|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.20 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 16-03-2009 الساعة : 04:44 PM
(فجعت قلبي)
سبعة عشر يوم مروا ، من ليلة العزومة ...
17 ليلة و أنا أدعي كل ليلة ، و أطلب من الله أنه يقــّـوم صديقتي قمر بالسلامة
17 مرة ، سألني أخوي سلطان عنها ...
كان كل يوم ، أما وهو يوديني أو يجيبني من الجامعة – بعد ما يوصل منال ، و أحيانا بعز الليل ، بعد ما يرجع من مشاويره اللي كثرت ، يسألني عن صحتها .
و اليوم ، الأحد ، خلصنا المحاضرات بدري ، و رجعت البيت الظهر ، مع وحدة من زميلاتي ، بالتالي ... ما
شفت سلطان من الصباح .
سلطان ما كان سالني عنها أول النهار ، عشان كذا ، توقعته يمر علي بالغرفة قبل ما يروح ينام ، نص الليل ...
كنت جالسة أراجع بعض النوتات ، و كل شوي أناظر الساعة ... و سلطان ... تأخر ...
يمكن يكون جا ، و راح نام ؟ بس ... غريبة ما سأل عنها اليوم ! أكيد خلاص تطمن ... و قمر ، الحمد لله ،
ردت طبيعية ، و رجعت للجامعة من الإثنين الفايت
فضولي ما قدرت أقاومه ، طلعت من الغرفة أبي أتأكد ، أخوي رجع و إلا لا ؟
رحت عند نافذة الصالة ، المطلة على الكراج ، و ما شفت سيارته موجودة ...
- ما أدري وش به تأخر !
التفت ناحية صوت منال ، جاي من مدخل الصالة ...
-منال ! لسـّـه صاحية ؟؟
- تأخر ، و كلما اتصلت على جواله لقيته مقفل ...
- أكيد جاي بالطريق ... خلينا نروح نلحق ننام لنا كم ساعة !
قلتها ، و أنا مو مقتنعة بها ، بالعكس قلقت أكثر لما شفت منال كذا قلقانة ...
- تصبحين على خير
و رجعت غرفتي ...
طفيت الأنوار و غمضت عيني ، و غفيت ...
انتبهت من النوم فجأة على صوت طرقات على الباب ، ركزت سمعي ، أبي أتأكد هذه حقيقة و الا حلم ... و تكررت
الطرقات مرة ثانية ...
( هذه منال ، أخوي ما رجع و جت تقول لي ... أكيد يا رب يكون بخير ... )
قمت عن فراشي و رحت و انا متخوفة للباب ، و فتحته بقلق ...
- ... سلطان ... !
حسيت براحة كبيرة ، هذا أخوي سلطان قدامي الحين ، الحمد لله ...
و ابتسمت ..
-هلا !
- آسف شوق ...
أكدت ابتسامتي ، و هزيت راسي مشجعة ( أبدا ، يا هلا بيك )
- أبي أتكلم معك دقيقتين ...
- تفضل أخوي ...
و ولعت الأنوار ، و دخل أخوي ، و صكيت الباب ...
حسيته متردد ، طبعا ، أنا عرفت أنه – بلا شك – يبي يسألني عن قمر ...
لكن تردده حيرني ، و شفت أني اختصر عليه و أقولها :
-الحمد لله اليوم قمر كانت بألف خير ، حتى نفكر نطلع السوق سوى نهاية الأسبوع !
ابتسم ابتسامة خافته ، باهتة ، ما هي ابتسامة واحد مرتاح البال ...
مع ذلك ، قلت انا بمرح :
- إيدك يا أخوي على ألفين ريال ! مكافآت هذا الشهر و اللي قبله أخروها علينا و أنا أفلست !
هالمرة تمدد فمه بابتسامه أوسع ، و قال :
-حاضرين ...
- خير سلطان ؟
واجهته بالسؤال مباشرة ، أبيه يتكلم دون تردد ... و أخيرا نطق ... و أذهلني ...
- أبي أسلم عليها ...
طالعته و أنا مو مركزة ، يمكن ما سمعت زين ؟ يبي يسلم عليها ؟
-كيف يعني ... ؟؟؟
- بس ... أقول لها : حمد الله على السلامة ، و ما تشوفين شر ...
- .... تبيني أوصل لها كلامك ؟
- لا .... ودي أقوله لها ... بنفسي ...
يعني بطريقة أخرى ، يبي أخوي سلطان ... يشوفها ...
سكت ، ما رديت و لا علّـقت حتى بنظرة ... لما حس بسكوني الرهيب ، قال :
- ما هو ممكن ؟
- قلقان عليها ؟ ما تصدقني ؟ و الله صارت عادية جدا ...
- ما هو ممكن ؟؟؟
شفت بعينه ، نظره أقرب للتوسل منها للتساؤل ... نظرة ما عمري شفتها بعينه من قبل .. ذبحتني ذيك النظرة...
أجهضت كل كلمة اعتراض كانت بتنولد ردا عليه
- كيف ؟ وين ؟
- أجيبكم بكرة من الجامعة ...
- ... بس ... بس قمر يجيبها خطيبها كل يوم ...
ما علـّـق ، و كأن ّ الجملة ما عجبته ، من التنهيده اللي طلعت منه ...
حسيت بعيونه تقول لي : ( يعني ما هو ممكن ؟ ) و كأنها متعلقة بآخر طيف أمل ... ما اقدر أشوف أخوي الغالي كذا ...
-طيب ، رح أدبرها
تهلل وجهه ، و ابتسم هذه المرة ابتسامة رضا مشرقة ... بعدها ، قال يختم الكلام :
- تصبحي على خير ...
و لف ، و صار ظهره لي و مشى لين وصل الباب ، و فتحه ...
- أنت َ تحبها ؟
سألته فجأة ، و هو فاتح الباب بيطلع ، و وتوقف بنص الطريق ...
مرت ثلاث أو خمس أو ست ثواني ، و هو واقف بنفس الوضع ، و رديت ناديته :
- سلطان ؟؟؟
استدار لي ، و جت عينه بعيني ...
- تحبها يا سلطان مو صح ؟
ما رد ... ذكرني بذيك اللحظة ، لما كنا عنده بالمكتب ، لما سألته قمر السؤال نفسه و ظل صامت ...
- سلطان ... أنا شفت ورقة الفاكس ... اللي كنت تبي تبعثها لها ، ذاك اليوم ...
عنيت الورقة اللي شفتها بين أوراق سلطان المتبعثرة في المكتب ،
(( قمر أنا أحبك ))
أخوي سلطان اللحظة ذي ، حسيته جبل يوشك أنه ينهار ...
- شفتيه على الورق ؟ أجل لو شفتيه داخل صدري ... هنا في قلبي ... محبوس بين ضلوعي ... إش تقولين؟
تفجرت الكلمة من لسانه ، بالأحرى من قلبه فجأة ، بعد كتمان طويل ... كان يضرب على صدره و هو يقول
( هنا بقلبي )
شفت عذاب الدنيا كلها مكتوب في عينه ...
- أحبها ؟ نعم أحبها ، أحبها و أعشقها ... و بعد ؟؟؟ و تالي ؟؟؟
تمنيت إني ما سألته هذا السؤال ... ليته خليته يروح بأمان الله ، ندمت ، و لآخر العمر باظل ندمانه ...
لف أخوي سلطان يبي يروح خلاص ، بس استوقفته :
- سلطان ...
ما التفت لي ، قال بمرارة :
- نعم يا شوق إش بعد ؟
جريت صوبه ، طوقته بذاعيني ، أخذته بحضني ، و ضغطت عليه بقوّة ...
كانت دموعي تسيل لا إراديا ... ما بغيت اللحظة تنتهي ، ليتني كنت أقدر أسوي شي عشانه ... أخوي الحبيب ...
الشي ، اللي ما اكتشفته إلا بعد فترة شهور طويلة ، هو ... أن ( منال ) لحظتها كانت عند الباب ...
|
|
|
|
|