|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
قصص من عالم البرزخ
بتاريخ : 23-06-2009 الساعة : 05:19 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
قصص من عالم البرزخ
من كتاب عالم الارواح العجيب للسيد حسن الابطحي
القصة الاولى
رسالة من ميت
بعث لى السيد ( عبّاس خرم شهرى ) من اهالى مدينة ( شيراز ) رسالة جاء فيها :
مات ابى وامّى وانا لازلت شابا يافعا ، فعشت فى بيت عمّى ( محمدخان ) ، وبعد مدّة تردّت حالتى الصحية ثمّ مـتّ . وادركـت للوهـلة الاولى من موتى انّ بينى وبين جسمى بونا ؛ فروحى فى جانب وجسمى فى جانب آخر . وكان الجـسـم مـلقـى عـلى الارض والروح قـائمـة تـتـكـلّم مـع الاقـربـاء والاصـدقـاء وتقول لهم :
لماذا تبكون ؟ ولكن هؤ لاء لا يجيبون . جلبوا التابوت ووضعوا الجسم فيه ، وجلست الروح فوق الراس ووجـهـهـا صـوب الجـسـم ، ثـمّ حـمـلوا الجـنـازة واتـّجـهـوا نـحـو المـقـبـرة . وكـانـت الروح تـلهـج طـول الطـريـق بـهـذه العـبـارة :
لمـاذا مـا ادّيـت الصـلاة بـصـورة مـتـواصـلة ؟ الى ان اعـدّوا الجـسـم للغـسـل ، فـوقـفـت الروح عـنـد الجـانـب الايـسـر مـنـه بـمـحـاذاة الراس . خـلع غـاسـل الامـوات ثـيـابـى مـن جـسـمـى ، وكـان مـن اهـالى اصـفـهـان ، طـويـل القامة وضخم الجثّة . وحينما خلع قميصى ارتطم راسى فى الارض بشدّة ، فقالت روحى :
متى يحين ذلك اليوم الذى تموت فيه ويرتطم راسك فى الارض ؟ ارتـعـدت روحـى عـنـدمـا صـبّ المـاء عـلى جـسـمـى لاوّل مـرّة . ثـمّ كـفـّنـونى وصلّوا علىّ ، وكانت روحى عند راسى خـلال كـلّ هـذه المـدّة . اودعـونـى القـبـر وصـفـّفـوا احـجـار اللحـد ، ودخـلت الروح القـبـر قـبـل ان يسدّوا اللحد وحلّت فى الجسم . وفتحوا الكفن من جهة الراس ، ووضعوا خدّى الايمن على التراب . وشرع المـلقـّن يلقّننى ، فوعيت قوله والتقطته كما يلتقط المسجّل الصوت ، ثمّ سدّوا اللحد واهالوا علىّ التراب .
ورايـت انّ القـبر تتخلّله فراغات ، شاهدت من خلالها جميع المشيّعين . واخيرا تركنى الجميع ، ولم يبق إ لاّ قارى ء القرآن وهو يتلو آيات من الذكر الحكيم .
مـرّت بـى مـدّة لا اعـلم امـدهـا ، احـسـسـت خـلالهـا بـاءنّ القـبـر يـضـيـق عـلىّ ؛ بـحـيـث انـّه ضـغـطـنـى ضـغـطـة اخال جسمى على اثرها قد تصبّب دهنا لا عرقا . ثمّ خفّ الضغط شيئا فشيئا ، وهناك رايت اخدودا او نفقا - كما يطلق عـليـه اليـوم - قـد شـقّ فـى الارض مـن جـهـة الشـرق . ورايـت عن بعد شخصين قادمين ، وحينما اقتربا منّى رايتهما يـحـمـلان كـرسـيـا ، وكـان وراءهـمـا رجـل يـقـفـو اثـرهـمـا . وضـعـا الكـرسـى عـلى الارض فـجـلس عـليـه ذلك الرجل ، فعلمت انّه على امير المؤ منين (عليه السّلام ) ، وانّ ذينك الرجلين هما ( منكر ) و( نكير ) ؛ الملكان الموكّلان بـاسـتـجـواب الامـوات . إ لاّ انـّنـى حـدّثـت نـفـسـى قـائلا :
مـا ادرى اىّ جـرم اجـرمـتـه حـتـّى حـمـل امـيـرالمـؤ منين (عليه السّلام ) على ان يشيح بوجهه عنّى ، ويدير لى ظهره عند جلوسه على الكرسى . ولمّا اسـتـقـرّ فـى مـكـانـه جـلسـا عـلى فـخـذى اليـسـرى ، وسـاءلانـى :
مـن ربـّك ؟ وانـهـالا عـلىّ بـالسـؤ ال تـلو الا خـر . وكـان امـيـر المـؤ مـنـيـن (عـليـه السـّلام ) يـحـثـّهـمـا عـلى الرفـق بـى ، ويـخـفـّف حـدّة السـؤ ال . وكـنـت اجـيبهما بما لقّننى الملقّن . وحينما انتهت الاسئلة اختفى اميرالمؤ منين (عليه السّلام ) مع الملكين فجاءة ، ولم يبق اثر للنفق ايضا . مكثت مدّة لااعلم امدها حتّى فتح باب كباب الشاحنة الخلفية من جهة المغرب ، فخرجت منه الى فـنـاء مـربـّع الشـكـل ذى مـسـاحـة كـبـيـرة . وكـانـت الشـمـس تـطـلع عـليـه طـول النـهـار ، ولم اجـد فـيـه ظـلاًّ احـتـمـى بـه مـن وهـجـهـا . وفـى الليل ينير القمر كلّ المكان ، فكنت احدّق اليه طول الليل . وهكذا تصرّمت الايّام والليالى . وممّا يلفت النظر هو انّ التحديق الى القمر ليلا اشدّ من النظر الى الشمس نهارا ؛ إ ذ يكاد نفسى لا يختلج فى صدرى حينما انظر إ ليه ، فكنت اضطر الى الضغط بيدى على صدرى واستلقى على الارض . وكان القمر يرينى الدنيا عند سيره ؛ إ ذ كان بمثابة المرآة يعكس ما يجرى على الارض من بزوغه الى افوله .
لعلّك ترتاب فى قولى ، ولكن تاللّه انّه حقيقة ، وليت هناك آخر غيرى قد شهد هذا الموقف .
وفى ليلة نشر القمر نوره فى كلّ مكان ، فرايت شيئا يحاكى الباب قد انشقّ فى الارض بغتة . خرجت منه دون إ رادتى ، وانا استر جسمى بكفن كان مطروحا بقربى . وما ان سرت مسافة قصيرة حتّى رايت رجلين وسط الظلام ، ويـبـدو انـّهـمـا عربيان . قلت لهما :
اريد ان اذهب الى دارى ولكننى ضللت الطريق . قالا لى بالفارسية على الرغم من كونهما عربيان :
إ نّنا نعرف كلّ شى ء ! وحينما خطوت بضع خطوات معهما رايت نفسى امام دارى ، طرقت الباب ودخلت وسط ذهول اهلى وتعجّبهم .
عـدت اخـيرا الى الدنيا ثانية ، إ لاّ انّى لا ادرى الى الا ن كم لبثت فى عالم الاموات ، كما انّى لا اجرؤ على السؤ ال حـول ذلك . وممّا يثير العجب هو انّى استطيع النظر الى قرص الشمس بسهولة كلّ يوم دون ان تطرف عيناى ، على الرغم من مرور سنين على هذه الحادثة . والاعجب من هذا هو انّى إ ذا اردت رؤ ية شى ء اجسّمه لنفسى ، فمثلا لو اعجبنى قصر مجهول فإ نّى اراه بشكله فى الفضاء فوق بيتنا كما ارى الصورة المنعكسة على سطح الماء .
ومـن الجـدير بالذكر هو انّى سمعت يوما انّ غاسل الاموات الاصفهانى قد مات ، فحضرت تكفينه ودفنه . فواللّه انّه لمّا خلعوا قميصه ارتطم راسه فى الارض كما ارتطم راسى ! فقلت فى نفسى :
هذا جزاء ما اقترفته .
إ نـّى اقـتـبـسـت هـذه القـصـّة مـن كـتـاب ( دنـيـا مـاوراء القـبـر ) فـى الصـفـحـة ( 216 ) . ومـا كـنـت احـسب انّ بطلها لازال حـيّا ، ولكن وصلتنى رسالة من قارى ء يدعى ( عبّاس خرم بوشهرى ) عند إ صدار الطبعة الاولى والثانية لهـذا الكتاب ، جاء فيها :
إ نّ صاحب القصّة التى ذكرتها فى كتاب ( عالم الارواح العجيب ) هو انا ، ولازلت حيّا ارزق ، ويـتـجـاوز عمرى الا ن تسعين سنة . وقد اصبحت عيناى بعد هذه الحادثة خارقتى النظر ، واهتديت الى علاج كثير من الامراض ، واصبحت اضاهى الشباب صحّة وعافية .
دعـوتـه الى مـشـهـد المـقـدّسـة لزيـارة الامـام على بن موسى الرضا (عليه السّلام ) ، إ لاّ انّه مات للمرّة الثانية قبل قدومه ، فرحمه اللّه تعالى .
يـقـول ( ليون دانى ) فى كتاب ( عالم ما بعد الموت ) فى الصفحة ( 106 ) :
إ نّ الاوباش الذين يرزحون تحت هـيـمنة شهواتهم النفسية ، ويضطهدون بنى جلدتهم يتجرّعون كاءس الردى مدّة طويلة ، وينازعون سكرات الموت بشدّة .
|
|
|
|
|