فاطمة الزهراء عليها السلام بين عالمي الوجود والممات
بتاريخ : 04-06-2009 الساعة : 07:25 AM
السيدة الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها
بين مفهوم عالمي الوجود والممات
السيدة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها ركن من الاركان وصفحة من الصفحات القليلة التي تتعلق بالرموز العالية للاسلام والمسلمين، ولعلها احدى الصفحات الاربعة عشر وهو المنطبق على حقيقة من حقائق التاريخ التي تشهد بالولاية لهؤلاء الاربعة عشر الذين يمثلون الاقطاب الثابتة، والتي لولاهم لزالت الارض.
ان مظاهر الارتباط بين الزهراء عليها السلام والكون والحياة متعددة فالارتباط الاول بينها وبين ابيها الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والارتباط الثاني بولي عصرها وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وان كانت هي ولية ايضا، والارتباط الثالث بولديها الامامين الحسنين عليهما السلام وهذه الارتباطات لها فيوضها الالهية التي حددها القرآن الكريم في أية التطهير وآية المودة وآية المباهلة وغيرها من الايات ، ولم تتوقف هذه الارتباطات بل استمرت مع احفادها من الائمة التسعة من ذرية الامام الحسين عليه وعليهم السلام، فهي مرتبطة بكل قطب من هذه الاقطاب ومنجذبة اليه وهم منجذبون اليها، وتشكل مجموعة هذه الارتباطات جواهر متلألئة مشعة كانت ولم تزل وستبقى تشع حتى تصعد كل هذه الاقطاب ا لى الجنة التي وعد الرحمن عباده بالغيب وكان وعده مأتيا، والزهراء هي تلك الجوهرة التي احاطتها انوار الرسول والاولياء.
ان الزهراء عليها السلام بالمقاييس العادية امرأة ابنة نبي وزوجة خليفة وام لامامين، ولكنها بالمستوى العرفاني والعلوي شئ آخر فهي سيدة نساء العالمين لا لانها ابنة وزوجة وام كما ذكر آنفا، لكنها السيدة المعصومة المحدثة التي انطلق لسانها يوم خطبت المسلمين في المسجد النبوي تذكرهم بالله وبآياته وبراهينه، وتذكر المسلمين بالرسالة والنبوة والامامة، وتذكرهم بالحقوق والواجبات والمسؤوليات.
لم تكن فاطمة الزهراء عليها السلام احدى النساء العابرات في تارخ الانسانية والا لما كانت سيدة لنساء العالمين، وبمنزلة اعظم من منزلة مريم ابنة عمران عليها السلام، ولما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو من لاينطق الا عن وحي يوحى بضعة منه يؤذيه من يؤذيها، ليس ذلك الا لانها عين العصمة وجوهر ة الاسلام ولانها وعاء الولاية، والتي لم يخلق الله خلقا عظيما الا لمحبة هؤلاء الاربعة عشر الذين خلقوا من النور، ولأنهم نور، فهم نور من نور، ونور بعد نور، ولانهم لم يستحقوا صفة النور الا لطهارتهم المعنوية والمادية التي جعلتهم يرتقون في اخلاصم لله وعبادتهم اياه بالشكل الذي لايمكن ان يعرفهم غير الله. فلايعرفهم الا الله ولايعرف الله حق المعرفة الا هم.
فصاحب الرسالة عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام عرج الى السماء ودنى وتدلى وكان قاب قوسين او ادنى، وكان جبريل الامين عليه السلام خلف النبي صلى الله عليه واله في السماء وهو كذلك في الارض رسول الله الى الرسول محمد صلى الله عليه وآله والواسطة بينه وبين الله عز وجل، فللرسول محمد صلى الله عليه وآله الدرجة والمنزلة.
ويخطا من يتصور ان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام انها ماتت، فما اقصر مفهوم الانسان للموت، فليس كل حي هو حي وليس كل ميت هو بميت، فكم من الاحياء يمشون على الارض لكنهم ميتون، وكم من الاموات هم احياء عند ربهم يرزقون، فمفهوم الحياة والموت واسع غير محدود، فالله حي لايموت والشهداء احياء والانبياء والرسل احياء وكل عمل في سبيل الله حي ولكن الناس لايشعرون.
فالزهراء عليها السلام من الاحياء الذين يرزقون، ولقد لحقت بابيها صلى الله عليه وآله وسلم، وهي بكل المعاني الرفيعة تعيش في قلوب محبيها، وفي ضمائر الربانيين والصديقين والعرفانيين والمؤمنين بالله وبرسوله واولياءه الانوار القدسية التي تنير الدرب لكل القاصدين، فسلام على السيدة الطاهرة يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حيا، وسلام عليها يوم تشفع لمحبيها ومحبي اهل بيتها الطاهرين عليهم السلام.
كاتب وشاعرموالي
26/05/2009