إلى من سفكوا الدماء وقطعوا النسل ..إلى من هتكوا الحرمات وخانوا الأمانة ... الى من سطروا سود الصحائف في تاريخ العراق ...إلى من أسسوا دولتهم على الظلم والجور ... الى من جعلوا لحوم البشر طعام للسمك بعد ثرمهم ورميهم بنهر دجله ...إلى من روعت قصص أجرامهم كل العالم ... إلى من تعلمت اليهود منهم فنون التعذيب والقهر ... إلى من قتلوا العلماء ورجال الدين وملايين الأبرياء ولم يستثنوا حتى النساء والرضع... إلى من علموا العالم كيف تكون الإبادة الجماعية فكانت حلبجه شاهداً عليهم وستبقى مدى الزمان ... إلى من لم يؤمن منهم جار أو صديق ولا حتى قريب ...إلى من دفنوا البشر جماعات جماعات وهم أحياء ...
إلى من كانت الشعائر الحسينية والمراسيم الدينية والعتبات المقدسة عدوهم ... أليكم يا أيها الكلاب السائبة في شوارع الدول ... أليكم أيها الخنازير التي مازالت عطشه على دماء العراقيين... أليكم يا من تتبرءا الإنسانية منكم ... أليكم يا أولاد الزنا ومجهولين الأباء ... أليكم يا من لم يسلم من ناركم عدو ولا صديق... أليكم نقول أن العراق اليوم عصياً عليكم وعلى أمثالكم.. أليكم نقول أن أحلامكم سوف لن تتحقق ووقتكم قد أفل ... أليكم نقول ليس لكم في العراق اليوم غير القتل والقصاص... وإذا فكرتم في العودة إلى العراق فعليكم أن تعيدوا لنا من قتلتموهم أحياء .. أعيدوا لنا ملايين الشباب الذين لم نعلم بمصير الكثير منهم إلى يومنا هذا ... أعيدوا لنا شرف النساء اللاتي اغتصبتموهن في معتقلاتكم الإجرامية...
أعيدوا ألينا شهداء آل الصدر وآل الحكيم ( رضوان الله عليهم ) ... أعيدوا ألينا العلماء ورجال الدين الذين قتلتموهم بدمن بارد... أعيدوا ألينا شعب مدينة حلبجه وسكان المقابر الجماعية أحياء ... فإذا قدرتم على هذا آنذاك يمكن أن تعودوا... وإذا أستطاع من يريد أن يتصالح معكم أن يعطي المبرر لجرائمكم هذه فليعلنها على الملاء ولا يتفاوض في الخفاء ... ويروي التاريخ أن حرب البسوس كانت من أجل مقتل كليب وهو شخص واحد وعندما أرادوا أن يتصالحوا مع أخيه الزير سالم قال لهم لي مطلب واحد وهو (( أريد كليب حياً )) وعندها سنتصالح .. فكيف بنا والعراق مازال ينزف إلى اليوم من دماء الملايين من شعبه الذين قتلهم البعثيون أفلا يحق لنا أن نقول نريد قتلانا أحياء قبل أن نتصالح ...