ًوجدت نفسي تائهاً وسط صحراء لاارى لها حدوداً.. رمال على مدى البصر , تحيط بها هضاب من كل جانب ..
لم احس بالحر لفرطه.. وفجأه انتصبت على قمة احدى الهضاب فتاة جمالها لامثيل له وفي عينيها بريق يعكس أشعة الشمس الحادة ,,هرعت اليها ,, اثاقلت الى الارض من الوهن
ولكن رغم تعبي الشديد ,, ركضت
كانت الهضبة لاتستقر في مكان واحد آخذه في الابتعاد,,
/
|
فخفت من نفاذ صبري فناديتها الا تسمعي ؟
قالت : بلى اني اسمعك وأراك
قلت : اذن قفي مكانك ولا تبتعدي
قالت : لا
لاتقترب مني فلولا تلك الكثبان الرملية
لوجدت بقايا عضام وجماجم لرجال وشبان ركضوا خلفي ,, لكنهم هلكو دوني
فأحفظ عليك نفسك وقف حيث أنت
فأستعطفتها قائلاً : لكني بدونك احس بغربة
حاجتي اليك اشد من حاجتي .. للماء .. للهواء ,, في هذه الصحراءالقاتل هجيرها
فشهقت وقالت : انظر الى شعري كم هو شديد الحمرة؟
انه مخضب بدم عشاقي
وكلهم من عشاقي
رغم انهم لم يضفروا بي
ولم يلمس اي احد منهم مني شعره من رأسي
فجثوت على ركبتي
وقبضت قبضتين من التراب الساخن وكأنه بين يدي جليد
وقلت : انا مستعد للموت فداك
فهذا خير لي من ان اموت عطشا في هذه الصحراء
فضحكت وقالت : لا لن تنال رتبة عشاقي
لانك تضحي بنفسٍ مآلها الفناء لا محالة
ولكن عشاقي اعطوني انفسهم وهي عندهم غالية
وحرموا من قوتهم
وسلبوا اموالهم
وهجروا اوطانهم واهلهم
وملئو السجون والمعتقلات فانتفضت واقفا
وملئت صدري هواءاً لالفضه شوقا
قائلا: ليتني قيصر الروم او ملك الفرس
ليتني هامان مصر او الاسكندر المقدوني لافديك
فتنهدت من اعماقها بحسره واعتزاز وقالت
لم يكن احد عشاقي ملكا او قيصر ولعل هذا سبب حزني
فلو طلبني ملك او حاكم لكنت ملك الجميع
والكل يتمتع وينعم بضلالي
ولما مات عشاقي ولا شقي منهم احد
قلت : مهلا يا اختاه
اني مااضنك الاّ جنية غريبة في هذا العالم
قالت والدمع يغسل عينيها ويسيل على خديها
كقطر الندى على ورقات الورد : انا .... انا
الحرية
التعديل الأخير تم بواسطة عيسى العلي ; 13-05-2009 الساعة 12:53 AM.