العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية السید الامینی
السید الامینی
عضو فضي
رقم العضوية : 31113
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 1,792
بمعدل : 0.31 يوميا

السید الامینی غير متصل

 عرض البوم صور السید الامینی

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي القول الجلی فی علم المعصوم علیه السلام بالغیب
قديم بتاريخ : 01-04-2009 الساعة : 07:25 PM


السلام علیکم

إن لعلم الغيب عدة إطلاقات.

فتارة يراد به العلم المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من الخلق، وهو ما استأثر الله تعالى بعلمه دون خلقه، وهذا الاطلاق خارج عن محل البحث، لأن المعصوم عار عن هذا العلم بالقطع واليقين.

ويطلق علم الغيب تارة أخرى ويراد به أحد أمور خمسة ورد ذكرها في قوله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ مَا فِي الأَرحَامِ وَمَا تَدرِي نَفسٌ مَاذَا تَكسِبُ غَداً وَمَا تَدرِي نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) (لقمان:34)،

فهذه الأمور داخلة في علم الغيب بدليل ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه بعدما أخبر ببعض الحروب والوقائع التي تقع بعده (عليه السلام) قال له بعض أصحابه: ((لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب! فضحك(ع) وقال للرجل وكان كلبياً: (يا أخا كلب: ليس هو بعلم غيب وإنما علم الغيب علم الساعة وما عدّه الله بقوله: (( إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ )) الآية.

فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد ومن يكون في النار حطباً أو في الجنان للنبيين مرافقاً، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، وما سوى ذلك علم علمه الله رسوله (صلى الله عليه وآله) فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه جوانحي)).

وأما علم الغيب بالمعنى الواسع الذي نفهمه نحن وسائر الناس ونريد به ما خفي عن الحواس أو ما لم تصل إليه عقول عامة الناس أو ما لا يحتمله الخاصة منهم فضلاً عن العامة، فإن هذا العلم بدرجاته المشار إليها مقدور للمعصومين (سلام الله عليهم) بل هو مقدور لبعض الأفذاذ من الرجال من خواص الأئمة وأمناءهم كسلمان وكميل وجابر الجعفي وأضرابهم كما تقدم،

ولا جرم أن من جملة علم الغيب بهذا المعنى الأحاديث الصعبة المستصعبة التي ورد ذكرها في بعض الأخبار كقولهم (عليهم السلام) (إن حديثنا صعب مستعصب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن)، وفي روايات أخرى: (لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن قيل: فمن يحتمله؟ قال: من شئنا) وفي أخرى: (نحن نحتمله)،

فهذه أيضاً ثلاث درجات من تلك الأحاديث التي يصح إدراجها تحت علم الغيب بالمعنى الأخير: أعلاها الدرجة الأخيرة وهي الأحاديث التي لا يحتملها غيرها سلام الله عليهم تليها من شاءوا إحتماله لها من تلك الأصناف الثلاثة، والدرجة الدنيا هم خصوص تلك الأصناف.
ومن هذا البيان يتضح ما ورد عن بعض قدماء علمائنا الإمامية من أن علم الغيب لا يدعيه في الأئمة إلا مشرك، مع أنه استدل بإخبار عليّ عليه السلام بالغيب في النهروان، فمراده أن علم الغيب بالمعنيين الأول والثاني لا تصح نسبتهما إلى الأئمة (عليهم السلام) أما المعنى الأخير فلا مانع من نسبته إليهم كما أوضحنا.

فالمحصل إذن من النظر في الأخبار وأقوال العلماء والتجارب الحاصلة المعلومة بالتواتر أن المنفي هو العلم الذاتي بكل شيء غائب، فليس هذا لأحد إلا الله تعالى، إذ هو خالق كل شيء ويعلم من ذاته ما يخلق وأما الممكنات فمهما بلغوا في الشرف والعلو والفضيلة فعلمهم ليس ذاتياً لهم بل مأخوذ من الله تعالى، فلا بد أن يكون حاصلاً لهم بمقدار ما يرى الله المصلحة في تعليمهم كما قال تعالى: (( عَالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلَى غَيبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارتَضَى مِن رَسُولٍ )) (الجـن:26 -27) .

ومن هنا نفهم أن نفي علم الغيب عن الإنسان أو عن الأئمة أو الأنبياء المراد به نفي العلم ذاتاً بغير تعليم من الله تعالى ـ أو كما عبرت عنه: العلم باستقلال ـ أما العلم الثابت لهم من علم الغيب فهو العلم الحاصل بالتعليم والإلهام، بل هو ثابت لجميع أفراد الإنسان ولكن يختلف بحسب اختلاف النفوس كمالاً ونقصاً، وقلة وكثرة، ووضوحاً وإبهاماً، وإجمالاً وتفصيلاً، وصريحاً وتمثيلاً، ويقظة ونوماً، وغير ذلك،


ثم إن علم الأئمة (عليهم السلام) بالغيب هو جانب واحد من جملة علمهم بكل شيء، وليس هذا العلم هو أجلّ وأفضل ما عندهم،

فقد روى إبن شهر آشوب في مناقبه حديثاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) جاء فيه: ( والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين، فقال له رجل من أصحابه: جعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء، ويحكم وسعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتع قلوبكم فنحن حجة الله تعالى في خلقه، ولن يسع ذلك إلا صدر كل مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة بإذن الله، والله لو أردت أن أحصي لكم كل حصاة عليها لأخبرتكم، وما من يوم ولا ليلة إلا والحصى يلد إيلاداً كما يلد هذا الخلق، ووالله لتباغضون بعدي حتى يأكل بعضكم بعضاً).


ولعل من أجلّ علومهم(عليهم السلام) ما ورد عن أبي بصير في حديث طويل يعدد فيه الإمام الصادق(عليه السلام) أصناف ما لديهم من العلوم فيتعجب منه أبو بصير، فينبأه الإمام في كل مرة، أنه علم وليس بذاك، حتى يسأله أبو بصير عن العلم قائلاً: (( جعلت فداك فأي شيء العلم؟ قال ما يحدث بالليل والنهار والأمر بعد والشيء بعد الأمر الشيء إلى يوم القيامة))،

أمّا عدم علمهم بمكان اختفاء جواريهم، والحديث الذي وردت فيه هذه العبارة يظهر منه أنه(عليه السلام) قالها في مجلس حضر فيه جماعة من الشيعة وربما من غير الشيعة أيضاً، فإن كان الأول فذكر العبارة يشير إلى أن في المجلس من لا يحتمل نسبة علم الغيب إلى الأئمة من ضعفة الشيعة ، وإن كان الثاني وكان في المجلس بعض المخالفين، فواضح انّ العبارة قبلت من باب التقية، فلما انفض المجلس بيّن الإمام لأصحابه جهات علومهم (عليهم السلام) لرفع الالتباس الحاصل من النطق بتلك العبارة والتي لا تناسب ثوابت معرفة بعض الأصحاب بمقامات آل محمد(عليهم افضل الصلاة والسلام)، ولا بأس بذكر هذه الرواية ليعلم موضع المفارقة وحلها: ((عن سدير قال: كنت وأبو بصير وميسر ويحيى البزاز وداود الرقي في مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) إذ خرج إلينا وهو مغضب، فلما أخذ مجلسه قال: يا عجباً لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب وما يعلم الغيب إلا الله ، لقد هممت بضرب خادمتي فلانة فذهبت عني فما عرفتها في أي بيوت الدار هي.

فلما أن قام من مجلسه وصار من منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر على أبي عبد الله(عليه السلام) فقلنا له: جعلنا فداك سمعنا تقول كذا وكذا في أمر خادمتك ونحن نعلم أنك تعلم علماً كثيراً ولا ننسبك إلى علم الغيب؟! قال: فقال: يا سدير ما تقرأ القرآن؟ قال: قلت قرأناه جعلت فداك، قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله: (( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ )) (النمل: من الآية40) ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت فأخبرني حتى أعلم، قال: قدر قطرة من المطر الجود في البحر الأخضر، ما يكون ذلك من علم الكتاب؟ قال: قلت جعلت فداك ما أقل هذا؟! قال: يا سدير ما أكثره إن لم ينسبه إلى العلم الذي أخبرك، يا سدير: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله: (( قُل كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَينِي وَبَينَكُم وَمَن عِندَهُ عِلمُ الكِتَابِ )) (الرعد:43), كله قال: وأوما بيده إلى صدره فقال: علم الكتاب كله عندنا ـ ثلاثاً ـ)).

ولا يعد قوله تعالى على لسان الرسول (صلى الله عليه وآله): (( وَلَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لَاستَكثَرتُ مِنَ الخَيرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ )) (الأعراف:188) دليلاً على نفي علمهم (عليهم السلام) بالغيب مطلقاً بل العلم بالمعنيين الأول والثاني اللذين تقدم ذكرهما أو العلم بالغيب استقلالاً من دون الله ، وهذا لا يختص بعلم الغيب بل بكل علم، فالعبد من جهة كونه ممكناً ليس له أن يعلم شيئاً من ذاته ، لأن ذاته من حيث هي محض العدم والفقدان.


توقيع : السید الامینی
ا
لتوقيع :


قال الإمام الباقر - عليه السلام - : "بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا
من مواضيع : السید الامینی 0 لماذا الوهابية يخافون من حديث الثقلين؟ أين أصحاب العقل والعلم والتقوى والأنصاف
0 سلسة في الحب
0 مصر يحتاج الى مثل هذا الحاكم(عهد الامام علي (ع)لواليه على مصر مالك الاشتر
0 امام زماننا المهدي الموعود عليه السلام -- و من هو امام زمانكم ايها الوهابية؟
0 فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:00 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية