ليس مطلق السجود عبادة فالكل يعلم أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) عبد من عبيد الله ولا يجوز السجود لها عبادة لها، فلابد أن يكون السجود لها ليس للعبادة بل تعظيماً لها لو سلمنا بأن السجود لها، وما ذكره المؤلف لابد أن يريد هذا المعنى من السجود كما هو حال سجود يعقوب وبنيه ليوسف (عليها السلام) فإن هذا السجود لو حصل لا يمكن أن نتصوره عبادة ليوسف (عليها السلام) بل خضوعاً وتواضعاً له وتعظيماً.
أو يمكن أن نتصوره كسجود الملائكة لآدم (عليها السلام) فإن السجود الظاهري وإن كان لآدم (عليها السلام) والأمر صدر بذلك، لكنه من جهة أخرى طاعة لله، وامتثالاً لأمره،فالخبر الذي ورد فيه السجود بعد الفراغ من صحته وقبول كون السجود لفاطمة (عليها السلام) هو امتثال لأمره تعالى إذ دعانا لمثل هكذا عمل فهو كسجود الملائكة لآدم.
هذا كله في الكبرى.
وأما في الصغرى وأن ما في الرواية كان سجوداً لفاطمة (عليها السلام) كما فهمه المؤلف، فنحن لا نسلم به! بل صريح الرواية أن السجود كان لله وأن ذكر فاطمة (عليها السلام) في السجود كان للتوسل بها إلى الله والتوسل عندنا وعند معظم المسلمين بالأولياء والذوات الصالحة جائز، بل أن ذكرهم في أدعية الصلاة للتوسل بهم جائز أيضاً.