حكمت المحكمة الجنائية المركزية في العاصمة العراقية بغداد على الصحفي العراقي منتظر الزيدي، الذي قذف الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بفردتي حذائه بالسجن ثلاث سنوات قابلة للاستئناف.
وقد أنكر الزيدي أمام المحكمة ارتكابه اي جرم قائلا إن ما حدث كان "رد فعل طبيعي يمكن أن يقوم به أي عراقي".
ورد الزيدي على سؤال القاضي عبد الامير حسن الربيعي ان كان يعتبر نفسه بريئا من التهمة الموجهة له بالقول " نعم ورد فعلي كان طبيعيا مثل اي عراقي".
ولدى تلاوة الحكم عليه من قبل القاضي، صرخ الزيدي: "احب العراق".
ولكن ضرب مسؤول بالحذاء "إهانة كبيرة" كان من الممكن أن يصل الحكم فيها لخمسة عشر عاما.
وقال القاضي الربيعي ان الحكومة العراقية اخبرته ان بوش كان يقوم بزيارة رسمية الى العراق.
وتتراوح عقوبة الاعتداء على رئيس دولة يقوم بزيارة رسمية الى العراق بموجب المادة 223 من قانون العقوبات العراقي ما بين 5 الى 15 سنة.
بينما تبلغ عقوبة اهانة زعيم دولة اجنبية لا يقوم بزيارة رسمية علنا سنتين ونصف بموجب المادة من 227 من قانون العقوبات وهو ما نجح فيه محامو الدفاع.
وكان القاضي الربيعي قد رفع الجلسة في 19 فبراير/ شباط الماضي من اجل النظر في ما اذا كانت زيارة بوش تعتبر زيارة رسمية.
وقال القاضي يوم الخميس ان الوزراء اعلنوا ان هذه الزيارة كانت رسمية فعلا.
ووصف رئيس فريق الدفاع المحامي ضياء السعدي الحكم بانه مخالف للقوانين العراقية، وأضاف أنه سيستأنف ضده.
"اهانة"
واضاف السعدي ان الزيدي كان يعبر عن مشاعره لانه "كان يشاهد دماء العراقيين تراق بينما كان بوش يتحدث انجازاته في العراق" مشيرا الى انه كان يقصد اهانة بوش وليس محاولة الحاق الاذى الجسدي به.
واجهشت شقيقة الزيدي بالبكاء لدى النطق بالحكم وصرخت "يسقط المالكي عميل امريكا" في اشارة الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بينما قال شقيقه عدي ان الحكم على منتظر كان بدافع سياسي.
وكانت محاكمة الزيدي قد انطلقت الشهر الماضي عندما وجهت له تهمة الاعتداء على زعيم دولة اجنبية، إلا انه تم تعليق الجلسات في حينها ليتاح النظر في توجيه تهمة أدنى هي اهانة زعيم دولة اجنبية.
وقال محامو الزيدي البالغ من العمر 30 عاما إنه متمسك بموقفه، وإن التهم يجب اسقطاها على الفور.
ويقول مراسل بي بي سي إن القضية تحولت الى امر محرج للحكومة العراقية مع تحول الزيدي الى بطل لدى العديد من المواطنين العرب.
واضاف المراسل مايك سيرجنت الذي حضر جلسة الخميس ان اقارب ومناصري الزيدي اتوا الى المحكمة آملين بأن يروا القاضي يطلق سراحه.
ويفيد استطلاع رأي اجري بطلب من بي بي سي وآي بي سي تصدر نتائجه الكاملة يوم الاثنين ان 62 بالمئة من العراقيين يعتبرون الزيدي بطلا.
والزيدي يعمل لحساب محطة تلفزيون البغدادية العراقية وقذف بوش بفردتي حذائه أثناء مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد في شهر ديسمبر/كانون الاول الماضي.
وطالب فريق الدفاع عن الزيدي، والذي يضم 25 محاميا جميعهم متطوعون، باسقاط التهم الموجهة الى الزيدي على اساس انه كان يعبر عن اعتراضه على سياسات بوش وأنه لم يتعرض لخطر من جراء إلقاء الحذاء عليه.