|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 33000
|
الإنتساب : Mar 2009
|
المشاركات : 111
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
تامل قراني
بتاريخ : 07-04-2009 الساعة : 10:32 PM
تأمل قرآني { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا }
قال الله تعالى في سورة النساء :
وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىوَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًامَعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَوَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَأَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْنَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)
{ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةًضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًاسَدِيدًا }
تشير هذه الآية الشريفة إلى جانب هام, وهو أن أعمال الإنسان تترك أثاراعلى ذريته و أبناءه بعد موته. هذه الأثار قد تكون ذات جانب إيجابي أو جانبسلبي.
إن ظلم الإنسان لأبناء الآخرين يؤدي إلى ظلم أبناءه من قبل أناس آخرين, كما عبر القرآن الكريم.
لذا فإن التزام الإنسان بالتقوى, ومراقبة الله سبحانه وتعالى في تعامله معااليتامى وحرصه على أداء حقهم إليهم, يخلق حصانة لأبنائه من ظلم الآخرينوتعديهم عليهم.
قال العلامة في الميزان :
" و لم يؤمر الناس في الآية بالترحم و الترؤف و نحو ذلك بل بالخشية واتقاء الله و ليس إلا أنه تهديد بحلول ما أحلوا بأيتام الناس من إبطالحقوقهم و أكل مالهم ظلما بأيتام أنفسهم بعدهم، و ارتداد المصائب التيأوردوها عليهم إلى ذريتهم بعدهم."
ولدينا شاهد آخر في قصة الخضر مع نبي الله موسى عليه السلام في سورة الكهف :
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَاأَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًايُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَعَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَسَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِفَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّسَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُمُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةًوَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِوَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَرَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَارَحْمَةً مِنْ رَبِّكَوَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)
فقد كان صلاح الأبوين سبب قوي لسعادة ابنيهما, وهو يشير ألى تأثير الأعمال الصالحة للأبوينفي حياة الأبناء.
وقد ورد في البحار جملة من الروايات تؤكد هذا المعنى :
فعن زرارة وحمران، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: " يحفظ الاطفال بصلاح آبائهم كما حفظ الله الغلامين بصلاح أبويهما "
و عن محمد بن عمرو الكوفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : " إن الله يحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة، وإن الغلامين كان بينهما وبينأبيهما سبعمائة سنة "
و عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
" إن الله ليفلح بفلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرتهودويرات حوله فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله، ثم ذكر الغلامين،فقال: " وكان أبوهما صالحا " ألم تر أن الله شكر صلاح أبويهما لهما "
|
|
|
|
|