عنوان الحلقة: فتاوى الارهاب والتحريض على الفتنة الطائفية
معد ومقدم البرنامج: د. محمد الطائي
ضيوف الحلقة:
1- الشيخ خالد الملا- رئيس جماعة علماء ومثقفي الجنوب- البصرة
2- الشيخ خير الله البصري- عضو مجلس النواب- بغداد
3- د. محمد الموسوي- رئيس رابطة اهل البيت العالمية- لندن
في مستهل الحلقة اشار د. محمد الطائي الى انه ظهرت في الاونة الاخيرة فتاوى تحريضية وتصريحات بعضها تأتي من خارج العراق من دول الجوار وبعضها (احياناً) من بعض ائمة المساجد داخل العراق.. ولعل اهمها تصريحات امام الحرم المكي الكلباني.. ولاشك ان الشيخ الكلباني اسم على مسمى وامثاله مجتهدون ومتفقهون في الدين بدليل تعيينه في منصب مهم وهو امام الحرم المكي في بلاد الحرمين الشريفين وتساءل د. الطائي: ماهي الظروف الشرعية التي ادت به الى اطلاق تصريح بتكفير أئمة الشيعة وهل ان التصريح هذا هو اجتهاد فقهي وشرعي؟
وهل ان الحكومة السعودية لاتعلم بهذه التصريحات التي تشبه الفتوى وتجيز قتل الشيعة(برأي بعض العلماء) وتكفرهم..؟ ام ان الحكومة السعودية تسمع وترى وتغض الطرف عنها باعتبارها لاتؤثر على أمنها رغم وجود الشيعة هناك بل تؤثر على دولة مجاورة مثل العراق؟
الشيخ خالد الملا بدأ حديثه بالاشارة الى ان الامة الاسلامية هذه الايام تمر في مرحلة عصيبة حيث التجاذبات الطائفية التي يطلقها بعض الناس هنا وهناك وربما حين نسمع مثل هذه الخطابات لايسعنا الا ان نتسابق في استنكارها (وهذا اضعف الايمان).. واضاف الشيخ الملا انه في كثير من كتب المذاهب
الاسلامية وخاصة الكتب التي تتحدث عن الفرق الاسلامية فيها الغث والسمين وهي كتبت في ظروف سياسية بحته.. مبيناً ان هناك دسائس في كثير من تلك الكتب.. ومن واجب العلماء والخطباء والدعاة ان يمتلكوا حكمة كي ينزلوا بخطاب وحدوي ولا اقصد به خطاباً للمجاملة انما خطاب ينبع من عقيدة المسلمين.. فالمسلم اخو المسلم، وانما المؤمنون اخوة.. لكن السؤال هل هناك اختلافات وخلافات بين المذاهب، اقول نعم موجودة ولكن في بعض الاوقات هذه الاختلافات توظف للقتل.. وتساءل الشيخ الملا: هل تخدمنا تلك الكتب الان؟ وأجاب انه لاتفسير الا انه أريد بها ان توظف توظيفاً سياسياً وان تحقق مصلحة لاعداء المسلمين..
وعن تصريحات الكلباني اشار الشيخ الملا الى ان هناك دوافع، سواء كانت دوافع خارجية او داخلية او سياسية او فكرية ولابد لنا ان نناقش فحوى هذه الخطابات والتي يصر بعضهم على اطلاقها بين حين وآخر.. ان هذه الفتاوى لها انعاكسات خطيرة جداً سواء تلك التي يطلقها الكلباني او غيره تتناغم في كثير من الاحيان عبر سيارات مفخخة واحزمة ناسفة وانتحاريين.. وهذا التناغم مع هذه الخطابات هي التي تخوفنا.. وكأن هذه الفتاوى تعطى رسائل جواز واباحة الى ان اقتل هذه الطائفة او اقتل تلك..
الشيخ خير الله البصري اشار الى انه يتفق مع كل ماذكره الشيخ خالد الملا مضيفاً ان هناك فتاوى سياسية وهناك فتاوى فقهية.. مؤكداً ان الفتاوى التي لها ملاك سياسي ليست فتاوى..
واضاف ان مشكلتنا في صنّاع الفتوى فقد يتمسكون بأصل تاريخي وهذا الاصل يكشف عن فتنة فقد وقع المسلمون في فتن على مر التاريخ ولايمكن اسقاطها اليوم وعلينا ان نلتفت للتاريخ وماحولنا من محن وتحديات تريد القضاء على هذا الدين.. وأكد البصري ان علماء السلاطين هم الذين اوقعوا الفتنة في الامة.
[IMG]http://www.alfayhaa.**/files.php?file=/muhamedalmusawy_400_01.jpg[/IMG]
السيد محمد الموسوي اشار الى ان نهج التكفير ليس بالنهج الجديد فقد شهدنا في تاريخ المسلمين فتناً كثيرة لكنه متفق بين علماء المسلمين على ان التكفير نهج منبوذ وهو مرفوض جملة وتفصيلاً وتمنى على الكلباني ان يأخذ من مفتي مصر (علي جمعة) عبرة حيث سُئل قبل شهر عن مذهب الشيعة فقال (مذهب اسلامي يصح شرعاً التعبد وفق المذهب الشيعي) وهذا هو نهج علماء الازهر الكبار كالشيخ محمود شلتوت الذي افتى بأن (المذهب الشيعي الجعفري هو مذهب اسلامي يصح التعبد به) واكد ان منهج الكلباني ليس منهجاً جديداً على مدرسته هو فالمدرسة التي ينتمي لها لاتكفر الشيعة فقط بل تكفر غير الوهابيين من المسلمين فأنت تقرأ في كتب احد كبار هذه الفرقة الوهابية وهو بن عثيمين يقول ان الاشاعرة (والاشاعرة هم الحنفية والشافعية والمالكية) يتعبدون بدين غير دين الانبياء).. وبالتالي ان التكفير عند الكلباني واضرابه ليس جديداً والغريب ان هذه الفرقة التي تكفر غيرها تعطى اليوم مسؤولية الخطاب الديني في بلد يضم قبلة المسلمين.. فكيف تعين الدولة مثل هكذا اشخاص من ضيقي الفكر في هذا المنصب المهم في وقت تنفق فيه المملكة العربية السعودية ملايين الدولارات من أجل مؤتمرات التقريب بين المذاهب ونبذ العنف..
واضاف ان الحكومة السعودية التي ترفع شعار التقريب بين المذاهب والاديان ان تجيب عن هذا السؤال في وقت يكفر فيه الكلباني ملايين المسلمين..
الشيخ خالد الملا اشار الى ان هذه التصريحات نقض واضح لكل المواثيق ونحتاج الى وقفة جادة فهنالك صمت مخجل من كثير من المؤسسات الدينية والاسلامية الكبرى.. مؤكداً ان الاستنكارات التي ظهرت في العراق ضعيفة جداً.. وتساءل: لماذا نخجل ان ننطق بالحق امام الناس وهؤلاء لايخجلون من باطلهم، فهم يتكلمون بالباطل وقتل الناس واستهدافهم باعلى اصواتهم اما نحن اذا أردنا ان نتكلم اما ان نلبس برقعاً او نتكلم من وراء جدار او نلف وندور!!.. فلا مجال لذلك فهذه دماء المسلمين.. وان حرمة المسلم عند الله تعالى أطهر من الكعبة نفسها، هذا هو الاسلام.. اما فيما يخص العراق وتوجيهات رئيس الوزراء فأثني عليه واضيف: قضية ان تقوم المؤسسات الحكومية بدورها فليس كل الخطباء على مسافة واحدة من العلم والثقافة وفهم الواقع وعلى المؤسسات الحكومية ان تأخذ دورها واعني( الوقف الشيعي والسني والمؤسسات الدينية والثقافية الحكومية) وينبغي على اوقاف المسلمين ان تاخذ دورها في توعيتهم، هناك من يحتاج ان يثقف على ثقافة الوحدة.
واضاف الشيخ الملا ان العراقيين في خارج العراق ويثيرون الطائفية بين العراقيين عبر فضائيات مأجورة معادية للشعب العراقي ادعو الى ان يتحرك القضاء العراقي على ادانتهم وبالتالي اصدار احكام غيابية بحقهم .. حيث ان هناك دعوات تحريضية واضحة.
السيد محمد الموسوي اشار الى ان بعض علماء المسلمين في بعض الدول يريدون محاباة الحكام على حساب رضا الله عز وجل.. يرون انهم موظفون والموظف يريد ان يرضي من وظفه.. بينما نرى اصوات حرة كصوت الشيخ علي جمعه مفتي مصر ومفتي سوريا الشيخ الحسون وامثال هؤلاء لهم مواقف مشرفة في تعرية وكشف زيف الذين يسيئون للمسلمين..
وتساءل: اين موقف رابطة العالم الاسلامي ومقرها مكة المكرمة وهي رابطة مسؤولة عن وحدة المسلمين، أين موقفها من تكفير المسلمين؟
واكد ان تكفير المسلمين جريمة تؤدي الى سفك الدماء لذلك يجب اتخاذ اجراءات قانونية ضد من يكفر غيره، واشار الى انه في اوربا يحركون قضية عبد الله بن جبرين وهو الذي كفر الشيعة قبل تكفير الكلباني لهم.. وهناك قضية جنائية ضد الكلباني بتهمة اثارة البغضاء والدعوة للقتل وسوف يلقى القبض عليه في حال زيارته لأي بلد أوربي..
مضيفاً ان الاجراء القانوني نافع، وعلى المحاكم العراقية ان تقيم قضايا مماثلة وان كان مجال تنفيذها محدوداً داخل العراق ولكن وجود القضية والحكم سيحد من اطلاق مثل تلك الفتاوى التكفيرية..
الشيخ خير الله البصري اشار الى ان الشريعة والقانون اتفقتا في ان المحرض والمباشرة كلاهما مسؤولان ولكن تختلف مسؤولية المحرض اذا كانت اشد من المباشرة.. فاذا كان الكلباني وغيره انهم محرضون ويخلقون قناعة لدى الناس السذج والبسطاء من اجل الفتن الطائفية فهم يتحملون المسؤولية..
واكد البصري ان قوانين السعودية لا تؤمن بالديمقراطية.. مشيراً الى ان دور العلماء هو اطفاء الفتن وكبح البدع..
وطالب البصري ملك السعودية ان يأخذ موقفاً تجاه الكلباني وفتواه التحريضية التكفيرية..
السيد محمد الموسوي اشار الى ان قيادات المسلمين الذين يلتقون في المؤتمرات المختلفة متفقون على وحدة الكلمة وان كل المذاهب الاسلامية مقبولة واضاف انه على المستوى الشعبي منسجم بشكل كبير.. المشكلة في بعض التوجهات السياسية التي تريد ان تكتسب مالاً حراماً او مكاسب غير جائزة من خلال الفتنة الطائفية..
واكد ان المستوى الشعبي اذا استطاع ان يؤثر على الرأي العام يمكن ان يغير شيئاً من سياسات الدول..
وطالب السيد الموسوي بتشكيل محكمة دولية للتحقيق في جرائم الارهاب في العراق وتحاسب كل دولة او جهة حرضت او سمحت او شاركت بشكل مباشر او غير مباشر في قتل الابرياء في العراق واجبار تلك الحكومات والدول والجهات بدفع تعويضات مناسبة جراء دعمها المباشر وغير المباشر..
الشيخ خالد الملا اشار الى انه هناك مخططات خطيرة يخطط لها ضد العراقيين لاثارة فتن طائفية جديدة ويجب ان لانسترخي حيث ان هناك استرخاء أمنياً والاصعب من ذلك هناك استرخاء من بعض علماء المسلمين وطالب بأنه لابد من ايجاد وسائل للتصدي للفكر الطائفي وانه لابد من تحرك حقيقي لا لنتصدى فقط انما ايجاد مؤسسة تصنع لنا الوقاية خير من العلاج ونريد ان نرجع الى هذه النظرية.
فتاوى الارهاب والتحريض على الفتنة الطائفية
ان الاشاعرة (والاشاعرة هم الحنفية والشافعية والمالكية) يتعبدون بدين غير دين الانبياء).. وبالتالي ان التكفير عند الكلباني واضرابه ليس جديداً والغريب ان هذه الفرقة التي تكفر غيرها تعطى اليوم مسؤولية الخطاب الديني في بلد يضم قبلة المسلمين.. فكيف تعين الدولة مثل هكذا اشخاص من ضيقي الفكر في هذا المنصب المهم في وقت تنفق فيه المملكة العربية السعودية ملايين الدولارات من أجل مؤتمرات التقريب بين المذاهب ونبذ العنف..
العرض الشجري