|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 21732
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 300
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
الأدلة العقلية 1
بتاريخ : 13-04-2009 الساعة : 12:05 AM
الأدلة العقلية 1
اذا عرضنا مسألة "الانتخاب الناس للخليفة" على العقل رأينا يمنع من ذلك ولا يسمح به لعدة أمور:
أولا : عدم صلاحية الإنسان لا نتحاب إلا فراد ،لعدم معرفته بحقائقهم وما يضمرونه في قلوبهم ،فكم من إفراد الذين يتظاهرون بالإيمان والزهد والصلاح ،لكسب ثقة الناس والتوصل إلى أهدافهم وإعراضهم ،عندما يصلون إلى أهدافهم ينسلخون من الدين انسلاخ الحية من جلدها !
والتاريخ مليء بالشواهد على ما نقول ، واليك شاهدا واحدا على ذلك: عبدا لملك بن مروان : احد حكام الأمويين كان - قبل ولاية - يجالس العلماء ويحفظ والأحاديث ويتعبد في المسجد ويقرا القران ،ولما انتخبوه للرئاسة ، كان القران بيده فأطبقه وقال :هذا أخر العهد بك – أو – هذا الفراق بيني وبينك ،وكانت أول بادرة صدرت منه –تعتبر منهاجا لسيرته – أنة نهى عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقال : لا يأمرني احد بتقوى الله إلا ضربت عنقه 1،2
ثم انهمك ي المنكرات وانغمس في الشهوات وجعل يقتل الناس بلا ورع"وأرسل جيشا ساحقا – بقيادة الجلاد المعروف : الحجاج بن يوسف الثقفي – من الشام إلى مكة المكرمة ، لحرب عبد الله بن الزبير ، وحاصروا المسجد الحرام أكثر من ستة أشهر ، وكان الحجاج يرمي الكعبة بالمنجنيق 3 من فوق جبل أبي قبيس ،حتى اقتحموا المسجد الحرام ، وظلوا يقتلون الناس فيه ثلاثة أيام – مع العلم أن المسجد حرم لا يجوز القتال فيه- وهدموا الكعبة، وأوقدوا لنيران بين احجاراها وأستارها ،مما لم يحدث مثله في الاسلام4
وهذا شاهد واحد من مئات الشواهد التي تؤكد على عدم صلاحية الناس لا نتحاب الخليفة لعدم معرفتهم بحقيقة وباطنه
ثانيا: عدم معرفة الناس بعاقبة الإفراد وما يؤول إليه أمرهم خير وشر ، فكم من إفراد الذين كانوا مؤمنين صالحين في بداية حياتهم ، ثم انقلبوا وتغيروا وسلكوا طريق الضلال والانحراف 5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – تاريخ الخلفاء للسيوطي :ص48، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : ج1 ص109
2 – فصار المالك عبد الملك مصداقا كاملا لقوله تعالى : { وإذ قيل له اتق الله أخذته العز بالإثم فحسبه جهنم ولبأس المهاد}
3 – المنجنيق آله حربية يرمى بها القذائف
4 – راجع تاريخ الكامل لا بن الأثير ووفيات الأعيان لابن خلكان وغيرهما من التواريخ
5 – الفرق بين هذا الدليل والدليل الأول وهوان الأول يشير إلى جهل الناس بحائق الإفراد وبواطنهم حتى لو تظاهروا بالإيمان، وهذا الثاني يشير إلى جهل الناس بعاقبة الإفراد حتى لو كانوا مؤمنين حقا فعلا
يتبع
منقول من كتاب "الإمام علي " خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"
للكاتب محمد إبراهيم الموحد القز ويني
|
|
|
|
|