[صدري للمات]

سكنت الأصوات
عـمَّ الهدوء أرجاء الكون
كل ماحولي صامت
أسترقُّ السمع لصوت عقارب الساعة
سافرت بأفكاري إلى حيث الماضي
جلست أستذكر آخر ساعاتي معهم
ذلك المساء الذي لايفارق خيالي
كـ ظلـِّي يتبعني
كانوا أزهار حديقتي
هدية ميلادي
قمراً في ليلي
شمساً تُشرق في صباحاتي
ربيع عمري .. تأريخ حياتي
بوجودهم تغفوا جفوني
أملي حين يأسي
تجتاحني ذكراهم كـ السيل الهادر
أغرق في بحر حنيني ولوعتي
أُحاول جاهدةً أن أنتشل نفسي
من أن أغرق في بحر أحزاني
الذي إلتفَّ حولي .. طوَّقني .. قيَّدني
ولكن دون جدوى
أنهض مسرعةً وأقف وراء نافذتي
ألمحُ قطرات المطر تتساقط ببطءٍ
تاركةً خطوطاً متعرجة
والشمس محجوبة خلف االسحاب
أُطيلُ النظر .. أغمضُ عيناي
أُعيدُ شريط ذكريات الأمس
ترتسم صورهم في خيالي
وكأنهم ماثلين أمامي
يزول الألم لبرهةٍ من الوقت
وحين أصحوا
ولازال هطول المطر مستمراً
أضع يدي خلف النافذة
وأُسابق نزول قطرات المطر
هكذا .. حتى يمضي الوقت
وأُودعُ آخر قطرةٍ
ومن جديد يبزغ نور الشمس
وتخرج الطيور من أوكارها
محلِّقة في أعالي الفضاء

خربشات حنين لأصدقاء رحلوا

اول شهيق في الدنيا
موصول بـآخر شهيق...

بقلمي،،