العراق
1 ـ تعريف: هي مدينة اسلامية مشهورة قبل الاسلام بزمن بعيد ، تمتاز بقدسيتها وتأريخها الحافل بالامور العظام والحوادث الجسام حيث شهدت تربتها حادثة واحدة من انبل ملامح الشهادة والفداء الا وهي حادثة الطف الخالدة.
2 ـ الموقع: تقع المدينة على بعد 105 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد ، على حافة الصحراء في غربي الفرات وعلى الجهة اليسرى لجدول الحسينية.
و تقع المدينة على خط طول 44 درجة و40 دقيقة وعلى خط عرض 33 درجة و31 دقيقة ، ويحدها من الشمال محافظة الانبار ومن الجنوب محافظة النجف ومن الشرق محافظة الحلة وقسم من محافظة بغداد ومن الغرب بادية الشام واراضي المملكة العربية السعودية.
3 ـ التاسيس: يعود تاريخ المدينة إلى العهد البابلي وكانت هذه المنطقة مقبرة للنصارى قبل الفتح الاسلامي ، ويرى بعض الباحثين ان كلمة كربلاء يعني ( قرب الاله ) وهي كلمة اصلها من البابلية القديمة ، ورأى بعضهم ان التوصل إلى معرفة تاريخ ( كربلاء ) القديم قد يأتي من معرفة نحت الكلمة وتحليلها اللغوي فقيل انها منحوتة من كلمة ( كور بابل ) العربية بمعنى مجموعة قرى بابلية قديمة ، منها نينوى القريبة من سدة الهندية ، ومنها الغاضرية ، وتسمى اليوم ( اراضي الحسينية ) ، ثم كربلاء او عقر بابل ثم النواويس ، ثم الحير الذي يعرف اليوم بالحائر اذ حار الماء حول موضع قبر الامام الحسين ( ع ) عندما امر المتوكل العباسي بهدم وسقي القبر الشريف ، ويرى اخرون ان تاريخ كربلاء يعود الى تاريخ مدن طسوح النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس ( الفرات القديم ) وعلى ارضها معبد قديم للصلاة ، ان لفظ كربلاء مركب من الكلمتين الاشوريتين ( كرب ) أي حرم و(أيل ) أي الله ومعناهما ( حرم الله ) ، وذهب آخرون الى انها كلمة فارسية المصدر مركبة من كلمتين هما ( كار ) أي عمل و(بالا ) أي الاعلى فيكون معناهما ( العمل الاعلى ) ، ومن اسمائها ( الطف ) ويحتمل ان كلمة كربلاء مشتقة من الكربة بمعنى الرخاوة ، فلما كانت ارض هذا الموضع رخوة سميت كربلا... او من النقاوة ويقال كربلت الحنطة إذا هززتها ونقيتها. فيجوز على هذا أن تكون هذه الارض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك. والكربل اسم نبت الحماض ، فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر وجوده هناك فسميت به.
4 ـ التوسعة والاعمار: ـ في 12 محرم عام 61 هـ بدا تاريخ عمران مدينة كربلاء بعد واقعة الطف بيومين حيث دفن بنو اسد رفات الامام الحسين ( ع ) واخيه العباس ( ع ) وصحبه الميامين ( عليهم السلام).
ـ سنة 247 هـ اعاد المنتصر العباسي بناء المشاهد في كربلاء وبنى الدور حولها بعد قتل ابيه المتوكل الذي عبث بالمدينة وهدم مافيها ، ثم استوطنها اول علوي مع ولده وهو السيد ابراهيم المجاب الضرير الكوفي بن محمد العابد بن الامام موسى الكاظم ( ع).
ـ سنة 372 هـ شيد اول سور للحائر وقد قدرت مساحته 2400 م2.
ـ سنة 412 هـ اقام الوزير ( الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزي ) السور الثاني للمدينة ، ونصب في جوانبه أربعة ابواب من الحديد.
ـ سنة 941 هـ زار الشاه اسماعيل الصفوي كربلاء وحفر نهراً دارساً وجدد وعمر المشهد الحسيني.
ـ سنة 953 هـ أصلح سليمان القانوني الضريحين فاحال الحقول التي غطتها الرمال إلى جنائن.
ـ في اوائل القرن التاسع عشر الميلادي زار احد ملوك الهند كربلاء ( بعد حادثة الوهابيين سنة 1216 هـ ) وبنى فيها اسواقا جميلة وبيوتا ، اسكنها بعض من نكبوا ، وبنى سورا منيعا للبلدة.
ـ سنة 1217 هـ تصدى السيد علي الطباطبائي ( صاحب الرياض ) لبناء سور المدينة الثالث بعد غارة الوهابيين وجعل له ستة ابواب عرف كل باب باسم خاص.
ـ سنة 1860 م تم ايصال خطوط التلغراف واتصال كربلاء بالعالم الخارجي.
ـ في سنة 1285 هـ 1868 م وفي عهد المصلح ( مدحت باشا ) بنيت الدوائر الحكومية ، وتم توسيع واضافة العديد من الاسواق والمباني ، وهدم قسماً من سور المدينة من جهة باب النجف ، واضاف طرفاً اخر الى البلدة سميت بمحلة ( العباسية).
ـ سنة 1914 م وبعد الحرب العالمية الاولى انشئت المباني العصرية والشوارع العريضة وجففت اراضيها وذلك بانشاء مبزل لسحب المياه المحيطة بها.
5 ـ المعالم: تبلغ مساحة مدينة كربلاء نحو 52856 كم مربعا وأرضها رخوة نقية ( منقاة من الحصى والدغل ) تحيط بها البساتين الكثيفة ويسقيها ماء الفرات ، وثمة طريقان يؤديان إلى المدينة المقدسة ، طريق تربطها بالعاصمة بغداد مرورا بمدينة المسيب وطولها 97 كم وطريق آخر تصلها بمدينة النجف الاشرف المقدسة وأيا كان السبيل الذي يسلكه المسافر فإنه سيتجه إلى مرقد الامام الحسين ( ع ) ومثوى شهداء الطف الكرام ، فلابد له في كلتا الحالتين من المرور بطريق مخضرة تحفها بساتين الفاكهة ومزارع النخيل الكثيفة.
وتقسم المدينة من حيث العمران إلى قسمين يسمى الاول « كربلاء القديمة » وهو الذي أقيم على أنقاض كربلاء القديمة ، ويدعى القسم الثاني « كربلاء الجديدة » والبلدة الجديدة واسعة البناء ذات شوارع فسيحة وشيدت فيها المؤسسات والاسواق والمباني العامرة والمدارس الدينية والحكومية الكثيرة ، ويصل المدينة الخط الحديدي الممتد بين بغداد والبصرة بفرع منه ينتهي بسدة الهندية طوله 36 كم وتربطها بالعاصمة وبسائر الاطراف طرق مبلطة حديثة.
الاقضية والنواحي:
1 ـ مركز القضاء وتتبعه / ناحية الحر ، ناحية الحسينية.
2 ـ مركز قضاء الهندية وتتبعه / ناحية الخيرات. ناحية الجدول الغربي .
3 ـ قضاء عين التمر.
محلاتها: محلة باب السلالمة ، محلة باب الطاق ، محلة باب بغداد ، محلة باب الخان ، محلة المخيم ، محلة باب النجف ، محلة العباسية الشرقية والغربية.
احياؤها السكنية: حي الحسين ، حي المعلمين ، حي العباس ، حي النقيب ، حي الثورة ، حي الحر ، حي رمضان ، حي الصحة ، حي الاسكان ، حي القزوينية ، حي العدالة ، حي البنوك ، حي الانصار ، حي الموظفين ، حي البلدية ، حي العروبة ، حي السعدية ، حي العلماء ، حي الملحق ، حي التعليب ، حي الاصلاح الزراعي ، حي العامل.
شوارعها: شارع الرسول الاعظم ( ص ) شارع الامام علي ( ع ) ، شارع الحسين ( ع ) ، شارع العباس ( ع ) ، شارع علي الاكبر ( ع).
مراقدها ومقاماتها: ـ الروضة الحسينية المطهرة وبجانبها العديد من القبورالتي تزار منها: (مرقد السيد إبراهيم المجاب ( ع ) ، مرقد حبيب بن مظاهر الاسدي ، ضريح الشهداء من أصحاب الحسين ( ع ) ، والقاسم بن الحسن ( ع).
ـ الروضة العباسية المطهرة.
ومن المقامات والاماكن التي يتبرك بها الزوار: ـ نخل مريم ، مقام الحر بن يزيد الرياحي ( ع ) ، المخيم الحسيني ، مقام المهدي ( عج ) ، مقام تل الزينبية ، مقام الكف الايمن للعباس ( ع ) ، مقام الكف الايسر للعباس ( ع ) ، مقام الامام جعفر الصادق ( ع ) ، مقام عون بن عبدالله ، مقام بن حمزة ، مقام الحسين وابن سعد ، مقام ابن فهد الحلي ، مقام فضة ، مقام الامام علي ( ع ) ، مقام موسى بن جعفر ( ع ) ، مقام علي الاكبر ( ع ) ، مقام رأس الحسين ( ع ) ، مقام أم البنين ( ع ) ، مقام الاخرس بن الكاظم ( ع).