يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {سباب المسلم فسوق وقتاله كفر }
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: {لعن المؤمن كقتله}
ويقول عليه أفضل السلام وأتم التسليم {لاتلاعنوا بلعنة الله,ولابغضبه ولابالنار}
هذا يكفي لاأريد أن أخرج عن نطــآق الموضوع أكثر
[/center]
في ضوء اللّغة
قال الراغب الإصفهاني: «اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة; وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الإنسان دعاء على غيره»
وقال الطريحي: «اللعن: الطرد من الرحمة... وكانت العرب إذا تمرّد الرجل منهم أبعدوه منهم وطردوه لئلاّ تلحقهم جرائره، فيقال: لعن بني فلان...»
وقال ابن الأثير في النهاية: «أصل اللعن: الطرد والإبعاد من الله، ومن الخلق السبّ والدعاء»وعلى هذا الجوهري في صحاحه أيضاً
هذا هو المفهوم اللغوي للّعن، أما السبّ، فقال ابن الأثير: «السبّ: الشتم».
وكذلك قول الجوهري والطريحي، وابن منظور، وكأنهما ـ أي السب والشتم ـ مترادفان، سوى مائز ذكره الاصفهاني في المفردات هو: «أن السبّ: الشتم الوجيع».
والشتم عند الطريحي هو: «أن تصف الشيء بما هو ازراء ونقص» وعند ابن منظور: «قبيح الكلام وليس فيه قذف»
وخلاصة الأمر أن اللّعن: إن كان من الله سبحانه فمعناه الطرد من الرحمة، وإن كان من الناس فمعناه الدعاء بالطرد، وبالتالي فهو شيء غير السب والشتم اللّذين يعنيان الكلام القبيح المستخدم في الذم والتنقيص.
في ضوء القرآن الكريم:
وكما فرّقت اللغة بين اللعن وبين السب والشتم، فرّق القرآن بينهما أيضاً، حيث نجده قد استخدم مادة «لعن» سبعاً وثلاثين مرة منسوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ومرّة واحدة منسوبة إلى الناس، وهذا الاستخدام بحد ذاته يدل على مشروعيته من حيث الأصل، بينما وردت مادة «سبَبَ» مرّة واحدة في سياق النهي وهي قوله تعالى: (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً).