مما بنقل عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: كان لرجل مسلم جار كافر، فكانا يتحدثان حول الإسلام أحيانا، ولم يزل المسلم يزين الإسلام في نظر جاره الكافر حتى أسلم. كان الوقت سحرا حينما سمع النصراني الحديث الإسلام قرعا على الباب، فتسائل: من الطارق؟
أنا فلان، وعرف نفسه، فكان جاره المسلم.
قال : ما حاجتك في وقت كهذا؟
فناداه أن توضأ بسرعة وارتد ثيابك حتى نذهب إلى المسجد لأداء الصلاة. توضأ الرجل النصراني الذي دخل الإسلام حديثا وخرج مع رفقه المسلم، ولأول مره في حياته ذهب إلى المسجد.. كان الوقت يقترب من الفجر فصليا كثيرا حتى حان وقت صلاة الصبح فأديا الفريضة وانشغلا بالدعاء حتى أضاء الصباح العالم بنوره، فأراد المسلم الجديد أن يذهب إلى منزله فقال له رفيقه المسلم:
إلى أين؟
أريد أن أدعود إلى منزلي، لقد أدينا فريضة الصلاة ولم يعد لنا من عمل.
فيم العجلة، لنقرأ تعقيبات الصلاة حتى بزوغ الشمس.
فاستجاب المسلم الجديد ومكث مكانه وانشغل بذكر الله حتى بزغت الشمس، فنهض ليذهب فطلب صاحبه منه أن يقرأ القرآن حتى يرتفع النهار وأوصاه أن ينوي نية الصوم لذلك اليوم وقال له: أنت تعلم كم هو ثواب الصوم وفضيلته؟
ولما حان وقت الظهر قال المسلم: اصبر قليلا ، لم يبقى بينك وبين الظهر إلا قليل ، ثم أدى فريضة الظهر بعد دخول وقتها، وبعد أن أنهيا صلاة الظهر قال المسلم لرفيقه أن صلاة العصر على وشك أن يحين وقتها وفضيلتها أن تؤدى في وقتها.
وبعد صلاة العصر قال المسلم: لم يبق من النهار شيء فأجبر رفيقه على البقاء حتى صلاة المغرب وبعد صلاة المغرب أراد المسلم الجديد أن يغادر المسجد إلى بيته فلم يوافق المسلم حيث قال له: لم يبق أمامنا غير فريضة واحده وهي فريضة العشاء فصلاها وذهب إلى منزله.
وفي سحر الليلة الثانية سمع بابه تقرع فسأل: من الطارق؟
أنا جارك فلان، توضأ بسرعة وألبس ثيابك حتى نذهب معا إلى المسجد.
أنا من دينك هذا استغنيت ، اذهب وفتش عن شخص أكثر بطالة مني يستطيع أن يقضي وقته في المسجد، أنا إنسان فقير وصاحب عيال ويجب أن أعمل طلبا للرزق.
بعد أن نقل الإمام الصادق (ع) هذه االحكاية إلى أصحابه قال: وهكذا فإن العابد الذي ادخل هذا المسكين في الإسلام هو الذي اخرجه منه، فلتكن لكم في ذلك عبره فلا تضيقوا على الناس.. فللناس طاقات وقابليات متفاوته فيجب معاملتهم على ضوئها. أما علمتم أن أمارة بني أمية قامت بالسيف والعسف. وأن أمامتنا نقوم بالرفق والألفة والوقار والتقية وحسن الخلطة والورع والاجتهاد، فرغبوا الناس في دينكم وما أنتم فيه.