بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم الشريف
يعتبر كتاب (الجامع الصحيح) المعروف بصحيح البخاري أهم كتاب عند أهل السنة. حيث اعتبروا كلّ ما فيه صحيحاً، وفي هذا البحث المختصر سنلقي نظرة على البخاري وصحيحة .
و لنسأل، هل كل ما في البخاري صحيح؟
سيتبين لنا هذا من خلال بعض النماذج من الأحاديث.
النموذج الأول
(صحيح البخاري: كتاب الدعوات، باب الدعاء نصف الليل)
عن أبي هريرة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
(يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له...).
بديهي إنّ كروية الأرض تعني أنّ ساعات الليل ليست واحدة على نقاط الأرض المختلفة،
بل هي في تتابع منتظم بانتظام دوراتها حول نفسها، فالساعة
التي تكون عندنا هي ثلث الليل الأخير سوف تكون في نقطه
أخرى منتصفه الأوّل، وفي نقطة أخرى ثامنة الأوّل، وفي نقطة
أخرى لم يدخل الليل بعد. ومعلوم أيضاً أنّ الله تبارك وتعالى
ليس رب مكة والمدينة وحدهما لينزل في الساعة التي يكون
فيها ثلث الليل هناك، وإنّما هو ربّ العالمين، وله عباد في جميع
أنحاء الأرض ولهم ساعات أخرى مختلفة عن ساعات المدينة
فيكون عندهم ثلث الليل الأخير.
ووفق هذا الحديث ينبغي أن يكون الله تعالى - حاشاه - مستقراً في السماء الدنيا لا يغادرها لأن كل ساعة تمر على الأرض ستكون بالنسبة له من نقاطها ثلث الليل الأخير.
فكيف يصح مثل هذا الحديث؟!
النموذج الثاني
أخرج البخاري عن حصين قال:
(رأيت في الجاهلية قردةً أجتمع عليها قردةُ قد زنت، فرجموها، فرجمتها معهم).
(نقلها ابن الأثير في جامع الأصول ج 12 ص 366)
وهذه الرواية الموجودة في بعض النسخ من صحيح البخاري لا
تصح ولا تعقل أبداً، ولعلّ هذه القردة الوحيدة المظلومة عبر
التاريخ التي رجمت!!
ولماذا ترجم وهل عليها تكليف، وكيف علم القردة الرجم؟ وحصين رجم معهم!!
النموذج الثالث
(صحيح البخاري، رقم الحديث 3175)
عن عائشة قالت:
سحر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم قالت، حتى كان رسول الله صلى اللهم عليه وسلّم يخيّل إليه أنّه يفعل الشيء وما يفعله...)
إنّ سحر النبي في عقله هو نسف لعصمته (صلى الله عليه وآله)، وهذا الحديث تثبيت لشائعات المشركين من أنّ النبي ساحر أو مسحور، لقد جاءت هذه التهمة على ألسنتهم الملوثة قال تعالى:
(إن تتبعون إلاّ رجلاً مسحوراً)[سورة الإسراء: الآية 47].
(إن هذا إلا سحر يؤثر)[سورة المدثر: الآية 240].
(وقال الكافرون هذا ساحر كذاب)[سورة ص: الآية 4].
فكيف يرتضي البخاري ومن يؤمن لصحيحة بهذه التهمة للنبي (صلى الله عليه وآله).
النموذج الرابع
(البخاري رقم 3199).
روى في البخاري...
قال النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر حين غربت الشمس: أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم، قال: فإنّها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها: يقال لها: أرجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قول تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)[سورة ياسين: الآية 38].
من المعلوم أنه ليس هناك مجال لاختفاء الشمس عن الأرض، بل هي في إشراف دائم، وبسبب دوران الأرض فهي تشرف على كل المناطق، فإذا غابت عن مكة والمدينة فإنها لا تذهب لتسجد تحت العرش بل تكون مشرقة على دول أفريقية وأوروبا وهكذا دواليك!!
والغريب في الحديث أنها تريد أن تسجد فلا يؤذن لها! فهل هي مكلفة أو عاقلة؟! ولعلّ واضع الرواية لا علم له بحركة الأرض، وأنّى له معرفة ذلك؟
أنتهى ....
هذه نماذج من بعض أحاديث البخاري وما تركناه أكثر، فكيف يقال بعد هذا إن كل ما في البخاري صحيحاً؟!
(الأستاذ مروان خليفات)