً منه عليه،
ولولا ذلك لهجمت الدواب، فأكلت دماغه،
وجعل الماء في المنخرين ليصمد التنفس،
وينزل ويجد منه الريح الطيبة من الريح الردية،
وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم طعم لذة مطعمه ومشربه؛
ثم قال له جعفر أخبرني عن كلمة أولها شرك، وآخرها إيمان، قال لا أدري ؟
قال لا إله إلا الله، ثم قال له أيما أعظم عند الله قتل النفس أو الزنا ؟
قال: لا قتل النفس،
قال له جعفر: إن الله عز وجل قد رضى في قتل النفس بشاهدين ولم يقبل في الزنا إلا بأربعة،
ثم قال: أيما أعظم عند الله الصوم أم الصلاة ! قال: لا بل الصلاة؛
قال: فما بال المرأة إذا حاضت.
تقضي الصيام، ولا تقضي الصلاة، اتق الله يا عبد الله إنا نقف نحن وأنت غداً ومن خالفنا بين يدي الله جل وعز، فنقول: قال رسول الله عليه السلام: ويقول أنت وأصحابك:
قال سمعنا ورأينا، ففعل بنا وبكم ما يشاء.
المصدر .
الكتاب : أخبار القضاة
المؤلف : وكيع
عدد الأجزاء : 4
مصدر الكتاب : موقع الوراق http://www.alwarraq.com
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
وكذلك أخرجه ابن خالكان في وفيات الأعيان ج 1 ص 471 ،
وتمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر، أبو القاسم البجلي الرازي ثم الدمشقي
في فوائد التمام ج 1 ص 250 .
و أحمد بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني، أبو نعيم في مسند إبي حنيفة ج 1 ص 99 .
وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي،
المعروف بالخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه ج 2 ص 59 .
وأخرج الرازي في مفايح الغيب ج 7 ص 50 .
عن ابن عباس أنه قال : كانت الطاعة أولى بإبليس من القياس ،
فعصى ربه وقاس ، وأول من قاس إبليس ، فكفر بقياسه ، فمن قاس الدين بشيء من رأيه قرنه الله مع إبليس .
وقال محمد بن علي الشوكاني في فتح القدير ج 3 ص 21 ،
وأخرج أبو الشيخ ، عن عكرمة ، في الآية قال : خلق إبليس من نار العزة .
وقد ثبت في الصحيح من حديث عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« خلقت الملائكة من نور ، وخلق إبليس من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم »
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : أوّل من قاس إبليس في قوله :
{ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }
وإسناده صحيح إلى الحسن . وأخرج أبو نعيم في الحلية ، والديلمي ،
عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عن جدّه ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : « أوّل من قاس أمر الدين برأيه إبليس قال الله له اسجد لآدم ،
فقال : أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين »
قال جعفر : فمن قاس أمر الدين برأيه ، قرنه الله يوم القيامة بإبليس
وأخرجه ابن كثير في التفسير القرآن العظيم ج 3 ص 393
قال : وقال ابن جرير: حدثنا القاسم، حدثنا الحسين، حدثنا محمد بن كثير،
عن ابن شَوْذَب، عن مطر الوَرَّاق، عن الحسن في قوله:
{ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } قال: قاس إبليس، وهو أول من قاس. إسناده صحيح.
وقال: حدثني عمرو بن مالك، حدثنى يحيى بن سليم الطائفي عن هشام،
عن ابن سيرين قال: أول من قاس إبليس، وما عُبِدت الشمس والقمر
إلا بالمقاييس إسناد صحيح أيضا. أقول :
قال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي : قال العلماء:
وقع الخطأ من إبليس حين قاس مع وجود النص. زاد المسِير في علم التفسير ج 3 ص174.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: إن معارضة الوحي بالعقل ميراث عن الشيخ أبي مرة
فهو أول من عارض السمع بالعقل وقدمه عليه فإن الله سبحانه لما أمره بالسجود لآدم عارض أمره بقياس عقلي الصواعق ج 3 ص 988.
هذا غيض من فيض