روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام . جواهر البحار
السلام عليكم ورحمة الله ويركاته تحية طيبة للاخوه في اللجنة المباركة جزاكم الله خيرا لما تقدمه من مواضيع مهمه في بلورة الانسان المسلم المؤمن لجعله حصينا من افات الدنيا الشيطانية التي تكثر في عصرنا المعاصر في جميع المجالات من شهوات وفسادا في الاخلاق والتي تظهر من خلال فضائيات عالمنا العربي والغربي
ولذا على كل من له القدرة على ان يقدم ما ينفع الناس ومن خلال منبرنا الموقر ان نتعاون معا لايصال ماهو المهم وشكرا لكم واحب ان اشارككم في ما يتيح لي الوقت لاقدم مافيه منفعة لنا ولكم شاء الله تعالى في مايخص فلسفة الخوف
****
الأساليب المحببة!..لايصال الفكرة للمتلقي
إن البنوك تضع المبالغ النقدية في خزانة حديدية كبيرة جداً؛ ولكن هذه الخزانة لا تفتح إلا بمفتاح صغير خاص بها.. وكذلك للدخول إلى قلوب الأبناء؛ فإن لكل إنسانٍ مفتاحه.. فإذا تعرفنا على هذا المفتاح، استطعنا أن نفتح قلوبهم على الهدى الإلهي.. ولكن -مع الأسف- علاقة معظم الآباء والأمهات بالأولاد، علاقة غير حميمة، إنما هي عبارة عن علاقة القائد بالجنود.. وقلما نرى علاقة صداقة بين الأب والأولاد، وهذا خلاف ما كان يقوم به النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وخلاف ما أمر به، فعن جابر قال: (دخلت على النبي والحسن والحسين على ظهره، وهو يجثو بهما، ويقول: نعم الجمل جملكما!.. ونعم العدلان أنتما)!.. يراد من هذه الحركة تأصيل مفهوم (من كان عنده صبي، فليتصابى له).. أما إذا صار مراهقاً، فليعامله معاملة المراهقين؛ أي يتكلم بلغته، ويدخل إلى قلبه بالأساليب المحببة إليه.
****
وقعد له كل مرصد يتربص به ، ويتفنن في إغوائه و الانتقام منه ، بل الانتقام من أبيه آدم من خلاله ، ليس منّا إلا وهو في حرب طاحنة حامية مع هذا الشيطان الرجيم الذي هو عدو مبين ، وما دامت هي حرب طاحنة ومواجهة محتدمة ، فلا بدّ من الإعداد لها خير إعداد ، والتهيؤ أقوى تهيئة ، وإلاّ كنّا من الخاسرين فيها المندحرين نحو النار ودركات الجحيم والعياذ بالله.
علينا بذكر الله تعالى في كل حين ، فهو مطردة للشيطان ورضا للرحمن ، وهو ثقيل في الميزان كما ورد في الأثر . وعلينا كذلك بتلاوة القرآن المجيد والمداومة عليه آناء الليل وأطراف النهار. وينبغي ألا تخلو أوقاتنا كلها صبحا ومساء وظهرا وعصرا من الاستعاذة الواعية بالله السميع العليم من شرّ ذلك الشيطان الرجيم ، وأقول الاستعاذة الواعية وأقصد بها تلك الاستعاذة التي تكون مبنية على توكل راسخ ، ويقين كامل بالله وقدرته على حراستك وحفظك في كل حين ، والتي تعدو كونها مجرد لقلقة لسان ما جاوزته إلى قلب خاشع ، والتي هي استعاذة مخلصة صادقة قد استشعر معها القلب خطر الموقف وسوء العاقبة إن هو استجاب لإغراءات الشيطان ، واتبع خطواته ، ووقع في حبائله.
عندما نهمّ بالمعصية فعلينا أن نتذكر ربنا ونعمه علينا ورحمته بنا ، وأنه يستحق منا أن لا نقابل نعمه وفضله علينا بالمعصية والجحود، و علينا كذلك أن نتذكر عظمته وجبروته و سلطانه وعلمه ورقابته لنا ، فنخاف ونخشى ونخجل ونستحي من معصيته ومخالفته والجرأة عليه.
عندما نهمّ بالمعصية علينا أن نتذكر رسولنا الكريم وأئمتنا عليهم السلام جميعا ، وأن أعمالنا تعرض عليهم ، فلا نسوؤهم بمعاصينا وخطايانا ، بل نسرهم بطاعاتنا وتقوانا .
علينا أن نتذكر الجنة وما فيها من نعيم و رغد و راحة و ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مثله ، فنخشى عندها أن نُحرم من ذلك النعيم ، و نكون عنه في مكان بعيد متحسّرين نادمين.
علينا إن هممنا بمعصية أن نتذكر النار ، وأهوالها و اغلالها وعذاباتها و ظلامها و شدة حرها ، وطول أمدها ، وأفاعيها وعقاربها ، و زقومها وسَمومها ، و أهلها من المجرمين والظالمين والشياطين ، علينا أن نتذكرها ونجعلها نصب أعيننا لما أن نقترب من الخطيئة حتى لا نقع فيها ونكون من حطبها و ممن تبدل جلودهم كل حين ليذوقوا العذاب فيها.
و علينا أن نتذكر الموت ، وما أدراك مالموت ، ذلك المفاجئ المباغت ،حيث تكون قد انتهت الفرصة ، وانتهت مدة الاختبار ، و فات الفوت على التوبة والإنابة ، و حيث يكون واحدنا قاب قوسين أو أدنى من مصير يقرره كتاب كتبه الحفظة الكرام الكاتبون ، فإما يعطى باليمين ، فينقلب صاحبه مسرورا ، وإما يعطى بالشمال ، فيدعو صاحبه ثبورا ، ويصلى سعيرا .
وعلينا في النهاية أن نتذكر إنسانيتنا ، وإكرام الله وتفضيله لنا على كثير مما خلق تفضيلا ، و إسجاده لملائكته لنا ممثلين بأبينا آدم ، فلا نسقط و ننحط إلى أخس الدرجات ، و أوضع الرتب ، بل أن نكون في المحل والمقام الذي أرادنا الله تعالى فيه ، روحانيين ربانيين عاقلين .
جعلنا الله من المتذكرين لكل ذلك ، ممن قال فيهم الرب تعالى ، ( إنّ الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون) وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين.
لو اعتقد الإنسان بحقيقة أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق ، وأنه أقسم صادقا على إغواء الجميع ، وخاصة مع التجربة العريقة في هذا المجال من لدن آدم إلى يومنا هذا ، ( لأعاد ) النظر في كثير من أموره ..فما من حركة ولا سكنة إلا وهو في معرض هذا التأثير الشيطاني ..فالمعايِش لهذه الحقيقة يتّهم نفسه في كل حركة - ما دام في معرض هذا الاحتمال - فإن هذا الاحتمال وإن كان ضعيفا إلا أن المحتمل قوي ، يستحق معه مثل هذا القلق ..و( ثـمرة ) هذا الخوف الصادق هو ( الالتجاء ) الدائم إلى المولى المتعال ، كما تقتضيه الاستعاذة التي أمرنا بها حتى عند الطاعة ، كتلاوة القرآن الكريم.
ولكم خالص دعائي