تعتبر عملية اتخاذ القرارات جوهر ولب العملية الإدارية داخل الأسرة، ويتوقف نجاح الفرد أو الأسرة في إدارة شؤونها ـ إلى حد كبيرـ على مدى سلامة ورشد القرارات التي يتم اتخاذها, وقد صنف المختصون أساليب اتخاذ القرارات داخل الأسرة على النحو التالي:
الأسلوب التكافئي
ويعني وجود اتساق في أسلوب تفاعل الوالدين وعلاقتهما مع الأبناء، ولا يختلف هذا الأسلوب باختلاف المواقف، ويشترك كل من الزوجين في اتخاذ القرارات، مثل اختيار نوع تعليم الأبناء، أماكن التنزه، توزيع الأعمال المنزلية...
وقد يحدث ـ أحيانا ـ تعارض في الأفكار والآراء ولكنه لا يهدد العلاقة بينهما حيث إن الخلافات سرعان ما تنتهي وتحل ببساطة ومرونة، وبالتالي يسود جو من الشورى والمشاركة والتفاهم الأسري.
الأسلوب التكاملي
حيث تتوزع الأدوار بالتساوي بين الوالدين فكل منهما له سلطته وخبرته في بعض النواحي الأسرية، فيمارس الأب مسؤولياته في العمل وكسب الرزق، وفي تولي المناصب السياسية والإدارية والقيام بالواجبات المنزلية، وتتولى الأم الجانب الآخر من المسؤوليات التي تتلاءم مع دورها وطبيعتها وإمكاناتها كرعاية الأبناء والقيام بالواجبات المنزلية.
وهذا لا يعني انفصال الوالدين، بل يوجد نوع من التكامل والاتساق بين تلك الأدوار والمهام بحيث لا يسمح بوجود أي خلاف. وعندما يكون أحد الأمور الأسرية يتعلق بالأب، مثل تغيير عمله، فإن الأب وحده له سلطة اتخاذ القرار، وكذلك عندما يتعلق الأمر بشؤون المنزل أو الأبناء تكون حرية اتخاذ القرار من سلطة الأم، على أن هذا لا يمنع من استشارة الآخرين قبل اتخاذ القرار.
الأسلوب الاحتكاري
هذا الأسلوب يعبر عن علاقة سيطرة وخضوع، ولا تخرج العلاقة داخل هذا المناخ الأسري عن كونها أوامر ونواهي، غالباً ما يمثلها الأب؛ ومن جانب الأم استكانة واستسلاما، والصراع الدائم والمناقشات الحادة تسود هذا الجو!!
وفي هذا المناخ المضطرب تتسم العلاقات الأسرية بالتفرقة والتباعد، حيث لا يستطيع أفراد الأسرة حل مشاكلهم بمرونة وتشاور.
قرار عقابي
بمعنى أن يكون الفرد غير متسامح مع الآخرين، يتشدد في معاملته معهم، ويحاسبهم على كل كبيرة وصغيرة، وهنا يسود جو من التوتر والاضطراب داخل الأسرة.
قرار تسامحي
بمعنى أن يغفر الفرد للآخرين ويلتمس لهم العذر، وفي حالة الخطأ قد يتعاطف معهم، ويفترض منهم حسن النية ويعاملهم بالحسنى كما يحب أن يعاملوه، وهذا النوع من القرارات غير صائب في كثير من الأحيان.
قرار يتميز بالاستقلالية
بمعنى أن الفرد لا يتأثر بآراء الآخرين ولا يأخذها في اعتباره، بل يتصرف حسب اقتناعه الشخصي وحسب وجهة نظره الذاتية.
قرار يتميز بالتأثر برأي الآخرين
فالفرد يحب الاستماع إلى آراء الناس فيتقبلها ويأخذ بها ويحبذ مشورتهم في الأمور المختلفة.
قرار يتميز بالعاطفة الذاتية
بمعنى أن الفرد تتحكم فيه انفعالاته ويخضع لها في قراراته كالحب والخوف وغيرها.
قرار موضوعي أو منطقي
وفيه يحكم الفرد عقله أكثر من عاطفته في المواقف التي تواجهه فلا يغضب ولا ينفعل عند مواجهة أي موقف، بل يفكر في هدوء، وعلى ضوء ذلك يتخذ القرار الذي يراه مناسباً.
وحتى يمكنك اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب اتبعي الخطوات الاتية التي سماها المختصون "مراحل اتخاذ القرار":
• تحديد المشكلة أو الهدف.
• البحث عن البدائل والحلول الممكنة ودراستها وتقويمها.
• اختيار البديل المناسب الذي يحقق الهدف.
• تنفيذ القرار وتقويم نتائجه.
ممارسات خاطئة في اتخاذ القرارات الأسرية:
• الاعتماد على القرارات الفردية أكثر من القرارات الجماعية عند إدارة شؤون الأسرة، وفي هذا الصدد تشير الدراسات إلى أن الأزواج كبار السن أكث ر تسلطاً في اتخاذ القرارات عن الأزواج الأصغر سناً.
ومن ناحية أخرى فإن 86.5 من الأسر الريفية تكون الأم هي المسؤولة عن القرارات الغذائية في مقابل 7% للزوج، وباقي النسبة لأفراد آخرين.
• إهمال الوالدين لدور الأبناء في المشاركة في اتخاذ القرار حتى القرارات الخاصة بشؤونهم. وتشير الدراسات إلى إهمال الوالدين لدور الأبناء في اتخاذ القرارات الخاصة بالإنفاق، بالرغم من أن إتاحة الفرصة للأبناء منذ الصغر للمشاركة يلعب دوراً مهماً في تكوين شخصيتهم وزيادة شعورهم بالثقة وزيادة الميل للادخار. ومن هنا فإن على الوالدين أن يشركا الأطفال في اتخاذ القرارات، على أن يكون ذلك ضمن حدود وتوجيه سليم، مع تهيئة الأطفال ذهنياً ونفسياً لهذه العملية.
• إعلان معظم القرارات من جانب الزوج فقط، وإذا كان القرار ناجحاً يسند للزوج وأما إذا كان غير صائبا فيسند لأي شخص آخر وخاصة الزوجة!!
وعلى الرغم من أن القرار يأخذ الكثير من المناقشات قبل إعلانه فهناك فرق بين اتخاذ القرار في صورته النهائية وعملية صنع القرار التي تتعرض لآراء ومناقشات عديدة.
• عجز متخذ القرارعن تحديد المشكلة تحديدا دقيقا أو عدم القدرة على التمييز بين المشكلة الحقيقية والمشكلة السطحية.
• عجز متخذ القرار عن الإلمام بجميع الحلول الممكنة للمشكلة والنتائج المتوقعة لتلك الحلول.
• اتخاذ القرارات بعد انقضاء المدة الزمنية المقررة مما يضيع الهدف المراد تحقيقه.
• التردد في اتخاذ القرار؛ لعدم كفاية المعلومات أو لطبيعة شخصية الفرد أو عدم الثقة اللازمة لاتخاذ القرار أو لعدم الرغبة في تحمل نتائج اتخاذ القرار.
• وعلى العكس من ذلك نجد التسرع في اتخاذ القرار؛ أي اتخاذ القرار بدون دراسة وافية ودقيقة لكل بديل، وعدم جمع البيانات اللازمة لتقويم كل بديل، وفي كلتا الحالتين قد يكون القرار خاطئاً.
• عدم المرور ب جميع خطوات اتخاذ القرار للوصول إلى الهدف المنشود أو حل المشكلة القائمة، وعلى ذلك فلا بد من توعية ربات الأسر بصفة خاصة، وجميع أفراد الأسرة بصفة عامة، بأهمية اتباع الأسلوب العلمي عند اتخاذ جميع القرارات الأسرية؛ حتى تتجنب الأسرة العديد من المشاكل.