أنظر في وجوه البشر فلا أستطيع التميز بينها وكأنها تماثيلٌ رخامية غطاها
تراب الزمن فأخفى تفاصيلها ..
رهبة الموقف تطوقني وتُحدث اضطراباً في شراييني .. شعرتُ بأن الأرض توقفت عن الدوران وإن الغيوم بدأت تزمجر معلنة حدوث العاصفة ..
توقفت عقارب ساعتي أم توقف الزمن ؟؟؟
تُوفي نعم تُوفي هذا مايترددعلى مسامعي كمقطوعة موسيقية صاخبة اصابتني بالصمم ..
ثورةٌ بداخلي ..لابل بركانٌ ثائر ألسنةُ اللهب أحرقت كل من حولي ..
غريبةٌ هي كلمةُ الموت لم أُفكر بها يوماً وهاهي تحلُ بداري لتسكن بين أضلعي..أشعر بالبرودة رغم النار الملتهبة بداخلي.
وبعد إغماءة ليست بالطويلة أفقتُ على صوت الممرضات وهن يتحدثن بصوت هامس زلزل أعماقي .."مسكينةٌ هي فقدت خطيبها وقبل موعد زفافهما بشهرين فقط"
أهذا الواقع ؟؟هل أنا من يقصدنها بكلامهن ؟؟ هل وهل وهل ؟؟
تساؤلات غرزت أنيابها بقلبي لتتخذ منه ركيزة لإجابات تفوقها ألماً ومرارة
شعرتُ بوحدتي رغم التفاف الجميع حولي ..هكذا رحل دون أن يخبرني ..رحل وقبل أن يودعني .. التزمت الصمت واكتفيت بتوزيع النظرات هناك وهناك علني أراها هي ماأحتاجه الآن ..
حضنٌ دافيء وأذرع ملتفة حولي ودموع .. لابل صوتٌ أثار شجوني
رفعت رأسي إنها أمي ..نعم أمي
أمـــــــــــاه آآآآآآه يا أمــي هل أنا بحلم أم هذا حقا مايجري ؟؟
آمــــــــاه أتحسين بالحرقة المتأججة بأعماقي ؟؟أمــــــــاه ثمت شعور بداخلي لا استطيع البوح به ..
مضت الساعات ..والايام..والشهور
تغيرتُ كثيرا ..ذبول .. وذهن شارد هكذا قالت أمي
وأنا تعودت عيناي الظلمة ..كل ما أراه هو الغروب كل شيء ساكن لا أثر للحياة فيه
دارت رحى الايام بمرارة ومحتفظةٌ بزفراتها ..
ومن تلك البقعة المظلمة ..أشرقت شمس الحياة مادة لي يدها لتنقلني إلى عالم آخر .. ومن تلك الروح المتجمدة تسلل لهب الشمعة ليذيب جليد الأيام ويبعث فيها الحياة من جديد ..
فمع برودة الجليد شعرتُ بدفء العاطفة التي أوقدتها الأيام ..فهكذا أشرقت أيامي بعدما اعتراها الغروب .
فماجرى لي بتلك الفترة لم أعيه!! لم أعي سبب توالي الاحداث وبفترة وجيزة
لم تتجاوز العامين غروب وعتمة يليه صباحٌ جديد
أدركتُ حينها إن " الموت ليس بالأمر النسبي .. ولكن قدرتنا على التعامل معه هي الأمر النسبي "
تمت
بقلمي
تحياااتي نور...