بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدناونبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وعجّل الله تعالى فرجهم الشريف واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين
الرافضة مصطلح سياسي استخدمه طواغيت بني امية وبني العباس على معارضيهم والثائرين على ظلمهم وخصوصا شيعة اهل البيت (ع) الذين رفضوا ظلمهم واستبدادهم. ثم تطور مصطلح الرافضة مع الزمن ليشمل شيعة اهل البيت عليهم السلام. والواقع ان النظر في الاخبار الواردة عن ائمة اهل البيت (ع) يجلي كثيرا من الغموض حول مفهوم الرافضة.
وفي نفس المصدر عن عتيبة بيّاع القصب عن الامام جعفر الصادق عليه السلام أنـّه قال: وَاللهِ لِنَعْمَ الاسْمُ الَّذِي مَنَحَكُمُ اللهُ ما دُمْتُمْ تأخُذُونَ بِقَولِنَا وَ لاَ تَكْذِبُونَ علينا.
و أيضاً عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام انّه قال: أَنَا مِنَ الرَّافِضَة وَ هِيَ مِنِّي،قالَها ثَلاثاً.
و ورد في التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام أنّه قيل للصادق عليه السلام: إنّ عمّاراً الدهنيّ شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة. فقال له القاضي: قم يا عمّار فقد عرفناك،لا تقبل شهادتك لانّك رافضيّ. فقام عمّار و قد ارتعدت فرائصه،و استفرغه البكاء. فقال له ابن أبي ليلى: أنت رجل من أهل العلم و الحديث،إن كان يسؤك أن يقال لك «رافضيّ» فتبرّأ من الرفض،فأنت من إخواننا. فقال له عمّار: يا هذا ما ذهبتُ والله حيثُ ذهبتَ،ولكنّي بكيتُ عليك و علیّ. أمّا بكائي علی نفسي فإنّك نسبتني إلى رتبةٍ شريفة لستُ من أهلها،زعمتَ أنّي رافضيّ. ويحك لقد حدّثني الصادق عليه السلام أنّ أوّل من سميّ الرافضة السحرة الذين لمّا شاهدوا آية موسى في عصاه،آمنوا به واتّبعوه،و رفضوا أمر فرعون،و استسلموا لكلّ ما نزل بهم فسمّاهم فرعون الرافضة لمّا رفضوا دينه. فالرافضي من رفض كلّ ما كرهه الله،تعالى،و فعل كلّ ما أمره الله،فأين في الزمان مثل هذا؟ فإنّما بكيتُ علی نفسي خشية أن يطّلع الله تعالى علی قلبي،و قد تقبّلت هذا الاسم الشريف علی نفسي،فيعاتبني ربّي عزّ و جلّ و يقول: يا عمّار،أكنتَ رافضاً للاباطيل،عاملاً للطّاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك تقصيراً بي في الدرجات إن سامحني،و موجباً لشديد العتاب علیّ إن ناقشني،إلاّ أن يتداركني مواليَّ بشفاعتهم. و أمّا بكائي عليك،فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي،و شفقتي الشديدة عليك من عذاب الله تعالى أن صرفتَ أشرف الاسماء إلي أن جعلته من أرذلها،كيف يصبر بدنك علی عذاب الله،و عذاب كلمتك هذه؟! فقال الصادق عليه السلام: لو أنّ علی عمّار من الذنوب ما هو أعظم من السماوات و الارضين،لمحيت عنه بهذه الكلمات. و إنّها لتزيد في حسناته عند ربّه عزّ و جلّ حتّى يجعل كلّ خردلة منها أعظم من الدنيا ألف مرّة. [التفسير المنسوب إلی الإمام العسكريّ عليه السلام،ص310].
يستنتج ممّا تقدّم أنّ أنّ الوهابية واسلافهم من الطواغيت قصدت من عنوان الرافضة معنى سيّئاً وادانة لمن يتبع التشيع. في حين ان الرافضة بما يشتمل معناها من رفض للظلم والاستبداد ومحاربته وقبول للحق عنوان صحيح للشيعة. كما أنّ كلمة الشيعة جاءت من الفعل شاعَ يشيعُ بمعني المطاوعة،و المشايعة بمعني المتابعة. والمتابعة هنا لسنة الرسول (ص) الذي قال الحديث الذي يتفق عليه السنة والشيعة: ما اورده صحيح مسلم في باب فضائل الامام علي الا وهو حديث الثقلين [تركت فيكم ما ان تمسكتم به فلن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي اهل بيتي وان اللطيف الخبير اخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض]. وبالتالي يصبح واجبا شرعا متابعة اهل البيت (ع) بعد رسول الله (ص). والرافضي المذموم هو من يرفض التمسك باهل البيت (ع) رافضا امر الرسول (ص) في ذلك.