الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين خير البشر أبي القاسم محمد ( صلى الله عليه و اله ) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا .
اللهم صل على الحسن و الحسين عبديك و ولييك و ابني رسولك و سبطي الرحمة و سيدي شباب أهل الجنة أفضل ما صليت على احد من أولاد النبيين و المرسلين .
عن عمران ابن حصين انه قال : قال النبي ( صلى الله عليه و اله ) : " يا عمران ابن حصين إن لكل شئ موقعا في القلب و ما وقع موقع هذين الغلامين من قلبي شئ قط , فقلت : كل هذا يا رسول الله , قال (ص) : يا عمران و ما خفي عليك أكثر إن الله أمرني بحبهما . "
من هذا الحديث الشريف نستشف أن الارتباط بين النبي ( صلى الله عليه و اله ) و الإمامين الحسنين ( عليهما السلام ) هو ارتباط عقائدي فالنبي (ص) يعد السبطين (ع) لأمر رسالي يعدهما للإمامة و لخلافة الله تعالى و لقيادة الأمة بأمر من الله تعالى . أن الله تعالى طهرهما و أمر الأمة بحبهما و بإتباعهما بعد أن جعل فيهما مؤهلات الإتباع , فنحن مأمورون بحبهم و مودتهم على نحو الدوام لا على نحو الانقطاع , و معنى هذا انه لا يصح و لا يجوز منهم المعصية لأنه لو جازت منهما المعصية لوجب الإنكار عليهما . و كيف ذلك و قد أمرنا الله بمودتهما و المودة أعظم من المحبة لأنها محبة دائمة لقوله تعالى { قل لا اسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } . لا ريب أن ثمرة المودة و المحبة هي الإتباع لقوله تعالى { أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم } , و قال { إن كنتم تحبون الله فاتبعوني } .