هي أرض ملئتها باستلابي
وأعدت الصبا لها باغترابي
باحتراقي دفعت عنها الدياجي
فتهادى الضحى ليطرق بابي
هي تعويذة من الخوف حيرى
وسؤال منغص بالجواب
إيه أرض الجفاف والنهر يجري
هاربا من لهاثه المرتاب
هل ترين المدى يداعب شلوي
ويرش الضياء حول ترابي
يدفع الدود عن رفاتي ويرضي
ربة الحرب بانتزاع شبابي
هو جسمي أراه يضحك عندا
وحواليه تستكين رغابي
ويرى في الرحيل ألف زفاف
واحتفالا يغص بالأصحاب
هاأنا عدت للفضاء أغني
وأزحت الشقاء عن أصلابي
خلصتني الرمال من كل همي
ورمت في الخليج أقسى عذابي
سوف أهديك جثتي يا بلادي
والى القبر سوف ألقي كتابي
سوف أجتاح كل كثبان نجد
ربما يصهر اللهيب ثيابي
ربما ترحل المآتم عني
وتعود الرؤى إلى محرابي
******
ضاحكا كنت يا عراق الجراحات
وفوقي النجوم تبكي شهابي
سقط الأمس واعتراه خفوت
وحباه النحيب ألف غراب
نهشوه وكان طفلا وديعا
لا يرى في الصحراء غير السراب
واحة الوهم أودعته رذاذا
فتشظى وجوده في الروابي
هو شاة ترى المسافات عشبا
يانعا والنوى أرقّ سحاب
ويظن الضباع محض تماثيل
فتدميه قسوة الأنياب
سقط الآن وانطفى كل مصباح
ولم يبق منه غير قراب
ظامئ والسماء تمطر دمعا
ودما غير آبه بالعتاب
يتحدى الغزاة والرمل يطويه
كطي الحبيب للأحباب
نائم تحت هذه الأرض يدري
أنه خارج عن الأسباب
وينادي القفار لست غريبا
فمعي أمة من الأغراب