يا سالبني و ناسي الدين ..... و زي داين تعاملني ...
حبيبي فيك طبع ٍ شين ..... تـواعدني و تماطلني...
تغيب و ما اعرفك وين ..... تفر مني و تغافلني ...
و لا منّي بعدت يومين ..... تصر أنك تقابلني ...
و لا مرة اجتمعنا اثنين ..... تمل منّي و تعاجلني ...
كلامك ينقسم نصّين ..... تذم فيني و تغازلني ...
حبايب حنّا لو ندّين ..... اعــاتبك و تــراددني ...
تبيني و الا حاير بين ..... تهدني و الا تاخذني ؟...
تلاعبني على الحبلين ..... تقرّبني و تبـاعدني ...
تحمّلتك و طبعك لين ..... كرهتك ، لا تواخذني ...
ظهر أخوي فجأة ، طالع من دورة المياه ، و شافني و شاف رزمة الورق الأبيض تحت ذراعي ، و الورقة الممزقة بإيدي ...
- هلا شوق..
- هلا ، بغيت كم ورقة أطبع عليها بحثي ...
- تفضلي أكيد...
و دنا مني ، ومد إيده ، و أخذ ورقة قمر من يدّي ....
- أنا آسفة !
- ما فيه داعي ...
- تامر بشي أخوي؟ بـ أروح أكمل شغلتي ...
- ما ردت للجامعة؟
- لا ...
جلس سلطان عن كرسي المكتب الدوار ... و تنهد بضيقة صدر ... و رفع الورقة قدام عيونه ، فما قدرت أشوف تعابيره بعدها ...
انسحبت من الغرفة بهدوء ... و تركت سلطان ... يلملم أجزاء قلبه ، مثل ما لملم أجزاء الورقة الممزقة .....
........
يوم السبت اللي بعده ، رجعت قمر للجامعة ...
لا ، في الواقع ... ما رجعت قمر ...
اللي رجعت وحدة غير ... اكتشفنا انها ما هي قمر اللي نعرف مع مرور الأيام ...
فيها شي تغير ...
صارت أميل للجدية ، و العصبية ، و نفاذ الصبر ... و تشاحنت أكثر من مرة مع زميلاتنا ، و لأسباب ما كانت تعبرها في الماضي ...
و لاحظت ، أنه و لو بالصدفة جا طاري سلطان أو منال قدامها ، يضيق صدرها و تتأفف و تعابير وجهها تمتلي كره و بغض و تعلق أحيانا تعليق جارح ، أو تغير الموضوع بشكل غير لائق ...
هل ممكن للحب ، أنه يغير الانسان بذا الشكل ...؟؟
كان أول خبر تفاجأنا به يوم السبت ذاك ، هو أن موعد زواجها خلاص تحدد بعد كم أسبوع ...
أنا تحاشيت أتكلم معها عن أي شي من اللي صار مع أخوي سلطان ، و هي بدورها بعد ما أشارت للموضوع و لا بحرف واحد ...
أنا صارت عندي عقدة الذنب ... حسيت أنني تسببت بتحطيم حب قمر لسلطان ، بحسن نية ...
في نفس اليوم ، بعدين لما سألني أخوي عنها :
- ردت للجامعة ؟
- نعم ...
- و كيفها ؟
- خلاص يا سلطان ، نصف شوال الجاي ... حفلة زواجها .
طالعت بسلطان ، مثل اللي يطالع بمتهم ... و قلت :
- ارتحت الحين ؟
و عطيته ظهري و طلعت .
أنا ما عمري سألته عن اللي صار بينهم ذاك اليوم ، بس منها عرفت ... أنها كانت خاتمة القصة ... قصة الحب المأساوية ، اللي انكتب عليها أنها تنذبح و هي في المهد ...
و بكذا ، كانت نهاية حب قمر حنا لسلطان ...
.....................
خلصنا الدوام ، و جت الساعة 5 و نص ، و أنا و سلطان لسا موجودين بمكتبه نملم أوراقنا .
كان يوم أربعاء ، و كنت أبي ألحق أروح ارتاح و اقضي لي كم شغلة ، قبل ما اروح عرس بسـّـام .
أنا و بسـّـام معرفة قديمة و الرجال عزيز علي ، و لازم احضر زواجه .
- يالله سلطان يكفي ! نكمل بكرة .
- بكرة الخميس يا ياسر ، ما فيه دوام . أبي أخلص الشغلة و تكون جاهزة للسبت .
- أجل أنا بـ اطلع ، وراي عزومة الليلة و عندي كم شغلة أنجزها ...
يعني أنا مو قوي الملاحظة لذيك الدرجة ، بس كأنه وجه الرجـّـال انعفس ، و قط القلم من إيده ، و قال :
- يالله ، أنا بعد طالع خلاص ...
و في نفس اللحظة ، جا العامل و بايده علبة صغيرة ، و عطاها سلطان ...
-إش هذه ؟
- جاية بالبريد
بعد ما طلع العامل ، صار سلطان يقلب بذيك علبة ، مستغرب ... و شاف اسمه و بريده الخاص مسجل عليها ...
- افتحها شوف !
قلت و أنا كلي فضول ، لأن العلبة الصغيرة شكلها كان غريب ... !
فتح سلطان العلبة ، و أنا جنبه ، و اندهشنا لما شفنا اللي فيها ...
أنا كان اندهاشي اندهاش تعجب و تساؤل ، لكن هو ...
كانت دهشته دهشة ذهول ... و وجهه اعتفس كلـّـش ... و تعابيره صارت مخيفة و مهولة ... مفزعة ، إن صح تعبيري ...
داخل العلبة ، كان فيه سلسلة فضية مقطوعة ... و جنبها ... كان فيه ورقة صغيرة مكتوب عليها :
((( القمر يقول لك الوداع ... )))
.............................
" فاجعـــة "
مرت سنتين من زواج قمر و بسام ، و تقريبا سنة من زواج شوق و ياسر ، و أربع شهور من خطوبتي أنا و ( يوسف ) .
احنا في بداية العطلة الصيفية و زواجنا رح يكون بعد 25 يوم ...
علاقتنا أنا و قمر و شوق ، استمرت مثل ماهي ، أخوات و صديقات و زميلات دراسة ...
كانت المرة الأخيرة اللي تهاوشت فيها مع شوق هي قبل سنتين ، لما دبرت لقاء بين قمر و سلطانوه ، بعدها ،
و لما شفت النتائج الإيجابية ، و قرار قمر باتمام زواجها من بسام ، و طردها سلطانوه من حياتها نهائيا ،
بعدها ، حمدت ربي أن شوق قدرت تدبر بينهم هاللقاء ، و صرت مدينة لها بالشكر !
أكبر دليل على أن سلطانوه انتهى من حياة قمر ، هو تقبلها لمنال بشكل طبيعي ، و خصوصا في حفلة زفاف
شوق ، حتى أن اللي يشوفهم سوى يفكرهم من الأصحاب ...
... تقريـــــــــبا من الـ (( أصحاب )) ! !
بعد كذا ، التقت قمر بمنال مرة أو مرتين ، في بيت شوق ، و الأمور سارت بشكل طبيعي .
... تقريـــــــــبا (( طبيعي )) ! !
آخر الأيام أنا كنت مشغولة بالتحضير لزواجي ، و ما شفتهم أو كلمتهم من أكثر من أسبوعين ، إلا البارحة ،
اتصلت علي شوق و سمعتها تقول انها مخططة تروح رحلة للبحر مع زوجها ...
.....
نجحنا احنا الثلاث ، و كنا مبسوطين ... و قلت لياسر أبي أسافر سفرة حلوة ، بس ما شجعني ..، عنده شغل
كثير .... و بالمقابل ، وعدني انه طول الأجازة يوديني رحلات ...
كنا مقررين نروح رحلة بحرية بكرة ... و اليوم ما عندي شي و رحت بيت أهلي ..
كنت في البيت ، ملانة و ودي اغير جو ... اتصلت على سلمى لقيتها مشغولة
و اتصلت على قمر أبي أشوف إذا فاضية تطلع السوق معي ؟
-متى ؟
- الحين ! أمرك و نروح ؟
- خليها لبكرة شوق ، عندي شغلة العصرية ذي .
- بكرة باروح البحر مع ياسر ! يمكن ما نرد غير آخر الليل ...
- الله ! حلو ! زمان ما رحت البحر ...
- تجوا معنا ؟ و الله فكرة ! إش رايك قمر ؟
و على كذا تواعدنا نلتقي هناك ...
يوم ثاني ، و أنا أجهز بالأغراض ، قال لي ياسر :
- كثري من كل شي بعد زود ...
- تبالغ ياسر ! كلنا أربعة أشخاص ! هذا إذا جا بسام و قمر و شفناهم !
- سلطان و زوجته و ولده جايين معنا .
اندهشت ، طالعت فيه باساغراب متفاجأة :
-سلطان و منال جايين ؟ من قال ؟
- أنا جبت طاري الرحلة قدام سلطان و عجبته الفكرة و قلت له يجي معنا !
الحين ، صرت بحيرة ...
صحيح ... أن سنتين مروا ... عمر مر ... و ذكريات انست ... بس ... ما ارتحت للفكرة ..
- ياسر .... قمر رح تكون معنا ....
كأني أبي ألفت انتباهه لشي يمكن يكون غفل عنه ؟
- و إذا ؟ أهلا و سهلا ... إحنا أولاد اليوم ....
للحق ، ما ارتحت ، كان ودي أتصل على قمر أقول لها ، سلطان و منال جايين ، أو حتى أقول لها ، لغينا
الرحلة ... ما ادري ، بس حسيت أنهم لو التقوا ... رح يصير شي ... و شي ... الله يستر منه ... !
من قبل ، في مرة من المرات ، كنت اسأل أخوي إذا كان يحبها ، و هو جاوبني بأنه يعشقها ...
بعدها بكم شهر ، سألتني منال بشكل مفاجىء :
-( سلطان كان يحب وحدة قبل ما يتزوجني ؟ )
و اعترفت لي بانها سمعت كلام بيني و بينه ليلة من الليالي ، و ما كان اسم قمر انذكر ذيك الليلة ، و ظلت منال في داخلها تتساءل الى الآن :
-( من هي ؟ )
هذا السؤال شفته بعيونها بأكثر من مناسبة ، تقريبا ، في كل مرة أشوفها فيها ...
و لا أنا جاوبت ، و لا هي ردت سألت ...
.........................
وصلنا عند البحر ، احنا و أخوي سلطان قبل قمر و بسـّـام .
منال أصرت تجيب معها ( نواف ) الصغير ، و ما تركته عند امي بالبيت .
ياسر استأجر قارب آلي ( طرّاد ) ، و ناوي ياخذنا بقلب البحر فيه ...
لمحنا سيارة بسـّـام و هي تعبر ، و أشر ياسر عليهم ...
سلطان ، و حتى منال ، ما كانوا عارفين ان قمر و بسام جايين معنا
و حسيت بحرج الموقف ، و انقهرت في ياسر ، كيف يتصرف كذا ؟؟؟
بسام و ياسر تصافحوا بكل ترحيب و بساطة ، و رد سلطان تحية بسام من بعيد !
أما قمر ، فأول ما نزلت من السيارة وقفت بمكانها ...
جيت لعندها و سلمت عليها ، و شفت بعينها نظرة الاستنكار و اللوم و الاستياء ...
- بعدين أقل لك وش صار ، غصبا علي ...
ما حسيتها مرتاحة ، و لولا الحرج ... يمكن قالت لزوجها :
- ( خلاص رجعنا البيت ) !
ماجد و رائد ، أخوان بسام التوأم بعد كانوا موجودين ... و أول ما نزلوا من السيارة على طول هجموا على