|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 34107
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 13
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
أهوار جنوب العراق تحت التهديد ثانية
بتاريخ : 25-04-2009 الساعة : 02:24 PM
أهوار جنوب العراق تحت التهديد ثانية إحدى الإنجازات التي حققتها الحكومات العراقية منذ سقوط صدام حسين، تمثلت في وقف استمرار إحدى جرائمه الكبيرة المتمثلة في تصريف المياه من أهوار جنوب العراق،
وما ترتب على ذلك من دمار لتلك الحضارة الفريدة التي تمكنت من الصمود والبقاء على مدى آلاف السنين. الآن هناك بعض الشكوك حول هذا الإنجاز، فالجفاف المدمِّر والطويل، إلى جانب بناء السدود
التي بُنيت على نهري دجلة والفرات، في كلٍّ من سورية وتركيا وإيران ، يؤديان إلى تراجع تدفق المياه، ما يُعرِّض الأهوار لخطر الانقراض، ربما إلى الأبد.
هذه الأهوار، التي كانت مساحتها في السابق تعادل ضعف مساحة منطقة إيفرغليدز (وهي أيضا منطقة مستنقعات) في ولاية فلوريدا، كانت على وشك الانقراض في التسعينيات، عندما قام صدام حسين بتصريف مياهها، كي يمنع استخدامها كمخبأ من قبل القوى المعارضة للحكومة.
لكن بعد أن تمت الإطاحة بهذا الطاغية في العام 2003، قام سكان الأهوار على الفور بإزالة المتاريس الترابية التي بناها مهندسوه، فتدفقت المياه ثانية إلى البحيرات وحقول القصب.
لكن خلال السنتين الماضيتين بدأ سكان الأهوار يلاحظون أن المياه في منطقتهم آخذة في النقصان، فضلا عن تزايد مستوى ملوحتها.
«منذ بضع سنوات كانت الأهوار خضراء ومليئة بالقصب والبردي، لكنها في الوقت الحالي توشك على الجفاف»، قال عبدالكاظم مالك؛ رئيس بلدية منطقة الجبايش القريبة من مدينة الناصرية.
مالك أضاف أن استمرار الأوضاع على هذا النحو سيؤدي إلى انقراض الأهوار بسرعة، مشيرا إلى أن عشرات العائلات بدأت بالنزوح عن تلك المنطقة، بسبب قلة المياه العذبة الصالحة للشرب، وأيضا بسبب ندرة القصب الأخضر الذي لا تستطيع الماشية العيش بدونه.
المخاطر التي تهدد وجود الأهوار هذه المرة تعود إلى أن تركيا وسورية وإيران (وبدرجة أقل العراق أيضا)، بدؤوا بتحويل مياه دجلة والفرات من أجل استخدامها في الزراعة والمدن، فضلا عن زيادة أعداد السدود المبنية على هذين النهرين، التي طالما اعتمدت عليهما حضارة بلاد الرافدين.
لكن قلة المياه لا تمثل المشكلة الوحيدة، بل إن نوعية المياه تراجعت أيضا، بسبب ارتفاع نسبة الملوحة والتلوث الناتج عن مياه الصرف الصحي والمبيدات الحشرية ومخلفات المصانع غير المعالَجة.
فنحو ثلثي مياه الصرف الصحي، التي يخلفها نحو 6 ملايين شخص من سكان بغداد، تصب في نهري دجلة والفرات، من دون أن تتم معالجتها، كما أن عائلة واحدة فقط من بين 5 عائلات ممن يعيشون خارج بغداد، تستفيد من مرافق معالجة مياه الصرف الصحي.
نتيجةً لذلك يعاني سكان الأهوار حاليا نقصا حادا في المياه الصالحة للشرب. ليس هذا فحسب، بل إن الحضارة الآشورية التي وُجدت في العراق منذ آلاف السنين، أصبحت معرضة للخطر. خلال السنوات الأولى من عهد صدام حسين، كانت صور سكان الأهوار هي التي تزين السفارات والمراكز الثقافية العراقية في الخارج، لكن مع بدء الحرب العراقية الإيرانية العام 1980، تحولت الأهوار الشرقية إلى ساحة للمعارك العنيفة، ما أدى إلى فرار الكثير من الناس.
وخلال انتفاضة الشيعة العام 1991 نفّذت القوات العراقية قصفا عشوائيا على قرى الأهوار، وفرضت حصارا اقتصاديا على تلك المنطقة. بعد ذلك قرر صدام تدمير الأهوار، عبر شق القنوات والممرات المائية من أجل تصريف مياهها، ثم وزعها هدية على أنصاره، الذين قاموا بتحويلها إلى أراضٍ زراعية.
وهكذا في غضون عقد من الزمن، تم تدمير نظام بيئي بأكمله، فقد أظهر البرنامج البيئي التابع للأمم المتحدة، عبر صور الأقمار الصناعية، أن صدام دمَّر نحو 90 في المئة من الأهوار.
بعد ذلك لجأت عشائر الأهوار، وهي من أفقر سكان العراق، إلى الأحياء الفقيرة في كلٍّ من البصرة والناصرية والعمارة وبغداد، حيث اكتسبت سمعة مخيفة في أعمال العنف والإجرام. وعندما سقط النظام القديم، بدأت تلك العشائر بتدمير السدود والحواجز والمتاريس المائية، من أجل إعادة ملء المنطقة التي كانت تعيش فيها سابقا بالمياه.
وبعد مضي 3 أعوام، أعلن البرنامج البيئي للأمم المتحدة أن منطقة الأهوار استعادت 58 في المئة مما كانت عليه بين أعوام 1973 - 1976، لكن تبين أن ذلك كان أوج النجاح الذي تحقق في إعادة إحياء الأهوار. ففي إحدى المراحل حرَّم بعض رجال الدين أكل الأسماك، على اعتبار أنها تتغذى على آلاف الجثث التي أُلقيت في مياه دجلة والفرات. كما أن المياه الملوثة تُعتبر من أكثر أسباب الوفيات بين الأطفال.
سكان الأهوار يريدون من الحكومة أن تبني السدود من الجهة القريبة من المصب، بهدف رفع منسوب المياه في البحيرات، أما الحكومة فتقول إن الأمر أعقد مما يظن سكان الأهوار.
لكن بدون مياه عذبة وقصب لإطعام الماشية، فإن سكان الأهوار سيعودون في القريب العاجل إلى الأحياء الفقيرة في المدن، ويتخلون عن أسلوبهم القديم في الحياة.
مصدر الخبر : شبكة صدى العراق
|
|
|
|
|