8 ـ قال في ص42 عند كلامه عن مفاسد المتعة: (6 ـ إن المتعة ليس فيها إشهاد ولا إعلان ولا رضى ولي أمر المخطوبة، ولا يقع شيء من ميراث المتمتّفع للمتمتَّع بها، فكيف يمكن إباحتها واشاعتها). إن أي شخص شيعي يقرأ هذا الكلام يتّضح له وضوح الشمس في رائعة النهار أن هذا المؤلف ليس شيعياً، وكذلك يتّضح حتى لغير الشيعة ممّن لهم معرفة بالشيعة وفقههم، فضلا عن شخص يدّعي الفقاهة كالمؤلف المزعوم وذلك :
أ ـ قال : (المتعة ليس فيها إشهاد) :
ونحن نقول: إن الشيعة قاطبة قديماً وحديثاً لا تشترط الإشهاد في عقد النكاح، لا فرق في ذلك بين الدائم والمنقطع (المتعة)، أي حضور شاهدين عند العقد ليس شرطاً في صحّة العقد، بل يصحّ العقد من دون حضور شهود، وإنما يشترط الشهود في عقد النكاح المذاهب الأربعة الاخرى (مالك وأبو حنيفة وأحمد والشافعي)، فمن هذا يتّضح أن المؤلف ليس شيعياً فضلا عن أن يكون عالماً; إذ لم يميز بين الفقه الشيعي، وفقه المذاهب السنّية، فأخذه قلمه وفضحه.
ب ـ قال: (ولا اعلان) وهذا أيضاً كسابقه، إذ الشيعة لا تشترط الإعلان في النكاح دوماً أو متعة; وإنما يشترطه بقية المذاهب السنية الاخرى (ارجع إلى بداية المجتهد لابن رشد 2/15).
فكيف غاب عن المؤلف الذي يدّعي العلم أن الشيعة لا تشترط الإعلان في العقد، باجماعهم قديماً وحديثاً، والذي يشترطه غيرهم حتى جاء وعد ذلك من مفاسد المتعة؟!
فهذا يدلّ على أن المؤلف لا يعرف المصطلحات الشرعية في المذهب الشيعي، فضلا عن أن يكون عالماً شيعياً عمره 200 سنة ويزيد.
ج ـ قال في ص40 : (إن امير المؤمنين(عليه السلام) هو الذي روى تحريم المتعة في نقله عن النبي(صلى الله عليه وآله) ، فكيف يفتي هنا بأن نكاح متعة...).
المؤلف هنا لا يميز بين كلام الإمام المعصوم(عليه السلام) ، وبين فتوى الفقيه، فالشيعة قاطبة تؤمن بأن المعصوم هو المصدر للحكم الشرعي، ولا تطلق عليه أنه يفتي، وإنما كلامه كلام الله ورسوله(صلى الله عليه وآله) ، وليس مفتياً، والفقيه هو الذي يفتي لان الفتوى معرّضة للصواب والخطأ، فلذلك لا يقال: افتى علي(عليه السلام) بحلّية المتعة مثلا; لأن علي بن أبي طالب(عليه السلام) معصوم، وكلامه مطابق للواقع ولا يكون فيه خطأ، فلذلك لا يقال: افتى علي(عليه السلام)، وانما يقال: افتى السيد الخوئي ـ مثلا ـ بحلّية المتعة; لأنّ السيد الخوئي فقيه غير معصوم فكلامه يحتمل الإصابة وعدم الاصابة.
ولكن المؤلف باعتباره سنّياً فيرى علي بن أبي طالب(عليه السلام) ليس معصوماً، وإنما هو أحد الصحابة الذين يفتون، فلذلك ظهر هنا بلباسه الواقعي وقال: (فكيف يفتي هنا بأن هذا نكاح متعة)، وجهل بأن علياً معصوماً، ولا يطلق عليه أنه مفتىً وإنما هو مصدر من مصادر التشريع.
فهو جاهل باصطلاح (المفتي) واصطلاح (المشرّع) و(مصدر الشرع).