[لله... ثم للتاريخ] هكذا جاء هذا العنوان المزوق أخّاذاً، برّاقاً، موهماً.
كتاب أساسه الكذب ودعائمه البهتان وسقفه الزور.
لقد كانت العرب قبل الإسلام تحترم الكلمة وتعطي أرواحها كي تصون كلمتها، فما بال المؤلفّ ـ إن كان يدّعي انه عربي ـ لم يلتزم بأدنى قواعد الجاهلية فضلا عن قواعد الإسلام؟ فأين شرف الكلمة؟! أين أمر الله بوجوب الصدق؟!
كتابٌ حاول النيل من عقائد الشيعة ـ وليست هذه أول ولا آخر محاولة، ولكن هيهات فالجبال لا تزيلها الرياح ـ ، فلم يجد إلاّ طريقاً مفضوحاً ساذجاً لا ينطلي إلاّ على البسطاء من الناس، وتغافل اننا نعيش في عصر الكمبيوتر والأنترنيت وانه ممكن للقارىء وبضغطه زر واحد أن يحصل على ما شاء من المعلومات الدقيقة والعميقة.
وإليك أيها المسلم الغيور نكت حول الكتاب اختصرناها من كتاب كامل في الردّ على مثل هذه الترهات، فاضحك إن شئت تضحك، وابك أن شئت ، فنحن في زمن مضحك مبك ، يرتكب فيه بعض من يدّعي الإسلام أبشع الكبائر وأكبر الذنوب لضرب أخيه المسلم ، فلخدمة مَن؟ وكم هو الأجر؟!
1 ـ مؤلف الكتاب عمره 200 سنة أو أكثر !!
لقد قيل في المثل ( إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً )، لكن المؤلف نسي هذا المثل. وهذا طبيعي فـ (حبل الكذب قصير)، فقد ذكر في كتابه الآنف ص104 ما نصّه: «في زيارتنا للهند التقينا بالسيد دلدار علي النقوي فاهداني كتابه أساس الأصول ..».
ومعلوم جزماً أن دلدار علي النقوي ـ وهو مؤلف وعالم شيعي ـ توفي سنة 1820 ميلادي [ كما هو مذكور في كتاب [الأعلام للزركلي ج2: ص340 ]، ولنفرض أن هذا المؤلف كان عمره آنذاك حين التقى بدلدار علي النقوي 20 سنة ـ على أقل تقدير ـ إذن ستكون ولادة هذا المؤلف سنة 1800م . هذا بالنسبة لولادته. أما وفاته، فهو لم يتوف بعد لانه قال في مقدمة كتابه ص6 : (أما أنا فما زلت حياً داخل العراق وفي النجف بالذات) ، كما أنه يدّعي أنه كان حاضراً حينما توفي السيد الخوئي ، ومعلوم أنّ السيد الخوئي توفي سنة 1992م ، فاذا طرحنا 1992 من 1800 سيكون عمره إلى حين وفاة السيد الخوئي 192 سنة ، أما عمره إلى الآن فهو 203 سنوات!! فاضحك فقد راق الضحك.
2 ـ يقول : (إنه مجتهد وأنّه نال الاجتهاد من الشيخ كاشف الغطاء)!
ومعلوم أن كاشف الغطاء رحمه الله تعالى ـ وهو مرجع شيعي كبير ـ ولد سنة 1877م ، أي ان المؤلف حينما ولد كاشف الغطاء كان عمره 77 سنة ، كما ان الشيخ كاشف الغطاء بدأ بتدريس بحوث الخارج سنة 1898[راجع العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية : ص12 ] أي كان عمر المؤلف 98 سنة ، على أن الطالب يحضر هذه الدروس لا أقل مدة 5 سنوات كي يجتهد ، فيكون عمر المؤلف 103 سنوات حينما حصل على اجازة الاجتهاد، ويقول في ص5 : (أنّه حصل عليها بتفوّق)!!
فأي تفوّق هذا يا هذا؟! وما حال الطلاب غير المتفوقين؟ لابدّ ان أعمارهم تصل إلى 300 أو 400 سنة حتى ينالوا الاجتهاد!!
3 ـ المؤلف لا يعرف مصطلح السيد ومصطلح الشيخ ، ولا يميز بينهما! واليكها :
الأولى : قال في ص5 : (أنهيت الدراسة بتفوّق حتى حصلت على اجازتي العلمية في نيل درجة الاجتهاد من أوحد زمانه سماحة السيد محمد الحسين آل كاشف الغطاء)، وقال في ص9 : (وسألت السيد محمد آل حسين آل كاشف الغطاء ..).
الثانية: قال في ص13 : (والسيد محمد جواد مغنية..).
الثالثة: قال في ص21 : (قال السيد علي الغروي..).
الرابعة: قال في ص48 : (السيد لطف الله الصافي..).
الخامسة : قال في ص52 : (وكان آية الله العظمى السيد محمد كاظم شريعتمداري..).
الخامسة : (وكان صديقنا الحجّة السيد أحمد الوائلي ..).
السادسة : قال في ص102 : (بينما يقول السيد أبو جعفر الطوسي المتوفي 460هـ ).
السابعة: بل وصل به الحال إلى الجمع بين المتناقضين، فقال في ص102 : (قال الشيخ الثقة السيد حسين بن السيد حيدر الكركي العاملي المتوفى 1076هـ ).
وهناك موارد أخرى لم نذكرها اختصاراً.
ومن الواضح البيّن عند الشيعة، يعرفه صغيرهم وكبيرهم أن هناك فرقاً بين السيد والشيخ; فالسيد يطلق على مَن ينتسب إلى السلالة العلوية، والشيخ يطلق على كل من لم يكن من السلالة العلوية، فكيف غاب عن هذا الشخص والذي يدّعي الاجتهاد أن هؤلاء الذين ذكرهم في كلامه، وأطلق عليهم لفظ (السيد); أنهم من المشايخ وليسوا من السادة؟! مع أن هذا الأمر يعرفه أطفال الشيعة فضلا عن عوامهم، فما بالك بفقهائهم؟!!
وكيف غاب عنه أنّ محمد حسين آل كاشف الغطاء شيخاً وليس سيداً؟ مع أنه يقول : حضرت عنده وحصلت على درجة الاجتهاد منه، فكيف غاب عنه خلال هذه الفترة من الحضور عنده أنه شيخاً وليس سيداً بحيث أطلق عليه في ثلاث موارد (ص5 ـ 9 ـ 52) لفظ السيد؟!
فالمؤلف المذكور ألف مسريحة ولم يتّقن أداء الدور فيها; فلبس لباس التشيع وأخذ يكتب بعنوان كونه شيعياً; لكنّه لم يفلح بذلك فوقع في أغلاط فاضحة.