السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام هي الشخصية الذهبية مجازا، والا فالذهب لايقوى الا ان يكون خادما لها، ولما صرحت به الاية الكريمة من طهارة وعصمة اهل البيت( عليهم السلام) وما تواتر عن النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) من انها سيدة نساء العالمين فان لها عليها السلام المنزلة الخاصة فهل هي امام نساء عندما يتطلب موقفها قيادتهن مع وجود الامام المعصوم القائد وهو حينئذ امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، او انها تحمل كل مواصفات الامام المعصوم غير انها لاتمارس مهامها باعتبار وجود الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، كما ان مهمتها مع وجود الامام عليه السلام تختص بقيادة النساء في عصر الرسالة الاول وهو مانريد ان نؤكده.
وعصمة الزهراء عليها السلام لاتتقاطع مع مفهوم الامامة الا لوجود الامام علي عليه السلام ويعني هذا وجود اكثر من معصوم مع تفرد قيادة واحدة، وهذا لايتقاطع ايضا مع قيادتها للنسوة في المدينة وغيرها، فهل مارست الزهراء (عليها السلام) هذا اللون من القيادة!
ان الزهراء عليها السلام تتمتع بروح قيادية وبعلم غزير قل نظيره بين النساء في الماضي وفي حاضر الزهراء (عليها السلام)والمستقبل اذ ان تلك القابلية ظهرت من خلال خطبتها المسلمين في المسجد حيث كشفت الزهراء عن علمها وبينت فلسفة الرسالة المحمدية البيضاء والعلوية الخضراء ومارست الخطبة السياسية بشكل فريد من نوعه اذهل الحاضرين ولقد القت تلك الخطبة صدى كبير في نفوس ابناء الامة الاسلامية الذين اعلمتم بمظلوميتها ونبهت الامة على الاخطار التي تهددها والانحراف الذي راته من ازاحة اهل بيت وابعادهم عن مراتبهم الذين رتبهم الله فيها.
لقد مارست الزهرء عليها السلام دورها القيادي النسوي وقت حياة الرسول صلى الله عليه واله وسلم وسلم، كما مارست دور المعارضة بعد
وفاة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم، وفي هذه الحالة تكون الزهراء عليها السلام قد مارست القيادة النسوية في الخطوط غير المنظورة وغير المعلنة، كما مارست دورها العلني اثناء خطبتها في المسجد والذي وضعت فيها النقاط على الحروف وبينت اهليتها واهلية الامام امير المؤمنين علي عليه السلام وبقية اهل بيت العصمة عليهم افضل الصلاة والسلام.، وانها قادرة على الوقوف بجراة في وجه الظالمين ولم تخش في الله لومة لائم.
*****
نسال الله تعالى ان يجعلنا من السائرين على نهجها القويم