العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

أحمد إبراهيم الربيعي
عضو متواجد
رقم العضوية : 26730
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 85
بمعدل : 0.01 يوميا

أحمد إبراهيم الربيعي غير متصل

 عرض البوم صور أحمد إبراهيم الربيعي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي آخر أيــــــــــــــــام خير الأنـــــــــــــــــــــــم (ص)
قديم بتاريخ : 21-02-2009 الساعة : 12:26 PM


آخر أيام خير الأنام (صلى الله عليه وآله الأطهار الكرام)

مَرِض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بصداع شديد تركه طريحَ الفراش، وهو المرض الذي قضى فيه «صلى الله عليه وآله وسلم» .وكان قد علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ هناك من تخلّف عن الجيش الذي عبئه بيده الشريفة، ومن يعرقل التوجه إلى موقعه، ومن يطعن في قيادة أُسامة، فغضب لذلك بشدّة وخرج معصّباً جبهته إلى مسجده، يحذرهم من عواقب أعمالهم غير السليمة وخاطبهم بقوله:
«لئن طَعنتم في إمارتي لأسامة، فقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وأيمُ اللّه كان للإمارة خليقاً، وأنّ ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإنَّه كان لمن أحبّ الناس إليّ، واستوصُوا به خيراً فإنّه من خياركم».
ونظراً لأهمية هذا الجيش، فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول و هو في الفراش: «جهّزوا جيش أُسامة، لَعَنَ اللّهُ من تخلّف عنه».(1)
وفي الوقت الذي استعدّ فيه أُسامة وآخرون من المهاجرين والأنصار للسير نحو الجرف، انتشر بينهم خبرُ تدهورِ صحّة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما جعلهم يعدلون عن قصدهم حتى يوم الاِثنين، إلاّ أنّه «صلى الله عليه وآله وسلم» حثّه على الخروج قائلاً: «اغدُ على بركة اللّه».(2) فتهيّأ الجيشُ للتحرّك والمغادرة، إلاّ أنّ خبر احتضار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جعلهم يعودون إلى المدينة متجاهلين أوامرَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وقد ذكر المؤَرخون أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج في الليلة التي توفّي في صبيحتها، مع الإمام علي (عليه السلام) إلى البقيع مع عدد آخر، فقال لهم: «إنّي أمرت أن استغفر لأهل البقيع»، و عندما وصل إلى المكان سلّم على أهل القبور قائلاً:
«السّلامُ عليكم أهل القبور، ليهنئكم ما أصبحتم فيه ممّا أصبح الناس فيه، أقبَلَت الفتن كقِطَع اللّيل المظلم يتبع بعضها بعضاً، يتبع آخرها أوّلها». ثمّ التفت إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و قال: «يا علي، إنّي خيـّرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة، فاخترت لقاء ربّي والجنّة. إنّ جبرائيل كان يعرض عليّ القرآن في كل ّعام مرّة، وقد عرضه عليّ العام مرّتين، ولا أراه إلاّ لحضور أجلي».

قرر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بهدف الحيلولة دون انحراف مسألة الخلافة عن محورها الأصلي، والحيلولة دون ظهور الاختلاف و الافتراق، أن يعزز مكانة علي (عليه السلام) ويدعم إمارته وخلافته، و أهل بيته، بإثبات ذلك في وثيقة خالدة تضمن بقاء الخلافة في خطها الصحيح.

ففي خلال زيارة بعض الصحابة له أثناء مرضه قال: «ائتوني بدواة وصحيفة، أكتب لكم كتاباً لا تضلّون بعده». فبادر عمر قائلاً: إنّ رسول اللّه قد غلبه الوجع، حسبنا كتاب اللّه.(3) فكثر اللغَط والنقاش حول إحضار ما طلبه النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» أو عدمه، ممّا أغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: «قوموا عنّي لا ينبغي عندي التنازع»، وقال ابن عباس: الرزية كل ّالرزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول اللّه.(4)
وقد نَقل هذه الواقعة فريقٌ كبيرٌ من محدّثي الشيعة والسنة ومؤَرخيهم، وتُعتَبر من الروايات الصحيحة. وإذا سأل أحد عن عدم إصرار النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» على كتابة ذلك الكتاب، فذلك لاَنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أصرّ على موقفه، لأصر هؤَلاء في تعنتهم وفي الإساءة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخاصة أنّهم قالوا عنه، أنّه غلبه الوَجَع أو هجر، ثمّ قيامهم بعد ذلك بإشاعة الأمر بين الناس.
وقد روى ابن حجر العسقلاني، أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأصحابه وقد امتلأت بهم الحجرة وهو في مرضه: «أيّها الناس يوشك أن أُقبضَ سريعاً فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القولَ معذرةً إليكم، إلاّ أنّي مخلفٌ فيكم كتابَ اللّه ربّي (عزّ وجلّ) وعترتي أهل بيتي».
ثمّ أخذ بيد علي (عليه السلام) وقال :«هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، خليفتان نصيران لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألهما ماذا خلفت فيهما».(5)
ومن الواضح أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لفت الأنظار إلى حديث الثقلين مرّة أُخرى، برغم ما ذكره في مواضع متعدّدة، حتّى يؤَكد أهمية الثَّقلين، وتدارك ما فات من كتابة الكتاب الذي لم يوفّق لكتابته.
وفي هذه اللحظات، طلب بعضاً من الدنانير كان قد وضعها لدى إحدى زوجاته، وأمر علياً (عليه السلام) أن يتصدّق بها.
وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد سُقي دواءً خطأً في علاجه، فقد تخيلت «أسماء بنت عميس» أنّ مرضَه ـ ذات الجنب ـ تعلمت علاجه من عقار مركب من نبات وأعشاب من الحبشة، إلاّ أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لما عَلِمَ بالدواء، ذكر بأنّ مرضه ليس ذات الجنب.
اللحظات الأخيرة

في هذه الفترة الحرجة، كانت السيدة الزهراء(عليها السلام) تلازم فراش والدها (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تفارقه لحظة، وفجأة طلب منها أن تقرب رأسها إلى فمه ليحدّثها، فراح يكلّمها بصوت خفيفٍ لم يُعرَف،ولكن الزهراء(عليها السلام) بكت بشدّة، إلاّ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أشار إليها مرّة أُخرى فحدّثها بشيء آخر، فرحت به وتبسمت مستبشرة. ولم تكشف عن ذلك إلاّ بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بناء على إصرار عائشة: «أخبرني رسول اللّه (ص) أنّه قد حضر أجلُه وأنّه يُقبَض في وجعه، فبكيت، ثمّ أخبرني أنّي أوّل أهله لحوقاً به فضحكت».(6)
وفي آخر لحظة من حياته الشريفة طلبَ الإمام عليّاً (عليه السلام) قائلاً: «أُدعوا لي أخي». فعرف الجميع بأنَّه يريد عليّاً (عليه السلام) فدعَوا له عليّاً- في بعض الروايات أن عائشة دعت أباها لذلك فأشاح النبي (ص) بوجهه وكرر قوله : أُدعوا لي أخي! فهمت حفصة بمناداة أبيها، فلما قدم أشاح بوجهه عنه وكرر ما قاله بحدة : أُدعوا لي أخي. وهذه فيها إلتفاتة واضحة منه (ص) وبعد ذلك دعوا له علياً (ع) فأستبشر وقربه إليه- فقال لعلي (ع) : «أُدن منّي فدنا منه، فاستند إليه فلم يزل مستنداً إليه يكلّمه».
وسأل رجل ابن عباس: هل توفّي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في حِجر أحد؟ قال: توفّي وهو مستند إلى صدر علىٍّ،وهو الذي غسَّله وأخي الفضلُ بن عباس.
وقيل إنّ آخر جملة نطق بها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هي:«لا، إلى الرفيق الاَعلى». فكأنّ ملك الموت خيّره عند قبض روحه الشريفة في أن يصح من مرضه أو يلبّي دعوة ربّه، فاختار اللحاق بربّه.
وسأل كعب الأحبار عن آخر كلمة قالها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال الإمام علي (عليه السلام) : أنّه قال: الصلاة الصلاة.
وقد ترك الدنيا (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الاِثنين 28 صفر، فَسُجّي ببرد يماني، ووُضع في حجرته بعض الوقت، وارتفعت صرخات العيال، وعلا بكاء الأقارب، وانتشر نبأ رحيله في كلّ أنحاء المدينة التي تحولت إلى مأتم كبير.
وقام الإمام علي (عليه السلام) بتغسيل جسده الشريف وتكفّينه، إذ أنّه كان قد ذكر: «يغسّلني أقربُ الناس إليّ». وصلّى عليه مع المسلمين، وتقرر دفنُه في حجرته المباركة. وحفر قبره أبو عبيدة بن الجراح وزيد بن سهل، ودفنه الإمام علي (عليه السلام) يساعده الفضل بن العباس.
و لمّا فرغ الإمام (عليه السلام) من غسله (صلى الله عليه وآله وسلم) كشف الإزار عن وجهه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال والدموع تنهمر من عينيه: بأبي أنت و أُمّي، طبتَ حيّاً وطبتَ ميّتاً، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممّن سواك من النبوة والأنبياء. ولولا أنّك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع، لاَنفدنا عليك ماءَ العيون، ولكان الداءُ مماطلاً، والكمَدُ محالِفاً وقلاّ لك، ولكنّه ما لا يُملَك ردّه ولا يستطاع دفعه! بأبي أنت و أُمّي أُذكرنا عند ربّك واجعلنا من بالك».


اللهم أحينا محيا محمد وآل محمد (ص) وأمتنا ممات محمد وآل محمد، ووفقنا لأتباع دينك وإحياء سنن نبيك الأعظم (ص).
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، فارحمنا بتعجيل فرج خاتم الأوصياء وحجتك على الثقلين من عبادك يا أرحم الراحمين.



1 . الملل و النحل:1|23؛ طبقات ابن سعد:2|190.
2 . طبقات ابن سعد:2|190.
3. الملل والنحل:1|22.
4 . صحيح البخاري: 1|22؛ صحيح مسلم: 2|14؛ مسند أحمد:1|325.
5. الصواعق المحرقة ، : 57، باب 9؛ كشف الغمّة: 43.
6. طبقات ابن سعد:2|263؛ الكامل في التاريخ: 2|219.

من مواضيع : أحمد إبراهيم الربيعي 0 هل قٌضي على رمز الشر بن لادن ؟؟
0 آل سعود .. أشد خطراً من اليهود
0 الطغاة العرب جميعهم صداميون
0 هل سيحتفل أهالي المشخاب بيوم 28 نيسان ؟؟؟
0 لسان حال الطغاة العرب : (نحن أغبى خلق الله) !!!
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:03 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية