[مرتضى العاملي]

مذْ كنـت روحـا وهـذا الشعـر يسكننـي
(جواب لسؤال للشاعر الاخ الفاضل أبو تركي البدري الكريم)

مذْ كنـت روحـا وهـذا الشعـر يسكننـي

قبـل العظـام وقـبـل اللـحـم فــي بـدنـي
مذْ كنـتُ روحـا وهـذا الشعـر يسكننـي
**
قـبـل الـحـروف وقـبـل الحـبـر والقـلـم
قبـل العـروض وقـبـل اللـحـن والأذن ِ
**
قـبـل المعـانـاة أم الـشـعـر إذْ مُـزجــتْ
بالطيـن قـبـل هـنـاء القـلـب والشـجـن ِ
**
الشعـر يسـكـن روحــي قـبـل رحلتـهـا
من عالم الجوهـر السامـي إلـى البـدن ِ
**
الشعـر ليـس حروفـا فــي حـشـا لـغـة ٍ
ولا هــو مهـنـة مــن جـمـلـة الـمـهـن ِ
**
الشـعـر لـيـس طـبـولا لـيـس جعـجـعـة
ليـس الخطابـة فـي الأحـداث والمحـن ِ
**
الشـعـر لـيـس مـديـحـا للـمـلـوك بـمــا
لا يُمدحـون بــه مــن خـدمـة الـوطـن ِ
**
الشـعـر لـلــروح إن أودعـتــه جـســداً
فقـد قـذفـت بــه المسكـيـن فــي كـفـن ِ
**
نـزف هـو الشعـر لكـنْ ليـس مـن قلـم ٍ
نزف من الروح يروي ظامـئ الزمـن ِ
**
الشعـر كـلّ فـصـول النـفـس صبغتـهـا
سوداء بيضاء فـي صحـو وفـي وسـن ِ
**
الـشـعــر عـفـويــة كـالـنـهـر جــاريــة
بــلا ســدود فيـجـري غـيـر مـرتـهـن ِ
**
غنيـت يـا شاعـرا فــي الكـهـف قافـيـة
وأنـت ذاتـك قــد غنـيـتَ فــي الـمـدن ِ
**
يـــا بـلـبـلاً عـنـدمـا يـشــدو بـأغـنـيـة ٍ
خضـراء تخضـرّ أوراق علـى الفـنَـن ِ
**
يـا شـعـر فـيـك بـحـور والنـهـى سـفـن
هل يُركـب البحـر دون هـذه السفـن ِ ؟
**
ما ذنب حرفـك يـا شعـر الطلاسـم كـي
يبقى حبيس سطور الضعف والوهن ِ؟!
**
حــرف يـشــعّ بـأشـعـار غـلــتْ ثـمـنـاً
والحـرف ذاتـه فـي شـعـر بــلا ثـمـن ِ
**
الشـعـر مــرآة نـفـس طــاب صاحبـهـا
بالفكـر والحـسّ إذ يرقـى عـن الـدرَن ِ
**
رطب هو الشعر من دمـع ومـن عَـرَق
إمّــا مــن الـكـدح مـبـتـلّ أو الـحَــزن
**ِ
الشعـر يسمـو علـى ربـح علـى طـمـع
عـلــى التقـالـيـد والـعــادات والـسـنـن ِ
**
وأسـطــر كـذبــت لـيـســت بـأسـطــره
ليـسـت ســوى كـلِـم بـالـوزن مقـتـرن ِ

****
مع خلاص التقدير والود

مرتضى العاملي