العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.39 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-04-2009 الساعة : 01:41 AM



لم يعد "حسين" إلى المنزل بعد خروجه يوم السبت ،بل اتجه إلى الساحة الترابية المطلة على شارع الحب و التي يقابلها سلسلة المطاعم ، كانت سيارة "عصام" السيليكا في سباتها تحت الغطاء القطني الناعم ، فأيقظهاالأصدقاء الثلاثة "عصام" و "ممدوح" و "حسين" برفع الغطاء الدافئ ، أدار "عصام" المحرك و أشعل سيجارته في انتظار دفئ السيارة ، و لم تنتهِ السيجارة حتى انتظمت السيليكا في شارع الحب متجهة نحو الجنوب ، انعطفت شرقا لتخترق الجموع المتجمهرة أمام مدرستي الشاطئ الابتدائية و المتوسطة النموذجية ،ثم تنقلوا بين القرى و في كل منعطف كانت العجلات تصدر صوتا يكاد يصم الآذان...

عند الساعة الرابعة عصرا ، كانت السيارة تدور حول نفسها في طريق من طرق الناصرة ، و قد تجمهر بعض الصبيان حولها هاتفين و مشجعين ، كانت النشوة تحث "عصام" على المواصلة لكن رجلا في الأربعين قد ترجل من سيارته و أتى بحجرة و ألقاها قرب السيارة فهرب "عصام" ، كان التحدي بين "عصام" و "ممدوح" أن يقطع "عصام" بسيارته طريق أحد الممتد من تاروت شرقا إلى القديح غربا دون توقف و بأقصى سرعة ، فاتجه "عصام" بسيارته إلى الدخل المحدود و عندما وصل إلى حيث يضيق الطريق عند مغسلة السيارات نهاية الدخل المحدود حتى طلب "ممدوح" من "عصام" أن يستدير و يبدأ من الإشارة الضوئية ، فابتدأ السباق بصوت عجلات و تخلله أصوات الأبواق عند كل إشارة حمراء يقطعها "عصام" و كاد "عصام أن ينجح لولا تجاهله الإشارة الحمراء مع تقاطع القدس و قد صادف مرور سيارة مرور في تلك اللحظة ، هتف "حسين":

- المرور..

و ابتدأت مطاردة بين سيارة المرور و "عصام" ، هتف "ممدوح":

- ادخل الناصرة...

لم يلبث "عصام" أن انعطف يمينا لتلحق به سيارة المرور و رجل الأمن يكرر نداءه بالتوقف ، انعطف يمينا و شمالا في أزقة الناصرة لكن محاولاته لم تكلل بالنجاح في تظليل رجل المرور ، وصل إلى طريق الري الذي يربط الناصرة بالقديح و العوامية ، و تبعته سيارة المرور ، اخترق الطريق الذي يربط صفوى بالقطيف أو ما يسمى بطريق العوامية و المرور يتبعه على بعد مائات من المترات ، وصل إلى المنعطف الذي يقود للمزارع ، هتف "حسين":

- انعطف إلى اليمين...

فأجاب "ممدوح" بل ادخل القديح... إنهم يخشون القرى...

و تعدى "عصام" ذلك المنعطف ،ليتفاجأ بسوق السبت قد سدّ الطريق و جعل الهروب مستحيلا ،و لم يعد خيارا سوى الاستسلام ، ترجل الشرطي من سيارة المرور ليطلب رخصة القيادة الخاصة بعصام و رخصة سير المركبة ، فناوله الإثباتات و هو يضحك كالواثق من نفسه ، كاد الشرطي أن يفقد أعصابه ، رفع يده و هو يصرخ:

- يبدو أنّك بحاجة إلى صفعة تصلح ضحكتك..
- التزم حدوك لو سمحت... أنت مجرد شرطي مرور...
أرخى الشرطي يده و هو يهتف بحدة:
- اركب سيارة المرور... تربيتك في الحجز..
- تربيتي أفضل منك... الحمد لله...
- لا تكثر من الكلام... اركب السيارة و فمك مغلق...

وسحبه من السيارة ، فصرخ "عصام":

- و السيارة؟ و أصدقائي؟
- ستحجز السيارة... أما أصحابك فليبحثوا عمن يقلهم... أو... اركبوا معه السيارة...
- أصحابي لا يركبون السيارة... أنا صاحب المشكلة... هم لا ذنب لهم...
- اصمت أنت... هيا... اذهبوا لسيارة المرور...

خرجوا من السيارة ، دخلها الشرطي الثاني ليستكشف ما بها ، بينما كان الشرطي الذي يحدثهم ممسكا بعصام ، اتجهوا صوب سيارة المرور ، ثم أطلقا رجليهما للريح و دخلا بين الباعة و المتبضعين حيث افترقا في الزحام ...

كان المغرب قد حلّ عندما دخل "حسين" المنزل ، فاستقبلته "أم حسن" بالشتائم و الصراخ:

- أين كنت حتى هذا الوقت يا حمار... لم نر طلعتك البهية منذ خروجك إلى المدرسة...
- كنت مع أصحابي ... أنتِ لا تعرفينهم.. أم حرام أن أقضي وقتي مع أصدقائي...
- لم يأتنا البلاء إلا من أصحابك الذين لا نعرفهم... انظر لمستواك الدراسي كيف اختلف...
- مالكِ و أصحابي... أصحابي لا يختبرون عني... هذا مستواي و أنا حرّ فيه... لا أعلم ماذا سأجني من المستوى..
- هيا... خذ لك عصا و اهوي بها علي... اضربني... أخوتك عندما أتحدث يصمتون.. أخوك "حسن" في الجامعة و لم أره يوما رفع صوته علي ، بل يضع عينيه في الأرض و أنا أتحدث ، أما أنت... أصبحت فرعون زمانك... هيا... اذهب و استحم قبل أن أريك حجمك الحقيقي...

أطرق "حسين" برأسه إلى الأرض ، عاد صغيرا جدا ، يخشى أن تناله صفعات أمه التي اعتادها ، تركها تكمل صراخها و تهديداتها و عتبها على الدهر ، ثم استغل صرفها له و أمره بالاستحمام ، فدخل غرفته بحذر و أخد ملابسه و منشفته ثم دخل الحمام


توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:37 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية