سأتحدث في هذا الموضوع باستخدام النسبة و التناسب ( يعني اللي ما بيحب الرياضيات ما يكمل ..... بمزح ) ......
**** الجميع يعلم ما يحظى به المسجد الأقصى من اهتمام الغالبية العظمى من المسلمين و متابعتهم لاخباره بحرص شديد ..... و اكثارهم من ذكره بشوق و أسى و حزن و حبّ غامر ..... فالعواطف جيّاشة و القلب يدمي و العين تبكي و تبذل الأرواح فداؤه ...........
>>> فهل تحظى الكعبة المشرّفة أو المسجد النبوي الشريف بهذا الاهتمام أو بمثل هذه العواطف ؟؟؟؟؟!!!!! هل نتذكر الكعبة المشرّفة و نبكيها بحرقة ؟؟؟؟؟؟ هل تُذكر الكعبة المشرفة بالأخبار كذكر المسجد الأقصى و اخباره ؟؟؟؟؟؟ هل نظمت القصائد في الكعبة المشرّفة كما نُظِمت في المسجد الأقصى ؟؟؟؟؟
>>> مع كلّ هذا هل يوجد مسلم عاقل يقول بأنّ المسجد الأقصى أهمّ و أرفع شأنا من الكعبة المشرّفة ؟؟؟؟؟؟!!!!!! طبعا لا ...... و من يقول هذا فهو ليس من الاسلام بشيء ..... و انما زاد الاهتمام بالأقصى و جاشت له العواطف لما تعرّض له من ظلم >>>>> فهو يجمع بين القدسية و الظلم ....... و الطبيعة البشرية السويّة لا ترضى بالظلم فما بالك لو كان المظلوم له تلك القدسية ؟؟؟!!!
فهل يعتبر اظهار المسلمين اهتمامهم بالأقصى أكثر من اهتمامهم بالكعبة المشرّفة غلوّا ؟؟؟؟؟!!!!!
************************************
**** جميعنا نحبّ اطهر و أشرف خلق الله رسولنا محمد ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) .... و نتسابق بذكره و الصلاة عليه و آله .... و تهيج عواطفنا شوقا للقائه عند ذكره ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) .... هذا الوضوع الطبيعي ..... لكن عندما تعرّض بأبي هو و أمي للإساءة ...... أصبح ذكره على لساننا لا ينقطع ...... و اختلطت مشاعر الحبّ بالغضب ..... اختلطت الرأفة بالشراسة ..... و اتّقدت النيران في قلوبنا ..... فكلنا نعادي من أساء له .... لا يشفي غليلنا الاعتذار .... و لا تكفينا المقاطعة....... فغضبنا له ليس كمثله غضب >>> اليس هذا أقل القليل مما شعرنا به ؟؟؟؟؟!!!!!
>>>فهل كان حبّنا قديما منقوصا لسيدنا محمد ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) .... أم اننا غالينا في اظهار مشاعرنا عندما تعرّض لإساءة ؟؟؟؟؟!!!! اليست هذه هي المشاعر الطبيعية السوية الصادقة عند تعرّض من تحبهم و تجلّهم للأذى ؟؟؟!!!
>>> هناك الكثير من الأشخاص و الأمور التي نجلّها و لها ما لها من الحبّ في قلوبنا لكن ان تعرّض احدها للأذى أو الظلم فإنك تجد انّ الحب الذي في قلبك يتحول الى غضب على من آذاه ...... فبقدر حبك يكون غضبك .....
>>> فلماذا يُلام اتباع مذهب آل البيت بحزنهم و كثرة ذكرهم لمولاهم و حبيبهم علي عليه السلام و هم يرون انّه قد ظُلِم و تأذّّى و قُهِر ..... فهل تكفيك دموعنا يا أبا الحسن ..... و هل يكفيك تسارع نبضات قلوبنا عند مرور اسمك ..... و هل تمّ ذكرك كما يجب أن تُذكر ؟؟؟؟؟ عليك السلام يا حبيب الله و يا حبيب رسول الله و يا حبيب قلوبنا ابدا ما حيينا ..... عليك السلام
************************************
>>> كثيرا ما يتم اتهام الشيعة بالغلوّ المبالغ به في اظهار حزنهم على الحسين عليه السلام ..... و يتمّ دسّ بعض الأفكار السّامة ...... كقولهم انهم يفضلونه على الحسن ( معزّ المسلمين )عليه السلام ..... و التبرير جاهز لأنه تزوّج بفارسيّة !!!! ( حسبي الله في المُضلّين ...... كنت ممن صدّق هذا القول ) .... لكن بعد النظر بانصاف الى هذه المسألة وجدتُ أنه لو كان الأمر مزاجيا و هوائيا لفضّلوا الامام جعفر الصادق عليه السلام فهم ينسبون انفسهم له و يتسمّون باسمه ( جعفريون و اصحاب المذهب الجعفري ) ..... فلو كانت المسألة مسألة هوى لفضّلوا جعفر الصادق عليه السلام على باقي الأئمة >>> لكنهم يظهرون الحزن في وفاة جميع الأئمة دون استثناء ..... فكلّ منهم له قصّة موجعة في حياته و مماته ..... لكن أيّ قصة هي كقصة الحسين عليه السلام ؟؟؟؟ أيّ ميتة هي كميتة الحسين عليه السلام ؟؟؟؟ و أيّ يوم هو كيوم الحسين عليه السلام ...... فمع ازدياد الفاجعة و الظلم و الأذى يزداد الغضب و الحزن و الأسى و هذه هي المشاعر السويّة ..... و ان لم تتحرك مشاعرنا لآل بيت النبوة عليهم السلام فلمن ستتحرك و متى ستتحرك .... و هل خلقك الله من مادة دون روح و هل خلق الله لك العقل دون القلب ؟؟؟!!!
لا ليست مبالغة في ذكرهم .... و لولا اني اعلم ما يتعرّض له اتباع مذهب آل البيت من أذى لاتهمتهم بالتقصير في ذكر أئمتهم و حبهم و الدعوة لمذهبهم و تعريف المسلمين بهم و بنورهم الذي ما هو الا من نور جدّهم الأعظم عليه و عليهم اشرف الصلاة و السلام ....
فصلِّ اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين الغرّ الميامين و عجّل فرجهم الشريف و العن اعداءهم في الأولين و الآخرين
التعديل الأخير تم بواسطة ** مسلمة سنية ** ; 11-04-2009 الساعة 01:58 PM.