قال تعالى في سورة الحجرات : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الحجرات11
وتشير الآية السابقة إلى بعض أمراض اللسان فهل فكرت مرة في الكلام الذي تريد أن تقوله قبل أن يخرج من فاك إلى مسامع الناس سأسأل سؤلاً عن أي كلمة خرجت من فاك عن معلم أو زميل أو أي شخص كان تحبه أو لا تحبه صديقًًاً كان أم عدوًًاً وأجب بينك وبين نفسك هل فعلك صحيح : قد لا يختلف اثنان على أن هذا الفعل ذميم وليس خاطئ فقط و هذا ليس فرضية أفرضها بل هو شيء مسلم وهذا شيء الجميع يعرفه هل جلست مرة في مكان ولم تسمع فيه سخرية أو همزاًً أو لمزاًً أو غير ذلك من الأحاديث الساخرة حتى أنا لم أر مثل ذلك المكان مع العلم أنني أبحث عنه منذ وقت طويل فهل هذا المكان غير موجود؟
الإجابة هي أننا نحن من يُوجد ذلك المكان الخالي من هذه الألفاظ ونحن من يعدم وجوده ، نعم نحن من أرد وجود هذه الألفاظ لأننا رضينا بوجودها وقولي هذا ليس من عدم فهم بل ما فهمته وسمعته وإليكم هذا المشهد يتحدث الطالب عن إحدى المواد ولا أخص مادة دون غيرها لأني سمعته لكثير من المواد يتحدث طالب مع آخر عن إحدى المواد ثم يخرج الحديث من المواد إلى المدرسين ثم يدخل في الغيبة وغير ذلك من الأحاديث العظيمة وهذا الموضوع حدث بيني و بين أشخاص أعرفهم بالخصوص فما قولكم في هذا المشهد أهو صحيح ؟ طبعًا لا يختلف اثنان على أن هذا العمل خاطئ ولم أقل هذا الأمر عن طريق خطأٍ بل أقوله قصداًً لكي يفكر كل من يسمعني في ما يقوله وأخص أصدقائي .
أتمنى منكم الالتفات إلى كلامكم لا تدخلوا في الفسوق كما تقول الآية :
وهذا يدل على عظم هذا الأمر عند الله إذا أنه يخرج الشخص من الإيمان إلى الفسق والفسوق ليس بالشيء البسيط بل هو عظيم جداًً عند الله وهذا يدخل في حقوق العباد لدى الله ولم أرد الدخول في هذا الموضوع لأنه ليس القضية التي أردت أن أشير لها حاليًًا بل ما تكلمت عنه هو أمراض اللسان.
أدعو الله أن يعافينا وإياكم منها والسلام عليكم.
بعض أضرارها
ومن أخطر أضرار اللسان:
كرهية الناس لك: وهذه النقطة يجب أن نلتفت لها جيداًً حيث أنه لن يبتعد عنك لن يكرهك أي شخص أصدقائك قد يأخذون عنك فكرة أنك : كذاب أو نمام أو مغتاب أو هماز أو غير ذلك من الصفات الذميمة.
فقدان الأصدقاء: قد يقول كلمة إحدى المرات لكنه يندم عليها ألف مرة ولربما تفقده تلك الكلمة أحد أعز أصدقائه.
تعود اللسان على تلك الألفاظ القبيحة: وخطر التعود على هذه الألفاظ قد لا تدركه الآن ولكن عندما تكبر ويكون لك أولاد وترى هذه الألفاظ القبيحة على ألسنتهم.
قد لا تسبب فقدانك للأصدقاء بل قد تسبب بينك وبين أصدقائك عداوة فيصبح أعز أصدقائك أو من كان أعز أصدقائك قبل تلك الكلمة ألذ أعدائك.
أمراض اللسان من أكبر أسباب الفرقة بين الناس وعندما أقول أنها من أسباب الفرقة بين الناس فهي تعارض حكمة الله وما أراده في الأرض