على الرغم من ان الشيعة في السعودية يشكلون 15 بالمائة من مجمل السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة الا ان بعض التقارير يفيد ان الشيعة يشكلون معظم سكان المدن الغنية بالنفط في السعودية بما فيها القطيف والدمام والاحساء (حيث اكبر حقول النفط ومصافي النفط السعودية).
وقد شهد الشهر الماضي اشتباكات بين الشيعة وقوات الشرطة في المدينة المنورة اسفرت عن اعتقال العشرات.
وقد انحسرت هذه الاضطرابات بعدما امر الملك عبد الله بن عبد العزيز بالافراج عن المعتقلين الا ان الظروف مازالت متوترة.
وعندما اعتبر بعض المسؤولين العرب ، بان ايران التي تضم اكبر عدد من الشيعة في العالم ، تشكل تهديدا لامن المنطقة ، اخذت وسائل الاعلام العربية تروج لنظرية ان ايران تدعم الشيعة في السعودية.
لكن الشيعة السعوديين يرفضون هذا الرأي ويرون انهم تعرضوا للتمييز.
ان التهمة المتمثلة بممارسة التمييز ضد الشيعة السعوديين طرحت من جانب العديد من الدول الغربية بقيادة اميركا والتي عبرت مرارا عن قلقها من انعدام الحريات الدينية في العربية السعودية.
وكان الملك عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة العربية السعودية قد وعد عام 1913 بتوفير الامن والحرية للشيعة لممارسة عباداتهم مقابل الاعتراف بحكومته من قبل قادة الشيعة في السعودية.
الا ان توفيق السيف الناشط السياسي السعودي ابلغ قناة "بي بي سي" انه يعتقد ان ايا من هذه الوعود لم تطبق على ارض الواقع.
وقال "ان ثمة مشاكل كثيرة يمكن ان تؤدي الى اندلاع اضطرابات. ان العديد من القادة السنة والشيعة يحاولون وضع حد لهذه الاضطرابات".
وهناك اعتقاد بان الملك عبد الله الرائد في مجال المزيد من اشراك الشيعة في المجتمع. الا ان توفيق السيف يرى ان تحقيق الاستقرار على الامد الطويل ممكن فقط من خلال تطبيق الاصلاحات السياسية والاجتماعية من قبل الحكومة.
ويضيف ان الشيعة السعوديين يطالبون بالتمتع بامكانية الحضور المتكافئ في الحكومة والجيش وكذلك التمتع بحرية اقامة مراسمهم الدينية.
فهؤلاء يريدون ان تكون لهم مساجد وان يسمح لهم بطباعة كتبهم الدينية.
وكانت النزاعات الطائفية في السعودية قد اسفرت عام 1980 عن طرد العديد من الشيعة والذين اقاموا بشكل رئيسي في سورية وبريطانيا واميركا.
ورغم ان المجموعات المعتدلة من الشيعة السعوديين بمن فيهم المثقفون اليساريون يشكل اقلية في الوسط الشيعي في هذا البلد وهم اقل تنظيما قياسا بالاسلاميين الا ان النشطاء الدينيين اصبحوا يواكبون هؤلاء والصوفيين من اجل نيل حقوقهم في السعودية.
وجاء في التقرير الصادر عن المجموعة الدولية للازمة ان الملك عبد الله الذي يقال انه الرائد في المزيد من اشراك واسهام الشيعة في المجتمع هو الان في موقع يمكنه من ايجاد تغييرات اكثر في هذا الخصوص.
الا ان قادة حركة "الخلاص" الحديثة التاسيس يقولون ان الحكومة كان امامها خلال الاعوام ال15 الماضية العديد من الفرص لاصلاح سياساتها تجاه الشيعة الا انها لم تستثمر ايا منها.